همتك نعدل الكفة
98   مشاهدة  

في عيد الأضحى.. كيف نوجه أطفالنا نفسيًا ليتقبلوا فكرة الذبح؟

عيد الأضحى


يرتبط عيد الأضحى بشعائر دينية عظيمة للغاية، حيث رأى سيدنا إبراهيم عليه السلام رؤيا يأمره الله فهيا بذبح ابنه، وحين هم بتنفيذ الأمر، أنزل الله له كبشًا من السماء ليكن فِداءً لإسماعيل عليه السلام، لذا يحتفل المسلمون كل عام بتلك الذكرى ويقومون بذبح الأضاحي وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، ولكن يبقى مشهد الذبح دائمًا مصدر للقلق والخوف لدى الآباء والأمهات، فهناك البعض الذين يخشون على أطفالهم من مشاهد الذبح، وهناك البعض الآخر الذي يجبر أطفاله على الحضور والمشاركة في عملية الذبح، وذلك من منطلق أنها شعائر دينية ولها بهجة خاصة، فما هو الصحيح في الأمر؟، وكيف يتعامل الآباء والأمهات مع وقت الذبح؟.

ما قبل عيد الأضحى

عمر الطفل

عيد الأضحى

يجب وضع عمر الطفل في عين الاعتبار قبل اتخاذ أي قرار، فالأطفال قبل سبع سنوات لا يكونون مدركين تمامًا، لمكنون الأمور من حولهم، لذا ستكون مشاهدة الذبح صادمة بالنسبة لهم، حتى نتجنب الاضطرابات النفسية التي قد تحدث نتيجة لمشاهد الذبح القاسية، مثل الكوابيس، الخوف الشديد، العنف، التبول اللاإرادي، وبالطبع الأمر يتوقف في الأساس على طباع وشخصية الطفل نفسه، حيث أن كل طفل يختلف عن الآخر في سلوكياته وطريقة تقبله للأمور.

تهيئة الطفل للحظة الذبح

سبق واتفقنا أن كل طفل يختلف عن الآخر، ويجب وضع تلك الفروق في الحسبان، فمثلًا طفل المدينة يختلف عن طفل القرية الذي تكون مشاهد الذبح جزء من يومه، وذلك لاعتياد أهل الريف على ذبح الطيور في المنازل، على عكس طفل المدينة الذي لا يرى تلك المشاهد، كذلك تختلف مشاعر الفتيات عن مشاعر الذكور، حيث تتميز الفتيات بالرقة والحساسية تجاه مشاهد العنف والدماء، لذا يجب على الآباء والأمهات مراعاة طبيعة طفلهم جيدًا، ومن ثّم توضيح المنظومة الغذائية له، وكيف تعيش جميع الكائنات الحية في سلسلة غذائية منتظمة مرتبطة ببعضها البعض، ليفهم الطفل فكرة الذبح ومدى أهميتها، وبعد ذلك يقيم الآباء والأمهات الأمر من كل الزوايا وإذا رأوا أن الوقت مناسب ليشاهد الطفل الذبح، يتم التحدث معه لرؤية ما إذا كان جاهزًا ويريد رؤية ذبح الأضحية أم لا، وإذا أبدى استعدادًا فلا بأس من الأمر، أما إذا رفض فلا تقوموا بإجباره هو ليس مستعدًا.

عيد الأضحى

متى نحكي القصة الحقيقية لذبح الأضاحي؟

قد يتأذى الأطفال نفسيًا من فكرة أن الله أمر إبراهيم عليه السلام بإحضار السكين وذبح ابنه، ولن يفهموا المغزى الحقيقي وراء الأمر إذا كان سنهم صغير، لذا يجب مراعاة عمر الطفل قبل أن نتحدث معهم عن قصة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، ويمكن أن نخبرهم أن سيدنا إبراهيم قد رأى في المنام أمرًا من الله صعب التنفيذ، ولكنه امتثل لأوامر ربه وذهب هو وابنه لينفذا الأمر، فكافئهما الله على طاعتهما وأنزل عليهما كبشًا يذبحانه، ويمكن توضيح الأمر بالتدريج كلما كبر الطفل في العمر وازداد فهمه وإدراكه.

نصائح يجب إتباعها قبل رؤية الطفل للذبح

إقرأ أيضا
عزيز الشافعي

قبل الذبح بعدة أيام، يجب التحدث مع الطفل عن عملية الذبح نفسها، وكيفية أدائها، وتوضيح أنها تتم بطريقة رحيمة بالحيوان، فهو لا يشعر بالألم أو يتعذب بسببه.

لا تقوم بإحضار الأضحية للمنزل قبل العيد بفترة طويلة، وذلك حتى لا يرتبط بها الطفل عاطفيًا، بل يجب إخباره أن تلك الأضحية هي ضيف مؤقت تم شراؤه لتطبيق شرائع الله، وأن هذا هو الدور الذي خلقه الله له، ولا تفاجئ الطفل بعدم وجود الأضحية في الصباح، حتى لو لم يحضر مشهد الذبح، يجب التمهيد له قبلها بيوم أن الخروف سيقوم بمهمته صباحًا.

قم بإعطاء الطفل الذي شاهد الذبح دورًا في توزيع اللحوم، فذلك سيزيد من ثقته بنفسه، وكذلك سيخلق مشاعر جيدة بداخله، وسيرسخ الكلام الذي أخبرته به من قبل عن أهمية الأضحية.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان