فيلم الغسالة .. خفة دم غير مفتعلة افتقدتها السينما المصرية منذ أعوام

قدم ثلاثي أضواء المسرح فيلم المجانين الثلاثة عام ١٩٧٠ من تأليف علي سالم وإخراج حسن الصيفي في ختام لمجموعة من  الأفلام الكوميدية ، الخفيفة في فترة الستينيات، واكمل فؤاد المهندس هذا النوع عبر سلسلة مستر إكس لتختفي هذه النوعية من الأفلام تماما بدخول الثمانينيات .

فيلم الغسالة يعود لنا بتلك الأفلام الكوميدية الخفيفة إلى ساحة السينما بعدما افتقدناها لمدة تصل إلى أربعة عقود، سيناريو عادل صليب الذي يعتمد على تيمة خيال علمي يدير فيه الأبطال قصتهم بهزلية متعمدة يشبه كثيرا ما فعله الأبطال في المجانين الثلاثة، الفارق هنا أن لأبطال عادل روحا تليق بعصرهم، وتعيد الاعتبار لكوميديا الموقف بعيدا عن كوميديا الإفيه التي سادت في العقود الثلاث الأخيرة.

كذلك المخرج عصام عبد الحميد في عمله الأول الذي يثبت من خلاله أن السينما المصرية اكتسبت مخرجا شابا يملك حسا كوميديا ويحمل إيقاعا شابا سريعا يليق بهذا النوع من الكوميديا الخفيفة.

يبدو كاستنج الفيلم موفقا تماما، تلعب هنا الزاهد أحد أهم أدوارها التي تضعها في حجمها الحقيقي كنجمة كوميدية قادمة بقوة بينما يبقى حميدة كبيرا ولطيفا للغاية مع التألق المعتاد لأحمد فتحي ومحمد سلام في أدوار مكتوبة بعناية أضافا لها من شخصيتهما ، أما أدوار الشرف فقد أدى علي الطيب وشيرين رضا ومحمود الليثي أدوارا قصيرة لطيفة للغاية، لم يكن هناك نقطة ضعف في التمثيل سوى أحمد حاتم الذي يؤكد في كل مشهد عبر نظرات عينيه وتعبيرات وجهه أنه يصنع فيلما كوميديا شاهدوني وحاولوا الضحك ليبدو سخيفا للغاية ونقطة ضعف الفيلم الكبرى.

يعبر ايقاع الفيلم على القصة المكتوبة بخفة مقصودة ليصنع الكوميديا دون “حزق” اعتدناه في السنوات الأخيرة من أجل استحلاب الضحكة فتخرج الضحكة عفوية للغاية.

ويميز الفيلم الأدوار الطفولية المكتوبة بعناية والتي صنعت فارقا صنع كوميديا حقيقية في مكانها الطبيعي

فيلم الغسالة فيلم كوميديا لايت لطيف للغاية يصلح للمشاهدة لجميع الأعمار وفرصة لالتقاط الضحك بعد زمن الحظر وفي زمن كورونا، شكرا لفريق العمل

التقييم : فيلم الغسالة ٧ من ١٠

إقرأ أيضا

“عن أسامة الشاذلي” محبيه حتى اللحظة وإلى الأبد لم يستوعبوا رحيله

أقرأ أيضا

الفرنسيون يمثلون بجثة ماكرون وغزوته العنترية .. لبنان من وحل عفن لمستنقع أسِن