همتك نعدل الكفة
235   مشاهدة  

فيلم الكاسيت .. توثيق رائع لحقبة فنية مهمة

فيلم الكاسيت
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



في سبعينيات القرن الماضي بدأت ملامح ثورة غنائية جديدة، تبلورت تلك الثورة بشكل جدي مع رحيل القطبان الأكبر والأشهر “أم كلثوم – عبد الحليم حافظ” وبدأت في تشكيل ملامح أغنية جديدة تلك الأغنية الجديدة انتشرت بسرعة الصاروخ في فترة كانت الدولة قد بدأت في التخلي عن دورها في المشهد الموسيقي الرسمي وظهر وسيط نشر جديد كان له الأثر الأكبر في منح تلك الثورة علامة النجاح الجماهيري وبالطبع نحن نتحدث عن شريط الكاسيت.

في وثائقي جديد من إنتاج شركة المتحدة للخدمات الإعلامية بالإشتراك مع شركة CMC يسرد لنا بشكل يحمل جهد بحثي مهم عن ظهور شريط الكاسيت في مصر حتى اختفاؤه أواخر العقد الأول من الألفية الجديدة مع ظهور الأسطوانات المدمجة CD والذي كان إعلانًا لنهاية عصر الكاسيت رغم المحاولات الجادة التي تجرى حاليًا لبث الروح فيه من جديد.

ظهر في الفيلم ثلاثة أجيال من المؤلفين الموسيقيين الذين عاصروا نهضة الكاسيت يتقدمهم الموسيقار هاني شنودة أحد أعلام ثورة الكاسيت الأولى في السبعينيات وصاحب النقلة المهمة في تاريخ الموسيقى المصرية الحديثة مع الموسيقار فتحي سلامة الذي كان له بصمة مهمة جدًا في إرساء قواعد شكل أغنية الـ Hits في الثمانينات مع الموسيقار أشرف محروس أحد أبرز صناع الموسيقى المصرية في التسعينات.

السرد الموسيقي كان جيدًا رصد ملامح التغيير في شكل الأغنية المصرية بعد ظهور الأغنية البديلة وجيل الوسط مرورًا بجيل الأغنية الشبابية ومدى مساهمة الكاسيت في صنع نجومًا كثيرة وأن كان لي بعض التحفظات على آراء الموسيقار هاني شنودة من ناحية ريادة التوزيع والتأليف الموسيقي.

أرخ لتلك الحقبة بشكل رائع الناقد والكاتب مصطفى حمدي الذي رصد العلامات المهمة في تاريخ الأغنية المصرية والمنافسة الشديدة التي كانت بين المطربين في سوق الكاسيت و الزخم الإنتاجي الذي كان حاصلًا والمحطات التي تغيرت معها شكل ملامح الأغنية المصرية.

شريط محمد منير : برئ والقطعة الناقصة التي افسدت الطبخة.

من الأمور اللافتة في الفيلم وجود قامتين في عالم هندسة الصوت هما المهندس نايف بسيوني والمهندس محمد صقر حيث سردا بشكل مبسط جدًا ودون استخدام مصطلحات أكاديمية مدى تطور تقنيات التسجيل على شريط الكاسيت والصعوبات التي كانوا واجهها في كيفية نقل الموسيقى وطبعها على خام شريط الكاسيت ومدى تأثير التكنولوجيا على شريط الصوت نفسه وكيفية التغلب على بعض المشاكل التقنية أثناء رحلة التسجيل مثل قص شريط الخام ولصقه بطريقة شديدة الحذر حتى لا يتم إتلافه والحقيقة كان حوارهما من أهم ما جاء في الفيلم.

ظهر المنتج “تيمور كوته” مؤسس شركة صوت الدلتا في حديث جيد من ناحية التأسيس لفكرة كيف كان يتم تسويق الأغنية وأهم محطات ثورة الكاسيت الثانية في الثمانينات مع النجاح الضخم لأغنية “ميال” التي كانت من إنتاجه والتي كانت إعلانًا بظهور شكل جديد للأغنية المصرية.

الفيلم سار في عدة اتجاهات عديدة أرخت لتلك الحقبة اجتماعيا بظهور مميز جدًا للباحث الأنثربولوجي عصام فوزي الذي لم يتحدث عن الكاسيت بصفته الوسيط الذي نقل لنا الموسيقى فقط حيث لعب دورًا هامًا في نقل صوت الأحباب في الغربة إلي ذويهم حيث كان البديل للاتصالات التليفونية في تلك الفترة.

إقرأ أيضا
قرية البدرمان

رصد الفيلم مع بعض موزعي وبائعي شريط الكاسيت مرحلة رواج البيع في فترة كان شريط الكاسيت هو الوسيط الوحيد في سوق الأغنية المصرية وكيف أثر ظهور الـ CD  عليه حتى اختفائه مع محاولات إحياؤه التي تجرى حاليًا عن طريق بعض المهتمين بجمع شرائط الكاسيت والبوسترات القديمة.

الفيلم يعتبر وثيقة رصدت وفككت فترة مهمة جدًا في تاريخ صناعة الكاسيت في مصر والتي لم يتم تناولها بالقدر الكافي من الموضوعية في ظل حالة النوستالجيا التي تقتات عليها الميديا والتي لم تستثمرها بشكل قوي.

YouTube player

الكاتب

  • فيلم الكاسيت محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان