همتك نعدل الكفة
82   مشاهدة  

فيلم الملحد .. هجوم غافل ورقابة أجازت وأمر مجهول

فيلم الملحد


بين يوم ليلة تصدر فيلم الملحد “تريند” وسائل التواصل الاجتماعي الفيلم المتنازع عليه قضائيًا حتى الآن بين صناع العمل مؤلفه إبراهيم عيسى ومخرجه محمد العدل “ماندو العدل” وبين السيناريست نادر سيف الدين الذي يدعي بسرقة مصنفه الفني الذي حمل نفس الاسم وعرض في عام 2014.

الملحد بين الإجازة والمنع

ولكن الغريب في الأمر تجاهل الجميع تلك القضية، وأصبح الحديث عن المنع الذي تعرض له الفيلم قبيل عرضه، وما بين الرقابة والأزهر ومجهولين تأرجحت التصريحات فالرقابة صرحت أنها أجازت عرض الفيلم منذ يناير الماضي، وإبراهيم عيسى أفاد أن السيناريو حاصل على موافقة الأزهر، والسبكي ينفي المنع ويتعلل بمشكلات تقنية، بينما ماندو اكتفى “ببوست” غامض قال فيه “المنع مش حل”.

فيلم الملحد
أفيش فيلم الملحد

ولكن في النهاية مصير الفيلم مجهول، والحقيقة أنه بافتراض أن جميع الجهات المعنية بفيلم مثل هذا مع التحفظ الشديد على سلطة الأزهر في منع وإجازة الأعمال الفنية “مش شغلته” قد أجازت عرض الفيلم، لذلك فتصريح أحمد السبكي منتج الفيلم حول كون الفيلم ظهرت فيه عيوب فنية في التنسيق بين الصوت والصورة، هو تصريح سياسي يحاول احتواء الأزمة، فجميع من في الصناعة يعلم أن الرابة تطلع على النسخة النهائية من الفيلم ولن تجيزه بالأساس إن كان به مثل تلك المشكلة، وما يحدث بعد ذلك هو مجرد نسخ ليس إلا.

الملحد الذي تعرض لهجوم كاسح عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمجرد عرض البرومو فقط، بينما الجهات التي أجازت عرضه سواء مختصة مثل رقابة المصنفات الفنية أو دينية مثل الأزهر الشريف اطلعوا على نسخ من هذا العمل بشكل كامل، لا يبقى سوى المجهولين الذين أصدروا أمرًا بوقف العمل.

 

أوامر مجهولة من داخل السايبر

وهذا هو السؤال المهم، لماذا يمنع الملحد من العرض من جهة مجهولة؟ في الوقت الذي نتحدث فيه عن تجديد الخطاب الديني، يخرج فيلم يناقش أمر حدث بالفعل، ويحدث وللأسف سيظل يحدث، وهي التطرف والتطرف المقابل، وصراعهما الدائم في المجتمع المصري تحديدًا، يخرج مجهولون علينا برسالة واتساب أو بمكالمة هاتفية ليمنع عرض فيلم أجازته الجهات المختصة؟

YouTube player

التفسير القابل للفهم في تلك الأزمة غير المبررة، أن هناك من يتخذ القرارات وفق معايير السوشيال ميديا وأهواء لجانها ومريديها وحملاتها الممنهجة أو حتى غير الممنهجة، ومصر دولة كبيرة لا يصح أن تدار بعض شئونها وخاصة الفكرية والفنية من “سايبر نت” تتابع ردود الفعل، أم أن هناك حاجة لتصدير شعور أن هناك من يستجيب لك في بعض القضايا ربما يوازن الأمر الكفة في الشارع المصري؟ وبفرض أن هذا وارد، فلماذا تكون القضايا الفنية والفكرية هي الفداء الدائم؟ لماذا لم نتحول لقضايا أخرى أدعى بهذا الأمر المجهول بالمنع، ولكم في المجال الرياضي مثال.

الفكرة بالفكرة

إقرأ أيضا
لحظة غضب

ولكن الحقيقة أن الهجوم نفسه رغم غرابته ولكنه مبرر، هجوم نابع من نفس المنطقة التي تدفع الكثيرون للسخرية من فكرة تجديد الخطاب الديني، فأغلب المتواجدين على مواقع التواصل من الجيل الذين سمعوا محمد حسان ومحمد حسين يعقوب وغيرهم من نجوم الشرائط التي كانت توزع مثل المناديل في الإشارات.

فيلم الملحد
محمود حميدة من فيلم الملحد

 وربما بعضهم حتى الآن مازال يعرف شيخ التكفيريين “الشيخ كشك” مونولجست الدعوة التكفيرية، يحفظون بعضًا من خطبه، فلماذا ونحن اكتوينا بنار هؤلاء وأدركنا حقيقتهم نتراجع الآن عن طرح قضايا لأنها فقط أثارت بعض من تربى على يديهم حتى ولو على سبيل العادة والاعتياد وليس على سبيل الايمان والأعتناق.

مرة أخرى مصر في حاجة ماسة لنهضة فنية وفكرية حقيقية فالأفكار لا يهزمها سوى أفكار في النهاية، وحتى وإن كان الفيلم ضعيفًا فنيًا – فنحن لم نراه لنعلم ولكن بافتراض- فهو في النهاية خلفه فكرة هامة، والدليل الأبرز على أهميتها أنها أثارت كل هذه الضجة، الملحد فيلم بالتأكيد يحمل فكرة، فلا داعي لإعادة إحياء محاكم التفتيش، وبالتأكيد لا داعي لأن تدار تلك الشئون من داخل “السايبر” وأن تصاغ الأوامر على هوى أصحاب التويتات والبوستات.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان