فيلم رابعة العدوية … عن عازفة الناي التي تحولت إلي شهيدة العشق الإلهي

في عام 1955 أنتجت الإذاعة الصورة الغنائية “عازفة الناي” عن قصة حياة الزاهدة رابعة العدوية من بطولة سميحة أيوب في دور رابعة و غناء السيدة ام كلثوم، حقق البرنامج نجاحًا كبيرًا أغرى العديد من من المخرجين تحويل القصة إلى فيلم سينمائي حيث صدر فيلمان الأول “شهيدة الحب الإلهى” عام 1962 من إخراج عباس كامل والثاني كان رابعة العدوية من إخراج نيازي مصطفى عام 1963.

نال فيلم رابعة العدوية 1963 الاهتمام الجماهيري الأكبر على حساب “شهيدة العشق الإلهي” الذي اختفى تمامًا ولم يعد يذكره أحد، وبرغم كل هذا الاهتمام إلا أن الفيلم يندرج تحت بند الأفلام الموسمية حيث لن تراه إلا في المناسبات والأعياد الدينية فقط.

الفيلم كان أول بطولة للممثلة “نبيلة عبيد” في دور رابعة لكن صوت أم كلثوم كان العامل الهام في تخليد الفيلم حيث تم الاستعانة بالقصائد التي غنتها في النسخة الإذاعية بالإضافة إلي رؤية المخرج نيازي مصطفى مع الشاعر عبد الفتاح مصطفى الذي كتب سيناريو وحوار الفيلم وديكور وأزياء شادي عبد السلام وأخيرًا لأن الفيلم كان بالألوان الطبيعية على العكس من شهيدة الحب الإلهي.

لحن قصائد الفيلم كلًا من رياض السنباطي ومحمد الموجي وكانت مبارزة تلحينية كبرى في مضمار القصائد الذي كان يحتكره السنباطي في تلك الفترة ، تفوق الموجي بشكل كبير  حيث انتشرت قصيدة “الرضا والنور” و”حانة الأقدار” كأنجح أغنيتان في الفيلم كله وهذا كشف عن أهمية الموجي كملحن كان يشق طريقه في الحياة الغنائية في مصر، في النسخة الإذاعية تواجد الملحن كمال الطويل في قصيدة “غريب على باب الرجاء” التي تم استبعادها بطلب من أم كلثوم من النسختين ولم تذاع إلا بعد وفاتها.

يعتبر فيلم رابعة العدوية من التجارب الناجحة جدًا في تحويل الصور الإذاعية المغناة إلى أفلام غنائية في فترة كان الفيلم الغنائي بدأ يتضاءل وجوده في فترة الستينات بعد أن عاش فترة ازدهار كبيرة في الأربعينيات والخمسينيات.

 فيلم كابوريا والسباحة في المياه المالحة

إقرأ أيضا

تاريخ العنف في صحن الأزهر “حينما كان الجناة والضحايا أزهريين”