قصة إيمان التي عانت من العنصرية فقررت أن تحاربها بالقراءة

إيمان شابة صغيرة نشرت على صفحتها فيديو يعرض تجربة قامت بها مع طلبة صغار في ابتدائي، وكتبت أنها قرأت كتاب عن تجديد الفكر العربي، فقررت ان تسأل الطلبة السؤال الذي يطرحه الكتاب وتتعرف على فكرهم ومما يعانون ومدى ثقافتهم ومعرفتهم.

عندما شاهدت الفيديو شعرت إن “فيها حاجة حلوة”، وتذكرت التجارب التي نشاهدها ونقرأ عنها في مدارس العالم الأول التي تتيح فيها المعلمة للطلبة فرصة النقاش والخيال الواسع، ونقرأ عنها او نشاهد فيديوهاتها وننبهر ونتمنى أن يحدث ذلك في بلادنا ونتحسر على الطلبة في بلادنا وأنهم يستحقون فرص كهذه، ووجدت ان ما فعلته إيمان لا يقل عما يفعله معلمون العالم الأول، وعلى الفور تواصلت معها، وكان هذا الحوار:

أولا عرفيني بك ومن أين أتتك الفكرة؟

أنا إيمان طالبة في الصف الثالث الثانوي القسم الأدبي كنت اعيش في القاهرة حتى الصف الثالث الإعدادي، وبسبب ظروف عائلية شديدة، أضطررت انا وأسرتي أن نعود إلى بلدتنا ونعيش في قريتنا في المنيا، وبسبب هذه الظروف هربت إلى القراءة، وكنت قارئة نهمة، وتطور الأمر أنني بدأت أشارك في مسابقات القراءة وكان حلمي الفوز في مسابقة المشروع الوطني للقراءة واستطعت انجاز مهمة عظيمة وأمنية غالية بالنسبة لي وهي اتمام قراءة 91 كتاب من 100 خلال عام واحد، ولكن صدمت بعنصرية شديدة وتفرقة بين أبناء المدينة وأبناء القرية، وحرمت من الفوز، وذهبت الجائزة لشخص آخر لمجرد أنه ابن المدينة ومعروف لدى اللجنة، فاللجنة المحكمة لم تصدق في قدراتي وحكموا عليّ لمجرد أنني ابنة القرية، ومن وقتها قررت أن أكمل طريقي وأضع ضوء لأبناء القرية الصغار من حولي، وعندما قرأت كتاب تغيير الفكر العربي، لم أرغب في أن أعمل ريفيو عن هذا الكتاب وأكتب مدى استفادتي منه،

بل قررت ان أساعد به غيري، وجاءتني الفكرة عندما كنت أقوم بتوصيل شقيقتي الصغرى إلى مدرستها، وهناك وجدت فصل في الصف الرابع الابتدائي في حالة فوضى ولا يوجد مدرس، والفصل في حالة هياج تام، فدخلت وعرفتهم عليّ وأخبرتهم أنني مدرسة وإسمي إيمان وحكيت معهم وطلبت منهم كل واحد يكتب في ورقة السلبيات التي يروها في مجتمعهم والإيجابيات التي يرونها، وفوجئت بحالة من الوعي مبهرة، سألتهم عن الجهل فأجابوا أنها الأمية وكتبوا أن من سلبيات مجتمعهم الزواج المبكر وانتشار الأمية، وطلبت منهم أن يكتبوا الحلول التي يرونها لمشكلات مجتمعهم، فبهرتني الإجابات فكل منهم كتب حلول مبتكرة ومبهرة، وطلبت منهم يتحدثوا عن أنفسهم ومستقبلهم، ونظرتهم للغد، فوجدت حالة من الوعي هائلة، وصغار كبار في الوعي والإدراك، خرجت من هذا اليوم المليء بالطاقة والحيوية بحالة من الأمل، وأن الغد أفضل مهما قابلتنا صعاب.

أنت في الثانوية العامة، في أي قسم وما الكلية التي تحلمين بالالتحاق بها؟

أنا في القسم الأدبي، وأرغب في الالتحاق بكلية الآداب جامعة القاهرة، فأنا كنت أعيش في حي المنيب بالمنيل وكنت قريبة من الجامعة فكنت أقف أنانها أنظر إليها مبهورة وأحلم باليوم الذي سأكون طالبة فيها، وحتى هذا الحلم واجهت بسببه تنمر وعنصرية فظيعة من معلميني والمحيطين بي، فحتى الكليات درجات ويتم ترتيبها ترتيب عنصري، ولكنني أرى أن لايوجد مجال أفضل من مجال وكلية أفضل من كلية فكلنا نحتاج لبعض، وأنا سأسعى لتحقيق حلمي وأن أصبح أستاذة في الجامعة.

إقرأ أيضا

تاريخ الثانوية العامة وتعديل أنظمتها “ما أحدثته التغييرات فينا خلال 100 سنة”

ما هو حلمك؟

حلمي أن أضيء قريتي الصغيرة، وأن أؤسس مكتبة كبيرة في القرية، وأن يكون الكتاب والقراءة سبيل لكل طالب ومنفذ لتخريج طاقتهم، وأن تصبح قريتي طاقة نور لكل القرى حولها.

وأود ان أشكر أمي فهي السبب في أي نجاح أو مبادرة قمت بها، فهي مؤمنة بي وتقف ورائي في كل خطوة أخطوها، أمي هي أول من علمني التحدي وعدم الاستسلام.