همتك نعدل الكفة
1٬233   مشاهدة  

قصة زوجين مصريين تزوجا بعد طلاقهما بأمير شعراء ألمانيا وأشهر مراسلة حربية وفنانة في العالم

ألمانيا
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



 الزوجان عزيز علوي بك ونعمت خيري التي تحول اسمها بعد الزواج الذي تم بعد نهاية الحرب العالمية الأولى إلى نعمت علوي وهي الابنة الصغري لـ أحمد خيري باشا ذو الأصول التركية ووزير المعارف في حكومة شريف باشا أول حكومة مصرية تشكلت بعد الاحتلال الانجليزي عام ١٨٨٢، تلقت الفتاة تعليما أوروبيا، ولم تكن تتحدث العربية مما جعل ثقافتها غربية بشكل كامل.

الزوج شاب مصري من أسرة أرستقراطية ذات أصول تركية أيضا مثل زوجته نعمت لكنه درس الهندسة وقام بأمر البيزنس الخاص بعائلته وكان أول من أدخل التكييف إلى مصر مدير لمصلحة السكة الحديد في فترة، وكرجل صناعة أدخل عشرات التوكيلات التجارية لمصر أبرزها مثلا “يونيون آير” ، وأسس مصانع للصلب والحديد والكابلات النحاس، حسبما ذكر الروائي أحمد ناجي في مدونته، لم يكن هذا هو الجانب الوحيد في حياة الشاب المصري لكنه كان يهوى الفن السيريالي وله علاقة بكل أطارفه في العالم

لم يطل الزواج بين الثنائي أكثر من ٣ أعوام وحدث الطلاق بسبب شكوى الزواج من الاسراف الشديد للزوجة، بعدها سافرت نعمت علوي لتعيش في سويسرا في بداية العشرينيات بينما تزوج علوي مرة أخرى من أسرة أرستقراطية أخرى.

المطلقة الشابة التي تتقن اللغة الألمانية تلتقي في بداية العشرينيات في الفنق الذي تقيمه به في سويسرا بالشاعر الألماني الكبير راينر ماريا ريلكه الذي يقترب من عمر الخمسين عاما، ليتفاهما سريعا ويقعا في حب بعضهما البعض في قصة وصفها أمير شعراء ألمانيا بقصة الحب الأعظم في حياته، لكن القدر لم يكن رحيما ليموت بعد أقل من عامين من لقاءهما موتا مفاجئا.

ويذكر الدكتور بديع حقي في كتابه “ريلكه – أمير شعراء ألمانيا” نهاية هذه القصة الغريبة فيقول: “مات ريلكه بمرض حملته إليه نعمت علوي من زوجها السابق عزيز علوي، فحزنت عليه هذه الحبيبة اللدود القاتلة حزناً عظيماً، وعرفها أمير روسي الأصل اسمه نيقولاي متشرسكي فعطف عليها وقبلت به زوجاً، لتنسى ألمها العظيم بفراق ريلكه الأبدي”.

ألمانيا
ريلكه

أما الزوج عزيز علوي بك فالتقي بالفنانة السيريالية والمراسلة الحربية لي ميلر في بداية الثلاثينيات وتزوجها، فهددت زوجته المصرية الثانية بالانتحار وطلبت الطلاق قبل أن ينتقل الزوجان إلى العيش في مصر لكنها لي ميلر شعرت بالملل بعد عامين وتركته لتعود إلى أوروبا وعندما اكتشفت حملها من عشيقها البريطاني بعد نهاية الحرب العالمية الثانية حصلت على الطلاق من الوجيه المصري.

وكان اندلاع الحرب العالمية الثانية، هو نقطة التحول الأبرز في تاريخ لي ميلر من عارضة أزياء ومصورة للمشاهير إلى مراسلة حرب، وشهدت بعض أشهر أحداث الحرب الدموية من ضمنها معركة نورماندي، ثم دخولها إلى ألمانيا وتصويرها لمعسكرات الإبادة الألمانية.

وتبقى إحدى أشهر صور ميلر من الحرب العالمية الثانية تلك التي التقطت لها وهي تستحم في بانيو الفوهرر نفسه، أدولف هتلر، في شقته في مدينة ميونخ الألمانية.

ألمانيا
لي ميلر في بانيو هتلر

بينما التحق زوج نعمت الروسي بالجيش ليشارك في الحرب العالمية ذاتها لتنتقل هي للعيش في نوماندي وتفقد حياتها عام ١٩٤١  قبل عودته من الحرب، مما يؤكد عدم اصابتها بمرض نقلته للشاعر الألماني لأنها عاشت بعد حوالي ١٥ عاما.

إقرأ أيضا
فاينال ديستنايشن

ماتت لي ميلر عام ١٩٧٧ بمرض السرطان عن ٧٠ عاما بعد ادمان الكحول بينما لا توفى عزيز علوي بك في منتصف الخمسينيات.

في قصة عجيبة من القصص الإنسانية التي تستحق التسجيل والتي ضمت مصائر مختلفة اجتمعت وحققت الكثير من التأثير في حياة بلادها لكنها عانت على المستوى الشخصي وكتبت سطورا عجيبة في قصة البشر

الكاتب

  • ألمانيا أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان