” أرقام وإحصائيات”.. 10 سنوات من تطوير مشاريع النقل في مصر
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يعد قطاع النقل من الركائز الأساسية التي يعتمد عليها أي اقتصاد لتحقيق التنمية الشاملة، حيث يسهم بشكل كبير في تسهيل حركة الأفراد والبضائع ويؤثر بشكل مباشر في النمو الاقتصادي والاجتماعي. في مصر، شهد هذا القطاع تحديات كبيرة بداية من تدهور البنية التحتية وصولًا إلى ضعف مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.
هذه المشكلات كانت تؤثر بشكل مباشر على حياة الناس وسير العمليات الاقتصادية، مما دفع الدولة إلى اتخاذ خطوات إصلاحية جذرية للتغلب على هذه الأزمات، ففي عام 1975 وحده، قُتل 2241 شخصًا وأصيب 11,837 آخرون نتيجة الحوادث المرورية. هذه الأرقام الصادمة دفعت الدولة إلى البحث عن حلول شاملة لحل أزمة الازدحام المروري وضعف البنية.
بالتوازي مع الخطط الوطنية للتنمية، أصبح تطوير قطاع النقل أحد أولويات الحكومة المصرية، حيث تم وضع استراتيجية شاملة لتحسين بنيته التحتية، تحديث وسائل النقل المختلفة، وتطوير التكنولوجيا المرتبطة به. هذه الاستراتيجية تهدف إلى تقديم حلول مبتكرة تساعد في تحسين جودة الخدمات المقدمة، وتقليل الحوادث، وتعزيز قدرة القطاع على المنافسة عالميًا.
استراتيجية الدولة لتطوير قطاع النقل
ضمن رؤية مصر 2030، ببذل الدولة جهودًا حثيثة لإصلاح وتطوير قطاع النقل بهدف تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة للمواطنين. إذ يشمل الإصلاح تحسين البنية التحتية من طرق وكباري، بالإضافة إلى تطوير شبكة النقل العام والسكك الحديدية، وذلك عبر مشروعات ضخمة تهدف إلى تقليل الحوادث وتسهيل حركة النقل بين المحافظات.
إصلاح قطاع النقل البري والطرق
ركزت الدولة على إنشاء وتطوير شبكة الطرق القومية والداخلية، حيث تم إنشاء حوالي 7500 كم من الطرق الجديدة بين 2014 و2023، لتمثل 23% من شبكة الطرق في مصر. وبذلك، شهدت حركة النقل البري تحسنًا كبيرًا في كفاءتها، الأمر الذي انعكس على تسهيل التنقل بين المدن والمناطق الصناعية. علاوة على ذلك، تم إنشاء محاور جديدة تربط بين شرق وغرب النيل، مثل محور روض الفرج ومحور تحيا مصر، وذلك بتكلفة إجمالية بلغت 11.2 مليار جنيه.
التطوير في السكك الحديدية والنقل الجماعي
أولت الحكومة أيضًا اهتمامًا بتطوير السكك الحديدية، حيث بدأ العمل على تحديث شبكة السكك الحديدية من خلال تحسين الجرارات والعربات، بالإضافة إلى إدخال أنظمة إشارات كهربائية جديدة. وقد تم إنفاق 225 مليار جنيه لتطوير قطاع السكك الحديدية من 2014 إلى 2024. وفي إطار تحسين الخدمات، تم تطوير عدد من المحطات والقطارات، وزيادة عدد العربات لتلبية احتياجات المواطنين، إلى جانب مشروع المونوريل .
ويعد مشروع مونوريل 6 أكتوبر من أبرز المشروعات التي تهدف إلى ربط محافظة الجيزة بمدن السادس من أكتوبر والشيخ زايد والتوسعات الجديدة في مدينة السادس من أكتوبر. يبدأ المونوريل من محطة جامعة الدول في الجيزة، حيث يتقاطع مع الخط الثالث لمترو الأنفاق، ويصل إلى مدن السادس من أكتوبر والشيخ زايد بطول تقريبي يبلغ 42 كم. يشتمل الخط على 12 محطة، ومنها بولاق (جامعة الدول) والطريق الدائري والمريوطية والمنصورية وغيرها، ويتيح المونوريل قدرة على نقل 45 ألف راكب في الساعة في كل اتجاه عندما يصل إلى السعة القصوى.
أما مونوريل العاصمة الإدارية، المعروف أيضًا بمونوريل شرق النيل، يمتد من محطة الاستاد بمدينة نصر وصولاً إلى محطة مدينة العدالة في العاصمة الإدارية الجديدة. يبلغ طول الخط 56.5 كم ويحتوي على 22 محطة. هذا المشروع يهدف إلى ربط القاهرة الكبرى بالمدن العمرانية الجديدة شرقًا، مثل القاهرة الجديدة والعاصمة الإدارية. كما يتقاطع مع الخط الثالث لمترو الأنفاق في محطة الاستاد بمدينة نصر ومع القطار الكهربائي في محطة مدينة الفنون بالعاصمة الإدارية. بالإضافة إلى ذلك، يتكون قطار المونوريل من 4 عربات، مع خطط لزيادة عدد العربات إلى 8 عربات وفقًا للنمو السكاني المتوقع في المناطق التي يخدمها.
كما شهد قطاع النقل الجماعي في مصر تطورًا ملحوظًا، حيث تم تنفيذ العديد من المشاريع لتلبية احتياجات المواطنين وتحسين مستوى الخدمات. في إطار ذلك، تم تأسيس 6 خطوط نقل جماعي جديدة بمدينة العبور، التي تهدف إلى تسهيل التنقل لسكان المدينة والمترددين عليها. يتضمن كل خط 4 أتوبيسات ويشمل مسارات مختلفة مثل العبور – السيدة عائشة، العبور – العتبة، العبور – العباسية (وينتهي في عبد المنعم رياض)، العبور – المرج، والعبور – التجمع الخامس، بما يساهم في تحسين الخدمة المقدمة.
كما تم تنفيذ مشروع الأتوبيس الترددي BRT، الذي يعد بديلاً لميكروباصات الطريق الدائري، ويهدف إلى تخفيف الزحام المروري وتقديم خدمة مميزة للمواطنين. يتزامن تنفيذ هذا المشروع مع توسيع الطريق الدائري، حيث سيتم تخصيص محطات عند التقاطعات الرئيسية على الطريق، وتغطية الطريق بكاميرات مراقبة. يعتمد الأتوبيس الترددي على حافلات كبيرة تسير على مسارات مخصصة، مما يسهم في الحد من التلوث البيئي، كما يضاهي سرعته سرعة المترو والقطارات.
في حين شهد قطاع مترو الأنفاق تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث ارتفع عدد المحطات من 64 محطة في عام 2014 إلى 101 محطة في عام 2023..
النقل البحري والموانئ
قطاع النقل البحري شهد أيضًا تحولًا كبيرًا، حيث تم تطوير الموانئ البحرية لتصبح أكثر قدرة على استقبال السفن العملاقة، وتوسيع الأرصفة وتعميق الممرات المائية. وقد تم تنفيذ مشروعات ضخمة في هذا المجال، بلغ إجمالي تكلفتها حوالي 51.8 مليار جنيه، ما ساهم في زيادة حركة التداول بالموانئ البحرية من 160 مليون طن في 2014 إلى 400 مليون طن في 2023. كما تم إنشاء 16 مشروعًا في النقل البحري، وزيادة مساحة الموانئ البحرية لتصل إلى 75 مليون متر مربع.
النقل البري واللوجستيات
وفي إطار تحسين النقل البري، تم الاهتمام بمشروعات اللوجستيات التي تساهم في تقليل الضغط على الطرق. وقد تم إنشاء مناطق لوجستية وموانئ جافة مرتبطة بالموانئ البحرية باستخدام السكك الحديدية، ما يسهم في تقليل الحمولات الزائدة على الطرق وتسهيل حركة التجارة. وبالإضافة إلى ذلك، تم تحسين أسطول النقل البري، الذي كان يعاني من تهالك كبير، من خلال البدء في إنشاء قطارات كهربائية جديدة، بما في ذلك محاور لوجستية تربط الموانئ والمناطق الصناعية.
الاستثمارات في القطاع الخاص والشراكات
في إطار الإصلاحات، بدأت الدولة في التعاون مع القطاع الخاص لتنفيذ العديد من المشروعات الكبرى، سواء في مجال النقل أو البنية التحتية. تمثلت إحدى هذه الشراكات في مشروع “تحيا مصر” في النقل البحري، حيث تم تدشين محطة متعددة الأغراض في ميناء القاهرة. كما تم تعزيز الشراكات مع الشركات الأجنبية لتوطين صناعات النقل، مما أسهم في تقليل الاعتماد على الواردات وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
ختامًا، تمثل مشروعات تطوير النقل الجماعي في مصر نقلة نوعية في تحسين بنية النقل داخل المدن الكبرى والمناطق الجديدة، وتعد خطوة هامة نحو تحقيق تنقل أسرع وأكثر استدامة. ومع التوسع في المشروعات الحديثة مثل المونوريل والأتوبيسات الترددية، تتجلى رؤية مستقبلية تهدف إلى توفير وسائل نقل مبتكرة تحسن حياة المواطنين وتساهم في تقليل الازدحام والتلوث.
لمن يرغب في التعرف على مزيد من التفاصيل وفهم أعمق حول هذه المشاريع، يمكنكم مشاهدة فيلم “إشارتك خضرا” من إنتاج شركة CMC، الذي يقدم رؤية شاملة ومعمقة حول التطورات الحاصلة في هذا المجال.
;
اقرأ أيضًا: مشروع القرن .. الدلتا الجديدة بين الرؤية المؤجلة والتنفيذ الفعال
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال