قفايا ملكية خاصة والجسد ليس ملكية عامة
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الجسد ملكية خاصة لا جدال حول هذا أو هكذا أتمنى. وتخيل يا مؤمن أن هذا المقال ليس عن حرية الملبس-المفروغ من البت فيها-ولكنه عن حقنا في ألا يلمسنا أحد دون استئذان وداع حقيقي.
حدوتة القفا
من منا لا ينسى أغنية الفنان محمود عبد العزيز للقفا بفيلم الكيف.
وكانت وجهة نظر المزاجنجي أن القفا لم يغنِ له أحد، ولم يعطه أحد حقه، فقرر أن يتغنى ويقول اه يا قفا يا قفا.
والقفا مكان حساس عندما يريد أحدهم إهانة الآخر يقول “رزعته حتة كف على قفاه”
وإن كنت من يتمتعون بالصبر وانجزت معي هذه المقدمة فسأشهدك على موقف يتكرر معي ومع قفايا المسكين.
قصة مقتل أشهر بائع جيلاتي بالاسكندرية زمان
صلي بنا علي النبي، أقف في طابور طويل عريض لتلقي لقاح سينوفاج، فإذا بيد تمتد حتى قفايا لتعدل من طرحتي وحجابي دون أي استئذان.
نفس الموقف تكرر بطابور عريض آخر بمشوار حكومي بالتأمينات الاجتماعية.
تقوم أحدهم بمد يدها بحجة أن هناك سنتيمتر يظهر من تحت طرحتي، وعندما أظهر تأففي بأن يا ست لقد تصورت أن أحدهم يتحرش بقفايا، لا يعجبها هذا الكلام.
وكأن لم يخلق لنا لسانا كي نلفت نظر بعضنا لما هو غير معدول من ملابسنا.
أو كأن السنتيمتر الذي ظهر من قفايا المسكين سيفتن جمهورية مصر العربية في عز الحر والطابور الذي لا يرحم.
في هذه المواقف لو وقفت وتحدثت أن الجسد ملكية خاصة وأن لا يصح أن يمد أيا ما كان يده ليضعها على جسدنا وفجأة، لتحول كلامي لخطبة بالنسبة للناس ولسخروا مني.
فتعتقد كل سيدة تفزعني بتصرفها هذا أنها عملت في جميلة وغطت قفايا وكسبت فيا ثواب، بينما حرفيا أموت في جلدي رعبًا من أن يمس أحدهم جسدي بهذا الشكل المفاجىء.
في أوروبا ودول العالم الذي يعي هذا الكلام،لا يجروء أحدهم على النظر إليك لعدة ثوانٍ، فيعتبرون هذا تعد على الخصوصية. وبكل تأكيد لا يتجرأ أي أحد على لمس طفلك دون استئذان.
اشتكت مرة طفلة انجليزية لي أنها لم تسلم من الأيادي التي فعصت خدودها في مصر بحجة الهزار.
طفلة لم تبلغ عشرة أعوام قالت لي أنتِ المصرية الوحيدة تقريبًا التي لا تمسك خدودي ووجهي وتلعب فيهم وتزعجني.
موقف سخيف أليس كذلك؟..اعتذرت للبنية المسكينة ولم أستطع أن أتفوه بشيء غير الاعتذار.
اللمس فيما بعد الكورونا وخصوصية الجسد
عندما اجتاح الملعون الكورونا العالم الشي ءالوحيد الذي ارتحت منه هو القبلات التي بلا داعٍ.
يراها البعض تولد ودًا بين الأصدقاء وهذا حقهم، ولكنني لست من هؤلاء عاشقي القبلات للتعبير عن حبي للآخرين.
وتخيل أن من وسائل نقل عدوى الفيروس التلامس وتجد من يقتحم خصوصيتك ويبادر بالاحتضان أو القبلات وهو يتعرف عليك لأول مرة!
أو يقبل ابنك الرضيع في هذا الظرف الذي نمر به ولا نعلم متى سينتهي، في حين أن مناعة الرُضع بالأخص بكورونا وبدون كورونا ضعيفة للغاية.
يحتاج الناس أن يعرفوا الجسد ملكية خاصة وإن كانت نية من يمد يده عليك سليمة لأي غرض كان.
فلا يجوز التدخل ولمس الجسد إلا في الحالات الطارئة التي تستلزم إسعاف الشخص، ولكن ما كان يحدث من فرك أصابعنا في المساجد أثناء الصلاة حتى نفر الناس من صلاة الجماعة.
ومد اليد على جسد الفتيات من أجل ضبط ملابسهن، ولمس الأطفال دون استئذان الأهل؛ كل هذه الأشياء تهدد أمان الإنسان.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال