كأس العالم في القُبح .. إسرائيل تكسر الرقم القياسي التاريخي في قتل الأطفال
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لا يشفع لهم كونهم أطفال … كان الكيان المُحتل للدولة الفلسطينة، ومازال، قادر على إبهار كُل من أعطاه الله عينين ليرى، وأذنين ليسمع، وقلبًا ليشعر .. كان هذا الكيان وما زال قادرًا على التفوق على الخيال العام في تصور البشاعة والتدمير والتخريب والنار، كان ومازال قادرًا على مسح صور الخُضرة، وصوت العصافير، ورائحة الريحان، وإحلالها بصور النار، وصوت سيارات الإسعاف، ورائحة البارود .. ومنذ 7 أكتوبر 2023 حين غيّرت المقاومة الفلسطينة تلك المعادلة الكبيرة التي كان تقوم على أُسس أبرزها هي أن إسرائيل كيان راسخ لا يمكن تحطم رقمًا واحدًا في معادلاته .. وكان ما حدث فانقلب العالم حين أنارت المقاومة كشّافًا في وكر الخفافيش فجعلت تطير بلا خطة وتضرب كل من يأتي أمامها حتى إنها تتخبّط في نفسها بنفسها .. كشّافًا أنار الطريق لطريق الغفلة التي كانت شعوبًا كثيرة قد سلكته وتسلكه، وكأن عملية الأقصى كانت كقطعة الدموينو الأولى التي أسقطها إصبعًا صغيرًا لطفل لكن باقي القطعة سقطت بالتتالي حتى القطعة الكبيرة.
وكانت آلة حصد الأرواح الإسرائيلية قد استعرت انتقامًا من الشعب الفلسطيني، وقد زعمت علنًا أن عملية غزو قطاع غزّة هي للتخلّص من عناصر المقاومة .. التي بدأت في موجات عاتية من القصف بالطيران على المناطق المحرمة دوليًا كالمستشفيات والمدارس ودور العبادة .. وفي القلب ممن استهدفتهم تلك الآلة هم الأطفال، حين سال الدم بلا عدد وصرخ الأطفال هلعًا لا فرحة، وفي هذا الشِق من موجات التدمير المتعمّد على مدار الساعة أصدرت منظمة ” savethechildren ” تقريرها حول أعداد الوفيات والجرحى من الأطفال، والصادر يوم 29 أكتوبر 2023.
يقول التقرير منذ 7 أكتوبر ، تم الإبلاغ عن مقتل أكثر من 3257 طفلا، بما في ذلك 3195 طفلا على الأقل في غزة، و33 في الضفة الغربية،. إن عدد الأطفال الذين قُتلوا خلال ثلاثة أسابيع فقط في غزة، حسبما ورد، هو أكثر من عدد القتلى في النزاعات المسلحة على مستوى العالم – في أكثر من 20 دولة – على مدار عام كامل، على مدى السنوات الثلاث الماضية، ويشكل الأطفال أكثر من 40% من إجمالي 7703 أشخاص قتلوا في غزة، وأكثر من ثلث إجمالي الوفيات في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة. ومع افتراض وجود 1000 طفل آخرين في عداد المفقودين في غزة مدفونين تحت الأنقاض، فمن المرجح أن يكون عدد القتلى أعلى من ذلك بكثير.
لقد أدت ثلاثة أسابيع من العنف إلى انتزاع الأطفال من عائلاتهم وتمزيق حياتهم بمعدل لا يمكن تصوره. إن الأرقام مروعة، ومع استمرار العنف وتوسعه في غزة في الوقت الحالي، لا يزال العديد من الأطفال معرضين لخطر جسيم، وإن وفاة طفل واحد هو عدد كبير للغاية، ولكن هذه انتهاكات جسيمة ذات أبعاد أسطورية. ووقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لضمان سلامتهم. ويجب على المجتمع الدولي أن يضع الناس أمام السياسة – فكل يوم نمضيه في النقاش يترك أطفالاً بين قتيل وجريح-والأطفال يجب حمايتهم في جميع الأوقات، خاصة عندما يبحثون عن الأمان في المدارس والمستشفيات، وتفيد التقارير أن ما لا يقل عن 6,360 طفلاً في غزة أصيبوا أيضًا، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 180 طفلاً في الضفة الغربية.
إن خطر وفاة الأطفال بسبب الإصابات لم يكن أعلى من أي وقت مضى، حيث أفادت الأمم المتحدة أن ثلث المستشفيات في جميع أنحاء قطاع غزة لم تعد تعمل بسبب انقطاع الكهرباء و”الحصار الشامل” الذي تفرضه حكومة إسرائيل والذي يمنع دخول البضائع مثل الوقود والدواء. ووفقاً لمنظمة أطباء بلا حدود ، فإن النقص في التخدير الناتج عن ذلك يعني بتر الأطفال دون تخفيف الألم،كما تشعر منظمة إنقاذ الطفولة بقلق بالغ من أن العملية البرية الموسعة التي تنفذها القوات الإسرائيلية في غزة ستؤدي حتماً إلى سقوط المزيد من الضحايا بين الأطفال، مع تعرض أجساد الأطفال بشكل خاص للأسلحة والمتفجرات.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال