همتك نعدل الكفة
95   مشاهدة  

كابتن صلاح أبو المجد .. ما كفاية كتالوجات بقى!!

صلاح أبو المجد


مرت الأيام سريعا وكنا قد نسينا د. إبراهيم الفقي والشو الخاص به حول تطوير الذات والتنمية البشرية، تلك الموضة التي ضربت مصر والعالم العربي بشكل عنيف، لدرجة أنني شخصيًا أعرف ما لا يقل عن 10 مدربين تنمية بشرية لم يحققوا أي شيء لا لأنفسهم ولا للأخرين، اكتسبوا خبرتهم من حل المشكلات على المقاهي، وساروا يرددون كالببغاوات مقولات التنمية البشرية المحفوظة، هدأت تلك الموجة قبل أن يظهر شو جديد ولكن بطله هذه المرة هو صلاح أبو المجد والذي يمكن اختصار وظيفته أنه شخص “حافظ مش فاهم”

مليونير أو لا مليونير تلك هي المسألة

في منشوره الأخير -هكذا أتمنى- يسأل صلاح أبو المجد عايز تبقى مليونير لماذا إذا لم تقم بعدد من الأفعال، وكأن عزيزي الإنسان كل مليونير ذهب ليبحث عن مليونير ليعرف كيف يصبح مليونير، أو استمع لمليونير، كأن الأمر كتالوج ثابت لا يتغير على الأخرين أن يسيروا فيه ليحققوا الهدف الأعظم في الوجود أن تكون مليونيرًا.

صلاح أبو المجد

كابتن صلاح أبو المجد فاته شيء بسيط للغاية أن المليونيرات لم ولن يكونوا هم الغالبية العظمي، بل إنه اقتصاديًا إذا ارتفع مستوى معيشة الغالبية العظمى لمرحلة المليونير فلن يكون هناك مليونير لأن كلفة المعيشة نفسها ستزداد أكثر وأكثرن وبعيدًا عن الاقتصاد، تناسي أبو المجد في منشوره، أنه ربما لا يوجد مليونير في العالم او رائد أعمال قصته تشبه قصه شخص آخر.

بل إن صلاح أبو المجد نفسه ربما قادته الصدفة بحكم عمله كمدرب مبيعات للقاء عدد من رجال الأعمال ولولا تلك الصدفة لما تشدق علينا بلقاء المليونيرات الواجب لقائهم لنصبح مثلهم، أغنياء.

حينما تصبح “الكاشات” هي المعيار الوحيد

فات صلاح أبو المجد وهذه المرة ليس في منشوره، بل في كل ما شاهدته له من لقاءات وكورسات، أن يلتفت لأمر مهم جدا، أنه يرسخ أن المادة هي مقياس كل شيء في الدنيا، فالنجاح عنده يقاس بحجم المبيعات، وشطارة الشخص ومهارته تقاس بحجم ما يحقق من تارجت، وأن نجاح الإنسان في الحياة يقاس برصيده البنكي.

صلاح أبو المجد

والحقيقة أن ما يقوم به صلاح أبو المجد وغيره من ترسيخ للقيم المادية كمعيار رئيسي وأساسي لتقييم نجاح الإنسان هو جريمة في حق هذا الجيل من الشباب، ترسيخ تلك المبادئ الفاسدة ستخلق جيل نفعي مادي وربما اتكالي يسحق الأخلاقيات في مقابل تحقيق الغاية المادية، جيل أكثر جشعًا من رواد النهضة الصناعية في أوروبا في عصر ما قبل حقوق العمال وقوانين تنظيم العمل، لن يخلق جيل من رواد الأعمال أو الأثرياء بل ببساطة سيخلق جيل من النهابين وإقطاعين العصور الوسطى.

كتالوج قضاة النجاح

كابتن أبو المجد كالعادة يتناسى شيء شديد الأهمية، وهو أمر إلهي اختص به البشر كل كائن حي، وهو الفروق الفردية، فكل منا أعطاه الله سر يترزّق منه، وأعطاه سمه وهبة لا توجد في الأخرين، لهذا نحن متفردين، لن نسير يومًا كقطيع على نهج أو كتالوج موحد مثلما يصر صلاح أبو المجد وأمثاله على جعلنا جميعًا نسير على كتالوجهم الشخصي ومن يخرج عنه او لا يطبقه يوصم بالفشل، كأن أبو المجد وأمثاله قد أصبحوا قضاة في محكمة نجاح البشرية.

إقرأ أيضا
أسبوع الموضة

صلاح أبو المجد

تناسي صلاح أبو المجد أمر أخير شديد الأهمية أنه هو نفسه مجرد موضة، تريند سينتهي سريعًا عاجلًا أم عاجلًا ولنرى بعدها من سيتذكر هذا الشو الذي يجسد كل جوانب النقص في النفس البشرية.

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان