كل الوشوش مصرية.. طب مصر فين أومال؟؟
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
عركة كبيرة قامت ولسه ماقعدتش، بخصوص موكب نقل المومياوات إلى متحف الحضارة، فبمجرد إعلان الفنانة هند صبري عن تشرفها بالمشاركة في الموكب حصل قلبان على السوشيال ميديا بين مؤيدين ومعارضين.
أهم ما ميز العركة أنها قامت على معلومة خاطئة، وهي أن الفنانة الجميلة هتكون المُشاركة الوحيدة أو على الأقل الرئيسية، يعني هي الوجه الرئيسي للحدث التاريخي الكبير. ما استلزم إعلان من د. أحمد غنيم، مدير هيئة المتحف القومي للحضارة، لتوضيح الحقيقة.
حسب تصريح د. غنيم أتضح أن هند صبري مشاركة ضمن عدد من الشخصيات ومالهاش دور قيادي عام لأن مافيش الدور ده أساسًا، وأن الاختيار وقع على الفنانة لإجاداتها التامة للغة الفرنسية، وحسب ما تم نشره في موقع بوابة أخبار اليوم، هيشارك عدد من نجوم الفن: هند صبري ومني زكي ويسرا وليلي علوي وحسين فهمي.
مش عارف دي هي كامل الوجوه المشاركة ولا فيه أسماء تانية لم يرد ذكرها، ولا عارف إيه معايير الاختيار، وهي مشكلة عامة تخص تداول المعلومات حدانا، فيه حالة دايمة من شح المعلومات وندرتها والتخبط في التصريحات، حالة تخلي الحصول على المعلومة السليمة أصعب من الحصول على الممنوعات.
اقرأ أيضًا
مصطفى درويش .. لما تبقى تافه مغمور بتدور على تريند
في قصيدة “مشاهد من دفتر الذاكرة” وضع الشاعر عصام عبد العزيز تساؤل على لسان بطلة قصيدته بيقول: كل الوشوش مصرية.. طب مصر فين أمال؟؟، التساؤل الهوياتي ده رن في دماغي بقوة وأنا بأقرا أسماء المشاركين السالف ذكرهم.. وباستحضر صورهم.
ماحدش يقدر ينكر عن النجوم سالفي الذِكر مصريتهم، بما فيهم هند صبري تونسية الأصل، فتاريخ الفن المصري مُرصع بنجوم كبار من مختلف الجنسيات، استيفان روستي.. فريد الأطرش.. أسمهان.. يعقوب صنوع.. محمد خان.. بيرم التونسي.. و.. و..، عمليًا مستحيل جمع كل الأسماء في مقال محدود المساحة زي ده.
كمان ماحدش يقدر يمنع الأسماء دي من الأعتزاز بوطنهم الأم، زي ما عملت الفنانة هند صبري في مهرجان قرطاج السينمائي أمام جمهور بلدها الأم.
بس كمان جرت العادة أن الاحتفاليات والأعمال الدرامية من النوع ده بيتم فيها مراعاة تقارب التكوين الجسماني.. خصوصًا الملامح بين المختارين وبين الشخصيات التاريخية الحقيقية.
والسبب ده عرض الفنان الراحل عزت العلايلي لانتقادات كبيرة حين أدى شخصيات من نفس الحقبة الزمنية وأصر على التمسك بشنبه التاريخي، لأن من المتعارف عليه أن المصريين القدماء عادة كانوا مالهومش في حوار الشنب والدقن ده.
وهو ذاته سبب موجة الانتقادات والسخرية من اختيار الفنان عمرو يوسف لأداء شخصية الملك أحمس قاهر الهكسوس، ببشرته شديدة البياض وعيونه الملونة بالإضافة لشنب ودقن بلون أصفر يميل للحمرة.. ليكون أقرب شبهًا بالهكسوس منه بالملك أحمس أبن طيبة (الأقصر) البار.
وهي في رأيي نفس أزمة الاختيارات المعلن عنها، خصوصًا لو قارنا بينهم وبين شخصيات تانية موجودة ومتاحة سيدات ورجال وماظنش حد فيهم يتأخر عن المشاركة في حدث بالشكل ده.
عندنا من الوجوه النسائية الفنانة القديرة سوسن بدر والفنانة التشكيلية فاطمة حسن والموديل النوبية السودانية فاطمة الأمين، ومن الرجال المطرب الكبير علي الحجار والممثل الجميل أحمد رزق وثنائي باند بلاك تيما أحمد بحر وأمير صلاح الدين. وبالتأكيد هناك آخرين من الجانبين نسيتهم أو ماعرفهومش.
فليه ياترى يتم استبعاد الوجوه دي لصالح الوجوه المختارة، مع كامل الاحترام لنجوميتهم وقيمتهم الفنية والثقافية، خصوصًا وأن مسألة إجادة اللغات الأجنبية المختلفة مش موضوع مهم أوي في ضوء توافر أمكانية الترجمة لكافة لغات الأرض.. خاصة في حدث على هذا المستوى.
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال