كل ما تريد معرفته عن أغنية حسين الجسمي الجديدة باللغة التركية
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
لم يشأ المطرب الإماراتي حسين الجسمي أن يورط نفسه في أغنية سياسية ترحب بالرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” في إطار زيارته الحالية لدولة الإمارات، واختار حلًا أعقد من كل ذلك لكنه ذكيًا جدًا،استدعى أغنية تركية قديمة بأسم “”Herşey Seni Hatırlatıyor أو بالعربية “كل شئ يذكرني بك” للمطرب التركي الراحل “عدنان سينشز”حيث غازل بها من بعيد الرئيس التركي حيث تعتبر تلك الأغنية من الأغاني المفضلة لديه، وسبق وأن غناها أردوغان من قبل على هامش مناسبات عديدة منها اجتماع استشاري لحزب العدالة والتنمية في مرسين العام الماضي.
الجسمي لعب على المضمون فغني بالتركي بدلًا من أن يقدم أغنية باللغة العربية تحفظ في أرشيفه و قد يندم عليها لاحقًا في ظل تقلبات الأوضاع السياسية في المنطقة، وأن الصديق قد ينقلب إلى عدو في لحظة، وفي نفس الوقت يجنب نفسه أي اتهام بالتناقض وضبابية آراؤه السياسية في ظل أنه غني “بشرة خير” التي صنعت في ظروف سياسية متوترة بين تركيا ومصر.
اعتاد الجسمي على استدعاء أغنيات شهيرة من العديد من البلدان العربية مثل “نسم علينا الهوى”و”مضناك” و”أما براوة” إلا أنها تظل في النهاية أغاني باللهجة العربية، في تلك المرة استدعى أغنية تعتبر من كلاسيكيات الغناء التركي أعيد اصدارها بأصوات تركية عديدة، وهنا يكمن ذكاء الجسمي الذي ضرب عدة عصافير بحجر واحد،بداية من اختيار أغنية يعرفها الشعب التركي جيدًا، ويفضلها رئيسه بصفة خاصة، وفي نفس الوقت يجرب نفسه في الغناء باللهجة التركية لأول مرة.
اقرأ أيضًا … البحث عن رضا ما حدث في الماضي صنع بلياتشو لا معلم
في أول الفيديو الخاص بالأغنية دشنت عبارة “من الشعب الإماراتي إلى الشعب التركي” باللغتين الإنجليزية والتركية، ولا أعرف لماذا لم يكتبها بالعربية على الرغم من حرصه على ترجمة كلمات الأغنية باللغة العربية اسفل الفيديو، وظهر وهو جالسًا يعزف على البيانو مرتديًا زيًا إماراتيًا خالصًا، مع القطع بعدة مشاهد خلابة تعرض المعالم السياحية لكلًا البلدين الأمارات وتركيا.
كان الجسمي حريص على أن تخرج الأغنية بصورة تقترب من الأغنية الأصلية فلن تجد توزيعًا مختلفًا عن الأصل بل مجرد إعادة تنفيذ لها، ولهذا الغرض استعان بطاقم عمل تركي بالكامل يتقدمهم عازف القانون “أي تاتش دوجان” الذي يمتلك شهرة عريضة في الوطن العربي وعزف مع كل نجومه تقريبًا، وهو الذي أشرف على إخراج الأغنية موسيقيًا مع الموزع التركي Sedat Sakaraya ونفذها موسيقيًا عازفين أتراك مشاهير، واقتصر الحضور العربي على صوت الجسمي والمخرج وليد ناصيف بالإضافة إلي مهندس الصوت جاسم محمد.
أداء الجسمي سلس و قوي جدًا، منح الأغنية بعضًا من روحه وشخصيته وكاريزما صوته القوية جدًا ومساحات الصوت العريضة التي يجيد ترويضها دون افتعال، مع تمكن جيد من اللهجة التركية وبين قدرته على أداء كافة القوالب الغنائية على اختلاف أشكالها.
في النهاية قد تتفق أو تختلف مع الجسمي، لكنه يظل أحد أهم الأصوات الخليجية وأنجحها على الإطلاق في الخروج من فلك الأغنية الخليجية التقليدية، و استطاع على مدى مسيرته الفنية اجتذاب جمهورًا ضخمًا متعدد الجنسيات تفاعل مع أغنياته الخليجية على الرغم من صعوبة بعض مفرداتها، بالإضافة إلى امتلاكه رصيدًا ضخمًا من الأغنيات الناجحة بلهجات عربية مختلفة.
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال