همتك نعدل الكفة
698   مشاهدة  

كلنا علياء عامر .. ولكن تصديق واقعة التحرش يغير المصير

علياء عامر
  • إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تنتهي الجلسة بشكر خاص من الأخصائية لوالدتي، تقول لي:

أشكري ماما علشان لها دور كبير في دعمك.

كنت اكتشفت واقعة تحرش مر عليها خمس سنوات، نعم مر عليها خمس سنوات، وحينها لجأت لأخصائية نفسية تساعدني لأن الآلم كان فوق ااحتمال، ونعم يا عزيزي القارىء الواقعة حدثت لي أنا، ولكنني اكتشفتها عندما مر عليها خمس سنوات كاملة؛ لأننا ننكر الواقعة من غرابتها ولثقتنا فيمن أذانا نكون في حالة من الحيرة هل حدث ذلك فعلا؟

وخاصة أن المتحرشين عندما يكونوا في دوائرك يحاولون إرسال رسائل بأن الذي حدث لم يحدث، فلو كان شابا تعامل أنك أخته ولا يكن لكِ سوى كل خير، ولو كان رجلا كبيرا تعامل كأنك ابنته ولا يكن لكِ سوى كل خير، وربما جامل أهلك بالعطاء حتى يسكن ضميره وحاول طوال الوقت رسم صورة غير صورته الحقيقة حتى تسمعين من مصدر موثوق أنه تحرش بأخرى عندها فقط يظهر شريط الفلاش باك الذي يقفز بصورة ما حدث إلى ذهنك، وأنكِ كنتِ ضحية من ضحياها .

هذا ما حدث لي من شخصيين مؤذيين لا يعرفون سوى الترمكز حول الذات ولعب دور الضحية والبكاء عندما لا يجدون سبيلا للدفاع عن أنفسهم أو أن ينظفوا أنفسهم من الدنس وإيذاء الأخريين باللجوء للعلاج.

أشخاص وثقت بهم فتطاولوا علي بأشكال مختلفة وطرق مختلفة جعلتني دائما في حيرة؛ هل هم أشرار أم طيبين؟..هل ما حدث بالفعل وتكرر كان تحرش أم كان دون قصد؟..حتى يفضحهم الله وتعرفين أنهم متحرشين معروفين أذوا نساء كثيرات وعلى وضعهم بلا تغيير حتى أسود وجههم من أفعالهم التي بنفس اللون.

علياء عامر شابة صارحت أبيها بأن ابن عمها تحرش بها في الصغر ربما لنفس الأسباب التي ذكرتها بالمقال وحدثت لي، عندما أصبحت قادرة على الحكي والبوح بما حدث حكت، ولكن كانت النتيجة عكس ما حدث معي من أبي وأمي ودعمهم، فقد كذبها أبوها ولم يمر على تصريحها بالموقف أربع ساعات حتى أنهت حياتها.

يا ترى الست بتحس بايه بعد التحرش؟

ويبقى السؤال: متى سيتفهم الأهل أننا لا نستطيع الحكي فور وقوع الموقف؟…هل عندما يسبك أحدهم دون سبب تستوعب في وهلتها؟..فالتحرش أذى بغدر يأتي على بغتة لا يستوعبه العقل سوى بعد سنوات.

علياء عامر ضحية ضمن كثير من الضحايا اللاتي يكتمن آلمهم لأنهم يتوقعون نفس النتيجة، وعلى الأهل احتواء بناتهم، فهناك مواقف لن ينفع فيها القانون ولكن ينفع فيها الدعم النفسي خاصة لو مر عليها سنوات دون إثبات.

إقرأ أيضا
وائل الحدوح في مصر

علياء عامر مثلي ومثلي فتيات كثيرة لم يرحمها المتحرش متصورًا أن ما فعله مجرد لمسة، مجرد كلمة، مجرد نظرة، ولكن في الواقع يهد ثقتنا في الرجال وفي الناس ويجعلنا نشعر بالقلق والتوتر من أي شخص يقترب إلينا.

علياء عامر ماتت ولكننا قادرون بالتوعية إنقاذ ضحايا جدد يمكن ضعفهم أن يدفعهن لنفس المصير، وأرجوكم عندما يشتكي أحدكم من جرح نفسي لا تحاولوا فهم كل تفصيلة، فآلام الروح صعبة الشرح.

وشكرا لأبي وأمي وأخوتي الرجال على دعمهم لي

الكاتب

  • علياء عامر إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان