“كوميديانات زمان.. “الممثل اللي مالوش رسالة مش بني آدم
-
سعيد محمود
كاتب نجم جديد
هل من الضروري أن تكون للكوميديا رسالة؟ سؤال حائر بين الجماهير والنقاد والفنانين منذ بداية التمثيل في مصر، فهناك من يرى أن الكوميديا وإضحاك المتفرجين في حد ذاتها رسالة، وهناك من يرى أن الضحك من أجل الضحك فقط لا يمثل رسالة، وإنما يجب أن يكون هناك ما يوصله الممثل من خلال المشهد الكوميدي الذي يؤديه.
وفي عددها الصادر بتاريخ 25 يونيو من عام 1945، طرحت مجلة “الاثنين والدنيا” هذا السؤال المتكرر على نخبة من كبار كوميديانات مصر في ذلك الوقت، وجاءت إجاباتهم كالتالي:
نجيب الريحاني: ألعن دواء
كان الضاحك الباكي نجيب الريحاني من أنصار وجهة النظر التي تقول إن الفنان الكوميدي لا بد من أن تكون له رسالة وهي ليست إضحاك الجمهور فقط، حيث قال في رده على سؤال الإثنين والدنيا: “يتوهم الناس أن الممثل الكوميدي قد خلقه الله لكي (يزغزغ) الناس حتى يضحكوا إذا لم يتمكن من إضحاكهم بفكاهاته، والواقع أن لكل ممثل كوميدي رسالة، وقد تكون رسالة (هايفة)، كما قد تكون رسالة (عليها القيمة)”.
وعن رسالته كممثل كوميدي قال الريحاني إنها تتلخص في “تبادل المحبة والثقة”، وهو يحاول أن يوصلها لجمهوره بطريقة الطبيب البارع الذي يعطي مريضه “ألعن دواء” في قرص دواء لونه مبهج يسر الناظرين.
رسالة الجزايرلي ومحمد عبد القدوس
أما رائد الكوميديا فوزي الجزايرلي، والشهير بشخصية المعلم بحبح، فكان من أنصار الرأي الآخر الذي يرى أن إضحاك الجمهور هو رسالة في حد ذاته، حيث قال إن “الممثل الكوميدي هو (الشمعة) التي تضيء ما حولها وتحرق نفسها”، وأضاف أن رسالته في الحياة هي التسرية عن الناس، مؤكدا أنه لا بأس من دس عبارات النصح خلال نشوة المتفرج بالضحك.
ووافق الجزايرلي الرأي الفنان محمد عبد القدوس، حيث قال إن الممثل الكوميدي يقوم بالتضحية بنفسه في سبيل إسعاد الناس، حيث إنه قد يكون في أزمة نفسية مؤلمة لكنه يسري عن الناس بفكاهاته، وعن رسالته من فنه فقال إنها تتلخص في كلمتين هما “السعادة للجميع”.
ماري منيب ومحمد كمال المصري
“وهي الممثلة اللي ملهاش رسالة تبقى بني آدمة؟”، بهذا التساؤل بدأت الفنانة الشهيرة ماري منيب حديثها مع “الاثنين والدنيا”، مؤكدة أن رسالتها هي إعلاء شأن “بنت
البلد” المصرية وإظهار مزاياها وأثرها في كيان الأسرة والشعب، وهي الرسالة التي قالت عنها إنها “أجمد رسالة في الدنيا”.
بينما قال محمد كمال المصري الشهير بـ”شرفنطح” إن إضحاك الجمهور دون هدف ورسالة ليس له أي فائدة، مؤكدا أن “الممثل الكوميدي لا يحمل رسالة واحدة فقط، بل كتبا وكراريس لا يقوى على حملها حمار”.
حسن فايق وسعد زغلول
وقال الفنان حسن فايق صاحب أشهر ضحكة في السينما المصرية، إنه رغم شهرته بين الجمهور بشخصية متعثر اللسان، إلا إن واجبه لا يقتصر عند هذا الحد، حيث إنه يحمل رسالة يسعى لتحقيقها، وهي إحياء الروح التي كادت “تروح عليها نومة”، بحسب وصفه، حتى تعود إلى ما كانت عليه في عهد الزعيم سعد زغلول.
الكاتب
-
سعيد محمود
كاتب نجم جديد