همتك نعدل الكفة
1٬312   مشاهدة  

كيد نسوان.. سر الوقيعة بين البشوات مصطفى النحاس ومكرم عبيد

كيد
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



لا صداقة بين الساسة .. قاعدة ثابتة لكنهم تعاهدا أن يكسرا هذه القاعدة .. مصطفى النحاس باشا ومكرم عبيد باشا.. وصفهم الكثيرين بأنهم أكثر السياسيين صداقةً  على مدار التاريخ، الأمر لا يقتصر فقط على الزمالة في آتون الأحزاب والنضال ضد الاحتلال والعرق والجهد الذي لا يختلف عليه اثنين، لكن الأمر كان سمن على عسل على مستوى الصداقة الإنسانية التي لم تختلف عن رُفقة النضال .. لكن ما بالك أن رمزًا من رموز ثورة 19مثل مكرم عبيد، ومؤسسًا للحزب الأكثر تاريخًا في مصر مثل مصطفى باشا النحاس، كل هذه الثقافة وقوة الاحتمال، أن الذي فرّقهم ودب بينهم الخلافات، وكان سببًا في أن يصبحا أعداءً ، لم يكن إلا مجرد كيد نساء !

كيد

التابعي يكشف السر

في كتابه “من أسرار الساسة والسياسة ” كتب أمير الصحافة العربية محمد التابعي كاملًا عن أسرار الوقيعة بين مصطفى النحاس باشا ومكرم عبيد باشا ، وقد تطرق لأسباب عديدة من ضمنها أن بعض أصدقائهم في الحزب وفي الحكومة كانت علاقة الصداقة لا تروق لهم فقرروا دس المكائد بين الاثنين ،  لكن كل هذا لم يفرق الاثنين – وإن كان قد أحدث بعض الشروخ في العلاقة- لكن الطامة الكبرى جاءت حين ظهرت السيدة  زينب الوكيل .

كيد
السيدة زينب الوكيل

 

يقول التابعي في كتابه : وأما عن أسباب الخلاف الأصلية .. فقد قال لي دكتور محمد صلاح الدين الذي كان من أخلص الوفديين لمصطفى النحاس وكان أقربهم إليه وكان موضع ثقته والذي عهد إليه النحاس باشا بمنصب وزير الخارجية في وزارة الوفد فيما بعد .. قال لي ذات يوم أثناء الخلاق بين مكرم ومصطفى النحاس :

إن مصطفى باشا بحكم طبيعته لابد أن يسيطر عليه شخص ما .. ولقد كان هذا الشخص في وقت ما هو مكرم عبيد .. أما الآن فإنها زوجته زينب هانم التي تسيطر عليه وتسيره كما تريد .. ثم قال : وزينب هانم تتدخل الآن في شئون الحكم ومع ذلك فقد قالت لي في أول أسبوع من فيلم هذه الوزارة كلاما سررت منه جدًا وتفاءلت منه خيرًا .. حيث قالت: لازم نتعظ من أخطاء الماضي ونمشي في الحكم كويس ، وأنا سأستعمل نفوذي عند الباشا- تقصد زوجها- من أجل هذا .. ولكنها للأسف سرعان ما نسيت وعدها على العكس.

ويضيف التابعي: إذن فقد كان مكرم عبيد صاحب السيطرة والنفوذ .. إلى أن زحزحته أو أزاحته زينب الوكيل .. وكان طبيعيًا أن تتطور المنافسة بين الاثنين إلى عداء أو ما يشبه العداء .. وأن يطلق كل من الاثنين لسانه في صاحبه ..

وامتلأت المجالس والأندية بالإشاعات والتشنيعات، وسمع الجمهور لول مرة أن السيدة حرم رئيس الوفد ورئبي الوزراء تستغل نفوذ زوجها ونفوذ الوزارة من أجل الثراء السريع ، وأنها ليست وحدها، بل ومعها عدد من أقاربها وأصهارها . وعرف النحاس باشا والسيدة حرمه أن مكرم عبيد وأقاربه هم مصدر هذه الإشاعات !

وسمع الناس أن مكرم باشا يقول في مجالسه الخاصة أن زينب هانم تحاربه بسبب نزاهته ولأنه- وهو وزير المالية- رفض أن يوافق على طلباتها وطلبات شقيقها السيد أحمد الوكيل الخاصة بأذونات التصدير والاتيراد وهذا فضلًا عن الخلاف الذي اندلع حول الاستثناءات والترقيات والعلاوات.

كيد
كناب محمد التابعي

استغلال الموقف

استغل كثير من الوفديين الموقف الخلاف الواقع للتخلص من مكرم عبيد الذي كان يتمتع بمكانة كبيرة عند مصطفى باشا النحاس، حتى إن أحدهم قال : “نريد أن نكون أرقامًا صحيحة لا أصفار على اليسار”

وقال الدكتور محمد صلاح الدين للتابعي : إن صبري باشا أبو علم ونجيب باشا الهلالي يعملان على توسيع شقة الخلاف بين مصطفى باشا ومكرم باشا .. وليس هناك من يعمل معي على تسوية الخلاف سوى الأستاذ محمود سليمان غنام” وتناول الأستاذ فؤاد سراج الدين العشاء معي مرة في مسكني، وكنا وحدنا .. وكان يومئذ وزيرًا للزراعة ، وسألني : إيه رأيك في فصل مكرم باشا من الوفد ؟” وقبل أن أجيب مضى يقول:

أظن أن الأحسن فصله دلوقت ، لأن الخلاف استفحل ومستحيل بعد كده تصفى القلوب ، أو يتصالح تاني مع مصطفى باشا وزينب هانك.. وإذا فصلنا مكرك دلوقت مش راح يقدر يعمل حاجه لأن الوفد في الحكم وتحت يدنا الرقابة .. لكن إذا سبناه جايز نخرج من الحكم .. ويخرج بعدها ويحاربنا .

كيد
الوفديين

 

الرأي الشخصي للتابعي

إقرأ أيضا
محمد صلاح الدين

بعد أن سرد التابعي تفاصيل الخلاف بين مكرم باشا ومصطفى باشا، أزاد القارئ برأيه الشخصي بعيدًا عن الخبرية الصحفية التي وضع القارئ بها من اللحظة الأولى ، وقال :

إن الأستاذ مكرم عبيد سبق أن دافع دفاعًا بليغًا قويًا عن الاستثناءات والترقيات في عام 1937 ، فما باله يحاربها في عام 1942 ؟ .. الحقيقة المنصفة هي أن السيدة حرم النحاس باشا وأقاربها أرادوا أن يحملوا نزاهة مكرم عبيد فوق ما تطيق .. أنا شخصيًا أعتقد أن مكرم باشا لم يكن ليمانع أو يعارض كثيرًا أو طويلا في إجابة بعض الطلبات الصغيرة التي – مع مخالفتها للقوانين- لا تثير ضجة وقالا وقيلا .. وذلك حرصًا منه على رضاء صديقه النحاس باشا، وثمنًا لسكوتها عنه تأييدها له عند زوجها.. ولقد سبق أن تساهل أو أغمض عينيه .. ولكنه في هذه المرة وجد أن المطلوب منه – أو الحمل على نزاهته – ثقيل وفوق ما تطيق نفسه .. فرفض .. ثم تشدد بعد أن اشتد الخلاف وراح يتعنت ويرفض الطلب الصغير اليسير كما يرفض الموافقة على الطلب الكبير الخطير .. أي  ان الأمر كله أصبح بين السيدة حرم رئيس الوفد والوزراء ومكرم عبيد نوعًأ من العناد.

 

كيد

 

الكاتب

  • كيد محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان