همتك نعدل الكفة
539   مشاهدة  

كيف أصبحت فتاة مراهقة مخترعة الخيال العلمي الحديث؟

الخيال العلمي
  • ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تحتل روايات الخيال العلمي المراكز الأولى من حيث المبيعات وتتابع هوليود مغامراتها الفضائية اللامعة في أفلام الخيال العلمي، لذلك دعونا نأخذ دقيقة لتذكر أن الخيال العلمي من اختراع فتاة مراهقة، بالطبع يوجد أمثلة للخيال العلمي متعددة في التاريخ مثل ألف ليلة وليلة، ولكن الخيال العلمي الحديث الذي نعرفه بدأ مع مراهقة نسوية في حفلة بصحبة أصدقائها،  هذه المراهقة هي ماري شيلي كاتبة رواية “فرانكنشتاين” التي غيرت الأدب للأبد.

العام هو 1816 أو العام الذي لم يكن له صيف كما أصبح معروفًا، كات ثورة بركان جبل تامبورا في عام 1815 على جزيرة سومباوا (جزء من إندونيسيا الحديثة) سبباً في إطلاق كميات هائلة من الرماد والصخور والغبار الكبريتي إلى الهواء، الأمر الذي أدى إلى انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير في العديد من مناطق العالم في العام التالي، فقد وردت تقارير عن حالة جوية غريبة من كل المناطق في عام 1816 مثل موجات الصقيع الصيفي في أميركا الشمالية، والثلوج الحمراء في إيطاليا، والأمطار التي استمرت ثمان أسابيع كاملة في أيرلندا.

كما ترك الجو الغريب في عام 1816 علامة لا يمكن محوها على الثقافة والأدب، في ذلك العام كانت مجموعة من الأصدقاء من إنجلترا يتطلعون إلى قضاء أشهر الصيف معاً في منزل كبير بالقرب من بحيرة جنيف، ومن بين تلك المجموعة كان الشاعر اللورد بايرون، وطبيبه الشخصي جون بوليدوري، والشاعر بيرسي بيشة شيلي، وعشيقته المراهقة وزوجته لاحقًا، ماري ولستونش جودوين.

كانت تلك المجموعة من المدافعين عن الرومانسية، وهي الحركة التي نشأت في أواخر القرن الثامن عشر رداً على التنوير، وكان الرومانسيون يفضلون الطبيعة، والعاطفة، وتجربة الفرد.

وقد تم إلغاء الأنشطة الخارجية التي كانوا يتوقعونها بشغف بسبب العاصفة التي كانت في سويسرا في ذلك العام بسبب انفجار البركان، كتبت ماري بعد سنوات: “لقد كان ذلك الصيف ممطرا وغير متجانس، وكثيراً ما كانت الأمطار المتواصلة تحبسنا لأيام بداخل المنزل”.

ولقضاء الوقت في الداخل، عقدت المجموع مناقشات مثيرة للنظريات العلمية حينها، وكان لويجي جالفاني يحكي لهم بشكل خاص بسبب التجارب التي كان يجريها على الطاقة الكهربائية في القرن السابق، والتي لاحظ من خلالها كيف تسبب التيار الكهربائي في جعل أرجل الضفادع الميتة ترتعش مما جعلهم يتناقشون في إمكانية إعادة الأموات إلى الحياة باستخدام الكهرباء.

بعد كل هذا الحديث العلمي، أخذ اللورد بايرون المجموعة في اتجاه مختلف واقترح أن يكتب كل شخص حاضر قصة رعب، ومن هذه أتى نوع جديد من الأدب، متمثلًا في رواية ماري شيلي المرعبة “فرانكشتاين”.

ماري، التي كان عمرها 18 سنة في ذلك الوقت، كانت لديها خبرة كتابة قليلة، كانت بنت حساسة مثقفة توفيت أمها عندما كانت طفلة، وكانت تعاني من نوبات اكتئاب متكررة والتي جعلتها مهتمة بالموت، وفي السنوات التالية لعطلتها الصيف السويسرية حكت ماري أتها في أحدى الليالي حلمت بكابوس رأت فيه طالب باهت يركع إلى جانب اختراعه، كان هذا الاختراع هو رجل متمدد على طاولة ثم يقوم الطالب باستخدام الكهرباء على الرجل ليقوم لرجل بعمل حركة نصف حية.

وفي استجابة لاقتراح بايرون، حولت ماري كابوسها إلى قصة حول عالم يخلق مخلوقاً وحشيًا، وفي وقت لاحق، وفي بريطانيا، طورت القصة الأولية إلى رواية.

ثم كتبت في وقت لاحق: “في البداية فكرت أن اترك القصة بضع صفحات، في قصة قصيرة، ولكن زوجي حثتني آنذاك على تطوير الفكرة لنوع كتابة أطول”. وقد نشرت الرواية دون اسم الكاتب في عام 1818 وظهر اسم ماري على الطبعة الثانية من عام 1823. وفي عام 1831 أعادت نشر العمل مع بعض التغييرات بجانب إضافة مقدمة تحتوي على تكريم زوج شيلي الراحل، الذي غرق في عام 1822. وهذه النسخة هي الأكثر شهرة اليوم.

إقرأ أيضا
الأميرة

منذ أول طبعة لها، لم يتم إيقاف طباعة الرواية أبدًا، ثم بدأ تحويل الرواية لأنواع أخرى من الفن فكان أولهم إنتاج على خشبة المسرح في عام 1822. في القرن العشرين، كان عشرات الأفلام التي تروي قصة “فرانكنشتاين”. كان إنتاج النسخة الأكثر شهرة من إنتاج Universal Pictures في عام 1931 من بطولة بوريس كارلوف في ما أصبح دوره الأكثر شهرة.

ماري شيلي هي السبب الأساسي في أن نعرف الخيال العلمي بالشكل الذي نعرفه حاليا، لكن للأسف الآن الرجال هم من يسيطرن على هذا النوع من الأدب سواء من ناحية الكتابة أو بل وحتى أن بعضهم يحاول أن يمسح ماري من التاريخ بقول أن إسحاق أسيموف الذي أصدر أول عمل له بعد رواية ماري بأكثر من قرن أنه مخترع الخيال العلمي.

الكاتب

  • الخيال العلمي ريم الشاذلي

    ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان