كيف تحول البعض من المصريين إلى أمناء شرطة من منازلهم؟
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
منذ حوالي ٩٠ عاما في ثلاثينيات القرن الماضي كتب إسماعيل أدهم مقاله الشهير لماذا أنا ملحد؟ والذي كتبنا عنه في الميزان مقالا بعنوان “إسماعيل أدهم” قصة أول من أعلن إلحاده على وسائل الإعلام في التاريخ المصري المدهش أن مقالا بهذه الجرأة تم الرد عليه بمقال أخر دون أن يتحول الجميع لأمناء شرطة في كمين على الطريق يطلبون الرخص والمنحة ويبتزون الناس تماما كما كان يفعل حاتم في فيلم “هي فوضى” واللي مالوش خير في حاتم مالوش خير في مصر.
لقد أصبح فعل الكتابة مزريا في مصر للغاية، تكتب رأيك في تخصصك فتدخل مجموعة من أمناء الشرطة المنزليين لتهاجمك بجهل شديد تتهمك في وطنيتك فقط لأنك امتلكت رأيا، لأن كل أمين شرطة أون لاين يعتبر انتقادك خيانة بل والمدهش أنه يعتبرك تحجر على رأيه على الرغم من أنك وأنه تدركان جيدا أنه لا رأي لأمين الشرطة هو فقط حاتم أو بعض حاتم، كما أن مصر أكبر من أي انتقاد أو هكذا نؤمن ولا يؤمن المديوكرز وأمناء الشرطة الذين يريدون وضع البياضات على كل ما يخص مصر كأنها في حجم منازلهم.
ومع التطور الطبيعي لأمناء الشرطة الذي وصل إلى مناصب في حجم نقيب الموسيقيين وكذلك حسابات كثيرة على السوشيال ميديا جعلت من منابرها كمائن جديدة لا تختلف نهائيا عن تلك الكمائن التي يسألك فيها أمين الشرطة عن رخصتك أو بطاقتك لأن شكلك لم يعجبه، يفعلون هذا على السوشيال ميديا عندما يختلف مع رأيك، لتتحول في لحظة واحدة إلى مجرم في أبسط الحالات أو خائن في معظمها لأنك انتقدت سلطة ما أو قرار ما أو تصرف ما أو حتى نشاطا ما، وكأن مصر بنت بنوت لا يصح أن نفرد شعرها على كتف انتقاد أخر.
حماة الوطن الذين لا يدركون حجم الوطن فينزلقون به إلى أدنى المستويات، أمناء الشرطة المحليين والمنزليين الذي لا يعرفون كم هي مصر عظيمة الذين يخجلهم النقد والفحص والدراسة ويبحثون فقط عن تعظيم سلام طيلة الوقت.
الألاف بل المئات منهم صاروا بلوك أمين اللحظة على السوشيال ميديا .. أغلبهم يظن أنه يحمي بلده عن جهل وبعضهم يحمي لمصلحة ما، وكلهم لا يفهمون أبدا أن مصر أكبر من تخيلاتهم وضحالتهم ومحدوديتهم، وكمائنهم.
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال