كيف تحول السجناء إلى نجوم مسرح؟
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بمهرجان “أيام قرطاج المسرحي” أثبتت تونس أن تجاربها مع إعادة تأهيل السجناء النفسي حقيقية ومستمرة. فللدورة الثالثة على التوالي يحقق المهرجان نجاحًا ملحوظًا في إعطاء المساجين فرصة على التغيير والتعبير عن أنفسهم.
يستغل المسجنون هذه الفرصة لتقديم العروض التي تناقش مطالبهم من الدولة والمجتمع؛ كضرورة إعادة تأهيل الأفراد داخل السجون وقبل خروجهم للمجتمع حتى لا تتكرر الجرائم مرة أخرى.
المسرح أبو الفنون يستطيع احتواء الجميع فوق خشبته، وإعطاء لحظات من الحرية للمسجونين وسط جماهير مختلفة، فكانت هذه التجربة تستحق الرصد والاحتفاء بها، وخاصة وقد شارك السجناء بالمهرجان تحت حراسة مشددة، وبالتعاون مع الإدارة العامة للسجون والإصلاح.
وأشهر ما قدم السجناء عرض”بلا قيود” الذي عبر عن حالهم وتجاربهم داخل السجن. كان بين الجمهور أهالي المسجونين، مما أعطى لهم فرصة رؤية ذويهم بشكل مختلف وخارج أسوار السجن، وعلى شفا أبواب الموهبة والتجارب التي استغرقت بروفاتها أكثر من ثلاثة أشهر من الاجتهاد والتدريبات، وكذلك كتابة النصوص المسرحية.
لن تتوقف هذه التجارب عند هذا الحد، ولكن يجرى بتونس دراسة إطلاق سراح السجناء المتميزين بالعروض المسرحية ، وكذلك بالاتفاق بين وزارة الثقافة والإدارة العامة للسجون والإصلاح يتم دارسة إدخال تجارب المسرح بشكل دوري داخل السجون، بحيث لا ينتظر المسجونون الاشتراك بالنشاطات المسرحية كل عام فقط بالمهرجان.
لم تكن هذه هي التجربة الأولى لإشراك السجناء في المهرجانات الفنية، فمنذ أربع سنوات وعلى هامش مهرجان “قرطاج السينمائي” بدأت تونس في عرض الأفلام التونسية والعربية داخل السجون، وقبل نزولها بدور العرض السينمائي.
وبعام 2015 عُرض فيلم “قدرات غير عادية” للمخرج داود عبد السيد بسجن “برج الرومي” وكانت المفاجأة حضور بطل العمل الفنان خالد أبو النجا العرض الخاص مع السجناء، وقد اندلعت أول تجربة مسرحية من نفس السجن بمهرجان أيام قرطاج المسرحي بالعام الماضي.
نُفذت تجربة عرض الأفلام طوال دورات المهرجان السينمائي بالسنوات الأخيرة، وحتى أخر دورة له بنوفمبر الماضي، والذي عُرض فيها داخل السجون من الأفلام المصرية فيلم “لما بنتولد” إخراج تامر عزت وتأليف نادين شمس. وقد كُتب بموقع المهرجان عن هذه التجربة ببدايتها منذ سنوات كلمات تعبر عن الهدف الأساسي لها، فكانت الكلمات:
“من أجل منح رجال ونساء محرومين مؤقتًا من حريتهم لحظة حلم، ومنفذ للهواء الطلق إلى عالم الألوان والحركة للتعبير والظهور والإبقاء على صلة ولو كانت عابرة مع أحداث العالم الخارجي”
اشتراك السجناء بالأعمال المسرحية يمكن أن ندرجه تحت بند “العلاج بالفن” وهو يساهم في تأهيل المساجين، و ،والتمثيل ضمن أهم الأساليب في العلاج بالفن الذي يساعد الفرد على التعبير عن أفكاره بشكل مختلف.
والعلاج بالفن يرتبط بعلم النفس والفن معًا، وضمن أهم أهدافه تقوية احترام الذات والتعبير عنها، وهو ما يخدم السجين الذي يسعى لتأهيل نفسه للانفتاح على العالم قبل خروجه من السجن، وكذلك يقلل من القلق والتوتر ونوبات الاكتئاب.
المسرح للجميع وليس فقط للمسرحجية والمثقفين،، فرأينا عودة الجماهير لحضور العروض المسرحية بمصر، وبتونس تطور الأمر حتى فُتحت أبواب المسارح والمهرجانات للسجناء، وأجنحة الفن تستطيع احتضان الجميع وإبهارنا بمرور الوقت.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال