همتك نعدل الكفة
467   مشاهدة  

كيف غيرت جريمة مسكن “تايلينول” المميتة شكل الأدوية للأبد؟

مسكن
  • ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



هل فكرت في يوم لماذا “تبرشم” شركات الأدوية زجاجات أدويتها؟ في الغالب لأنه من الصعب تخيل أن هذا لم يكن العادي من قبل لكن الحقيقة أن السبب وراء غلق زجاجات الأدوية بهذا الشكل وهو وفاة 7 أشخاص في مدينة إلينوي في شيكاجو في أمريكا في عام 1982 بسبب مسكن “تايليونيل”.

تبدأ القصة في الصباح الباكر من يوم 12 سبتمبر 1982 مع ماري كيليرمان التي كانت في عمر الـ12 فقط، كانت ماري تعاني من التهاب في الحلق مما دفع أهلها إلى أعطائها حباية من مسكن “تايلينول” حتى ترى الطبيب بعد ساعات إلا أن ماري لم يتح إليها الفرصة أن ترى الطبيب لأنها توفت الساعة السابعة صباحًا.

بالرغم من أن وفاة ماري كانت غير متوقعة لم يتوقع أحد أن يكون ورائها شيء غامض حتى وفاة كلًا من أدم جانوس وستانلي جانوس وتيريسا جانوس في نفس اليوم، أدم جانوس توفى في عمر الـ27 وفي لحظة وفاته اعتقد الجميع أن السبب هو سكتة قلبية لكن عندما ذهب أخيه ستانلي وزوجته تيريسا لمنزل أدم وتوفوا بنفس الطريقة بدأت الشكوك تظهر وعلمت الشرطة أن الثلاثة تناولوا مسكن الـ”تايليونل” من نفس الزجاجة قبل وفاتهم.

في الأيام اللاحقة توفى كلًا من ماري ماكفارلاند وبولا برينس وماري رينر بنفس الطريقة مما دفع الشرطة لمصادرة زجاجات مسكن “تايليونيل” الخاصة بالمتوفيين لتحليلها فجميع هذه الوفيات كانت غريبة وغير متوقعة.

نتائج التحليل بينت أن الـ”تايليونيل” الخاص بالضحايا كان يحتوي على جرعة مميتة من السيانيد كما بين تشريح الجثث أن الضحايا تناولوا جرعة سيانيد تتراوح ما بيم 100 و 1000 أضعاف الجرعة المميتة وأن التسمم بالسيانيد هو سبب وفاة السبعة.

أول فرضية كانت أن هذا خطأ في التصنيع إلا أن عندما أجرت الشرطة تحرياتها اكتشفت أن كل زجاجة تم تصنيعها في مكان مختلف تمامًا عن الأخر بل أن الضحايا حصلوا على أدويتهم من أماكن مختلفة، فور اكتشاف الشرطة سبب الوفاة أمرت الشرطة بسحب جميع زجاجات الـ”تايليونيل” من السوق وطلبت من الناس تسليم الزجاجات التي اشتروها خوفًا من أن يكون هناك المزيد من الزجاجات المميتة.

كان خوف الشرطة صحيحًا فعندما تم تحليل هذه الزجاجات كان هناك 3 زجاجات أخرى تحتوي على السينايد لكن الغريب أن تلك الزجاجات لم يكن عليها أي حمض نووي أو بصمات لتساعد الشرطة في حل القضية.

حتى يومنا هذا لا تعرف الشرطة ماذا حدث بالضبط لكن الشرطة لديها فرضية تتبعها منذ بداية التحقيق وهي أن الجاني اشترى كل هذه الزجاجات وأضاف السينايد للكبسولات قبل أن يرجع كل الزجاجات إلى المحلات والصيدليات التي اشتراها منها، كما أنه يجب أن يكون حدث هذا قبل وفاة السبع ضحايا بوقت قصير للغاية فإن السينايد يمكنه إذابة الكبسولات الذي كان بداخلها إذا بقى كذلك لوقت طويل.

إقرأ أيضا
الكتاتيب اليهودية في مصر

أما عن المشتبه فيهم فكان لدى الشرطة البعض مثل جايمس لويس الذي أرسل جواب إلى الشركة المصنعة للـ”تايليونل” مطالب الشركة بمليون دولار أمريكي ليتوقف عن تلك الجرائم التي أضرت بسمعة الشركة إلا أن الشرطة فشلت في إيجاد أي دليل مادي يربطه بالجرائم كما فشلوا في إيجاد أي دليل يربط أيًا من المشتبه بيهم بالجريمة ومازالت القضية مفتوحة حتى يومنا هذا.

خسر 7 أشخاص حياتهم ولم تجد عائلتهم أي عدالة أو عقاب لذلك الشخص الذي قتلهم لكن الجريمة ساعدت في تقديم حل حافظ على حياة الكثير من الناس بعدهم وهكذا سيعرف كلًا من ماري كيليرمان وأدم جانوس وستانلي جانوس وتيريسا جانوس وماري ماكفارلاند وبولا برينس وماري رينر للأبد.

مسكن
الضحايا السبعة

الكاتب

  • مسكن ريم الشاذلي

    ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان