همتك نعدل الكفة
299   مشاهدة  

لا تحدثينا عن النسوية”وأنت عايزة شبكة ومهر وثري عربي”!

النسوية


“كل الأفكار في مصر تبتذل” أثبتت هذه القاعدة بالنسبة لي حقيقية بنسبة 90% والحقيقة أنه مع مرور الأيام تزيد هذه النسبة بقوة، فما أكثر لأشخاص في بلادي الذين يتحدثون عن مبادئ فقط من أجل الاستفادة المادية أو السياسية من وراء ذلك، وكما جارت العادة دائماً كان لحقوق النساء والفكري النسوي نصيب الأسد من التشويه والابتذال وأيضاً استخدمها كغطاء بهدف التلاعب بالفتايات والوصول لأجسامهن فقط.

ولكني في الأسطر القادمة لن أتحدث عن الرجال من أصحاب الشعبية الجماهيرية، أو السلطة الذين يرفعون شعار الدفاع عن حقوق النساء لأغراض وضيعة، ولكن سوف اتحدث عن شريحة من النساء أنفسهم الذي قرروا استخدام الأفكار النسوية للوصول لمصالح أيضاً لكن من نوع مختلف، ولكن دعوني في البداية أحكي لكم عن موقف حدث مع بشكل شخصي منذ حوالي عام تقريباً، حيث جمعتني جلسة مع واحدة من “مداعيات” الدفاع عن حقوق النساء والإيمان بالأفكار النسوية والأهم من هذا، أنها من أشد المدافعات عن استقلال المرأة.

النسوية والثري العربي

ولكن هذه القشرة اللطيفة التي زينت بها هذه السيدة نفسها من خلال الحديث عن حقوق النساء وقضايا المرأة بمجرد الحديث عن الزواج، لتفاجئنا بحلمها بالزواج من ثري عربي ومن الأفضل أن يكون من الإمارات العربية المتحدة، فالبداية اعتبرنا جميعاً أنها تمزح ولكن حالة من الصدمة نزلت علينا عندما بدأت في شرح وجهة نظرها التي لم استطع بشكل شخصي احترامها، وكان على رأس قائمة المميزات التي تريد توافرها في عريس المستقبل لنا أنه يستطيع أن يأمن لها مشروع شخصي لها حتى تكون سيدة قرارها “قولي والله!”، وكانت النقطة الفاصلة بيننا وبينها عندما سألنا ماذا سيأخذ هذا الثري العربي مقابل أن يوفر لكي السعادة والأموال والرفاهية والأهم أنه يكون صاحب ابتسامة دائمة  “مينكدش عليكي” إلى أخره؟! فجاءة إجابتها سريعة وردت بكل ثقة “هيتجوزني أنا”.

النسوية والمساواة

فوافقت على ما قالت وسألت السؤال الأهم، هل ستعطي أنت أيضاً مايريد مهما كان، فماذا لو طلب منك أن ترتدي له بذلة رقص أو تغيري من شكلك؟ فأجابة  بالتأكيد لا سأفعل ذلك إذا اردت أنا، وللأسف هذه السيدة تعبر عن شريحة ليست قليلة من مدعيات النسوية، ولكن عزيزاتي المساواة لا تعني على الإطلاق أن نستخدم رجل لتحقيق الاستقرار المادي وبعد ذلك نعامله هو بدونيه، والا أن نتحول لكائنات أكثر سلطوية من المجتمع الذكوري الذي نحاربه.

وكذلك النسويات اللاتي افتخر كوني واحدة منهن لا يرون أن المرأة عليها المحاربة حتى نستبدل المجامع الذكوري الفاشي بمجتمع نسوي أكثر فاشية، فالمستقلات هن من يصنعن عالمهن وهن سيدات قرارهن ولا ينتظرون مساعدة أحد، كما أن الزواج بالنسبة لهن حياة تشاركية مبنية على الحب والمودة والاحترام لكياناتهن وليس قرض حسن يحقق لهن أحلامهن، وأخيراً يا عزيزتي إذا كنت تتمنين الحصول على ثري عربي يدفع الأموال مقابل الحصول عليك، فالحقيقة أنك انت من حولتي نفسك لسلعة تباع لصاحب أعلى سعر فلا تتحدثي عن النسوية.

إقرأ أيضاً

إقرأ أيضا
تامر أمين

النسوية خارج الحرب مع الرجال The Queen’s Gambit

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان