همتك نعدل الكفة
477   مشاهدة  

لا تقولي يعقوب ولا حسان إن الأستاذ سعدي هو الإرهابي الحقيقي

حسان ويعقوب


الأستاذ سعدي مدرس اللغة العربية في الصف الإعدادي..
هل كان ذلك حقًا اسمه ؟؟ لا أتذكر حقًا، ولكن ربما سوف تصحح لي الإسم زميلاتي اللاتي كن في مدرسة السيد محمد كريم حين تقرأ إحداهن هذا المقال حين أنشره على موقع الفيس بوك.

اقرأ أيضًا 
شهادة محمد حسين يعقوب التاريخية :” أنا راجل كداب”

لا أتذكر غير هيئة الأستاذ، كان ممتلئًا وقصيرًا، ذو شارب خفيف ستيناتي، تربض فوقه عينان ضيقتان كشفتيه الرفيعتين، ابتسامته صفراء، وصوته هادئ خفيض، على عكس زملائه من مدرسين اللغة العربية.

حدثنا الأستاذ ذات صباح في حصة التربية الدينية عن الصلاة، وعن أهميتها وكيف أنها عمود الدين، وكيف أنه لا يُقبل أي عذر لتاركها طالما كان قادرا على أدائها، وكيف أنها لا تسقط عن أي رجل بالغ عاقل، بينما تسقط عن المرأة في حالة الحيض والنفاس، ولا تؤمر بقضائها بعد أن تطهر، حدثنا كذلك عن عقوبة تاركها، وعن الثُعبان الأقرع، وعن عذاب القبر، كان كل ذلك متعارف عليه في الثمانينات والتسعينات، حيث دُس وتوغل الفيرس الوهابي وتطور وتحور، ولكن ما لم أسمع به من قبل وأثار رعبي وفزعي حقًا حديثه عن الجساسة.

قال الأستاذ محدثًا الطالبات : “كان فيه واحد صحابي اسمه تميم الداري، راح في رحلة بحرية هوا و 30 من زمايله، ورسوا على جزيرة، وشافوا الجساسة، والجساسة دي قالتلهم روحوا فيه راجل في الكهف ده كلموه، الراجل ده طلع مين؟؟ المسيح الدجال كان متقيد ايدين ورجلين وقاللهم أنا المسيح، والجساسة دي من علامات يوم القيامة، كائن مليان شعر، ملامحه مش باينة، متعرفيش له وش من ضهر، بيمشي يتجسس على الناس ويقول للمسيح الدجال عن أماكن المؤمنين، عشان يقتلهم ويعذبهم.”

كنت أبحلق بعينين مذعورتين وبرعب حقيقي في ابتسامته الصفراء وهو يتحدث، كان يتمشى بين الصفوف بهدوء، وبصوته الخفيض كان كمن يقص علينا حواديت قبل النوم، انتابتني الكوابيس لعدة أشهر، ارتياب من دخول الحمام وحدي، هلع وفزع وذعر وتوجس من فكرة البقاء وحيدة في المنزل، كنت أتخيل الجساسة تسير نحوي، تقترب مني، وفي هدوء كهدوء الأستاذ تقضم أجزائي، تبتلعني، أتحول لعصارة في أمعائها، ثم أصير “بيبي”، أنا مريم أصبح بيبي جساسة، أنا !!!

ومرت السنين، إلى أن قرأت يومًا رأي أن ابن عثيمين الذي سُئل عدة مرات عن موقفه من حديث الجساسة في صحيح مسلم فأجاب بقوله: “ذكرنا هذا مستدلين بما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: “إنه على رأس مائة سنة لا يبقى على وجه الأرض ممن هو عليها اليوم أحد”.

بن عثيمين
بن عثيمين

فإذا طبقنا هذا الحديث على حديث تميم الداري صار معارضاً له؛ لأن ظاهر حديث تميم الداري أن هذا الدجال يبقى حتى يخرج، فيكون معارضاً لهذا الحديث الثابت في الصحيحين، وأيضاً فإن سياق حديث تميم الداري في ذكر الجساسة في نفسي منه شيء، هل هو من تعبير الرسول صلى الله عليه وسلم أو لا”، وقال ابن عثيمين أيضًا: “حديث الجساسة يخالف ما ورد في صفة الدجال في الصحيحين أنه رجلٌ قصير، جعد الرأس أشبه ما يكون بعبد العزى بن قطن، والجساسة ليس على هذا السياق”، وذكر أيضا: “النفس لا تطمئن إلى صحة حديث الجساسة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لما في سياق متنه من النكارة”، وقد أنكر تفسيره إنكاراً عظيماً؛ لأن سياقه يبعد أن يكون من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وقال : “إن في نفسي منه شيء”.

والسؤال الآن : كيف نوفق بين اكتشاف كافة المواقع الجغرافية على الأرض، ورؤية كل شبر منها وكل ذرة بها بواسطة الأقمار الاصطناعية، وبين وجود جزيرة الجساسة على الكوكب!!؟؟.

إقرأ أيضا
محمد شاهين
الحويني - يعقوب - حسان
الحويني – يعقوب – حسان

مع كامل الإعتذار لزملائي مدرسين اللغة العربية في المدرسة التي أعمل بها، ولكن غالبية مدرسين المادة يقبعون فى خانة وحدهم، فهم مفرخة للإرهابيين، مزيج من العُقد والتطرف والتشدد والجهل، فلا تحدثني عن محمد حسان أو محمد يعقوب والحويني وبرهامي إذن، الأسوأ من ذلك أن وزارة التربية والتعليم تمنح أمثال هؤلاء مهمة تدريس التربية الدينية !!!

إلى الأستاذ سعدي الذي ربما لا يكون سعدي : منك لله !!

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
2
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان