لا يعرفه الدارسون .. قصة علم ظلمه صاحب مقولة “دي نورانيات بقا”
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
طيلة أشهرٍ قليلة ماضية صار إبراهيم أبو حسين أحد أبرز رموز الكوميك في السوشيال ميديا بجملتي لا يعرفه الدارسون ودي نورانيات بقا، ولسنا بصدد الرد على خزعبلات أبو حسين لكن الكلام على سر هذا العلم الذي لا يعرفه الدارسون ـ بحسب وصف أبو حسين ـ، لأن ذلك العلم له وجود وأصول علمية.
التفسير الإشاري .. العلم الذي لا يعرفه الدارسون !
العلم المشار له بجملة لا يعرفه الدارسون هو علم التفسير الإشاري للقرآن الكريم وهو أحد أبرز العلوم المعترف بها من جهة العلماء سلفًا مثل أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن موسى السلمي وخلفًا مثل الشيخ محمد الذهبي.
كتب وزير الأوقاف الأسبق محمد حسين الذهبي الذي استشهد على يد التكفير والهجرة كتابًا في تفسير القرآن حمل عنوان “التفسير والمفسرون”، وتكلم عن التفسير الإشاري وذكر معناه بقوله ” التفسير الإشارى هو تأويل آيات القرآن الكريم على خلاف ما يظهر منها بمقتضى إشارات خفية تظهر لأرباب السلوك، ويمكن التطبيق بينها وبين الظاهر المرادة، وهذا التفسير الإشاري مندرج في النوع الثاني عن أنواع العلم الباطن، وهو الباطن الذي لا يخالف العلم الظاهر، فهو بمنزلة الكلام في العلم الظاهر قد يكون حقا وقد يكون باطلا”.
أما السلمي في كتابه “حقائق التفسير” فيرى أن معاني كلام الله تعالى غير محصورة بالمعاني اللغوية بل مكنونات وأسرار خص بها أهل الحقائق، هذا التفسير مبينا أقوالهم في بواطن الآيات من الأسرار، لأن للقرآن ظاهرا وباطنا كما يقول، وعلى ذلك يعد تفسيره جمعا لمجموعة الأقوال المنقولة عن أئمة التصوف ومشايخهم، وليس تأليفا بالمعنى الاصطلاحي.
اقرأ أيضًا
دلائل الخيرات في الصلاة النبي “هل شبهة وصف الرسول بأسماء الله صحيحة ؟”
من أمثلة التفسير الإشاري عند السلمي اتجه السلمي تفسيره في سورة النصر عند قوله تعالى في أولها: إذا جاء نصر الله والفتح حيث قال : “قال ابن عطاء الله: إذا شغلك به عما دونه فقد جاءك الفتح من الله تعالى، والفتح هو النجاة من السجن البشرى بلقاء الله تعالى”؛ وتفسيره فقوله تعالى : وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ حيث قال “ذكر بعضهم ولكن رميت بسهام الجمع فغيبك عنك، فرميت وكنا الرامين عنك، لأن المباشرة لك والحقيقة لنا إذ لم نفترق”.
إيجابيات وسلبيات التفسير الإشاري
جمع محمد حسين الذهبي 5 إيجابيات لتفسير السلمي الإشاري أولها أن كل اتجاهه كان منحصرا فى جمع ما يتيسر من آراء الصوفية حول آيات من القرآن الكريم،لأن له طابعا خاصا هو طابع التفاسير الصوفية الخالصة، وثانيها أن هذه الاشارات لا تهدف في قليل ولا في كثير إلى أن تحل محل التفسير المألوف كما أن هذه الاشارات لا تتعارض مع التفسير المالوف
وثالثها أن هذا التفسير من تفاسير الإشاري الأولى أما رابعها أن هذا التفسير من المرتبة الثانية أما الخامسة فالسلمي تأثر في تفسيره من آراء القشيري.
اقرأ أيضًا
اغتيالات صوفية .. أحدهم أشهر من صلى على النبي
بينما عيوب التفسير الإشاري عند السلمي وصل عددها إلى ثلاثة، وأول تلك العيوب أنه يجعل من الحروف إشارات ويحوها إلى معان هي بعيدة الصلة عن المعنى اللغوي، أما ثانيها فإنه في تفسيره قد يتجاوز الظاهر ويتجاوز اللغة ويأتي بأشياء بعيدة عن المعنى اللغوي الظاهري حتى قال بعضهم أنه لم يخل من فكر باطني، بينما ثالثها أنه كذب في تنسيب الأقوال إلى أئمة الصوفية وآل البيت مثل الإمام جعفر الصادق.
الكاتب
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال