لاميا تلك التي لا تٌغمض لها عيناً
-
لمياء محمود
كاتب نجم جديد
لاميا أو كما تلقب في الأساطير الإغريقية “The Lamya” .. تلك التي تمشي في الظلام.. ربة الثعابين، ولقد جعلها الإغريق ابنة لبولس ولكنها تبرز أيضا كابنة بوسيدون الإله الذي جعله هيرودوت ليبي الأصل وجعلوا سكيلا ابنة لها. وربما تكون الوجه الأول لمصاص الدماء الحالي، وتظهر أحيانا كامرأة جميلة تغوي الشبان ثم تتغذي على حياتهم والدماء من قلوبهم.
من هي لاميا؟
عاش الإغريق في العام 700 ق.م، وبالطبع نعرف أن للإغريق آلهتهم المتعددة .. وكانت لاميا ملكة على ليبيا.. ملكة فائقة الجمال ، ولأن “هيرا” زوجة “زيوس” الإله في الأساطير الإغريقية، و”هيرا” كانت تعرف جيداً ميل “زيوس” لهيرا، فعاقبتها بقتل جميع أطفالها، بعد أن قتلت هيرا أبناء لاميا، وعاقبتها بألا تغمض عيناها أبدا.. قامت هذه الأخيرة من باب الثأر بقتل أبناء الآخرين. مما جعل منها رمزا للرعب. كانت الأمهات اليونانيات يخفن أطفالهن بها وقد شقت طريقها نحو قائمة الشياطين في الميثولوجيا الرومانية.وحكمت عليها هيرا بأن تتحول لنصف أنثى نصف أفعى.
وفي أسطورة أخرى..
لاميا هي أول مصاصة دماء في التاريخ، ويقال إن انتقامها من “زيوس” جاء بأنها تحولت لذلك الوحش، باستطاعتها أن تتحول إلى إمراة باهرة الجمال تطوف ليلا لتغوي المتزوجين من الرجال، فإن استجاب لفتنتها استدرجته وتحولت لنصف أنثى نصف أفعى وامتصت دمه عقابا له على خيانته.. ونجد تشابها كبيرا بين هذه القصة الموجودة في الأساطير الإغريقية وبين ما تم طرحه في المقال السابق عن ليليث، نجد تشابها كبيرا بين القصتين الواردتين في سفر التكوين والرواية العبرية، مما قد يجعل من ليليث هي نفسها لاميا.. وبالمناسبة فإن معنى لاميا في اللغة العربية هي ذات الشفاة السمراء، وفي بعض الأساطير أنها سميت بذلك لأنها كانت تقتات على مص الدماء لتحقيق انتقامها
حواء .. الخطيئة الأولى
الأسطورة الأوغاريتية
الرواية الأوغاريتيه، قد وجدت منقوشة على لوحين من الطين، وتعود تلك الرواية إلى القرن ال13 قبل الميلاد، وقد عثر على اللوحين في سوريا في 1929 وتم فك رموزهما في السبعينات، ليتكشف لنا أن قصة حواء وآدم مختلفة تماما عن ما عرضه القرآن أو الإنجيل، في القصة القديمة يسود الإله “إل”، وهو الإله الأعلى (حسب الميثولوجيا الكنعانية) على “حقل كرمة الآلهة العظام”،لكن سلطته هذه عارضها الإله الشرير حورون، سلف الشيطان، وهنا يظهر آدم في القصة كإله ليحارب حورون ويوقفه عند حده، لكن نهاية مهمته جائت على يد حورون الذي حول آدم لثعبان وحرمه من قدرو الخلود كإله،وكنوع من العزاء لما أصاب آدم، قدمت آلهة الشمس له “امرأة طيبة القلب”، وبالتالي يمكن أن تتكاثر البشرية، ويسترد آدم بعضاً من طبيعته الخالدة. أوجه التشابه بين هذه القصة وقصة الخلق في التوراة والقرآن قوية، مع اختلاف أن سقوط آدم لم يحدث لذنب اقترفه، وأن حواء صنعت من طينة طيبة لتنقذ آدم، وإن سرنا مع تفكيك رموز هذه الرواية، فليس هناك خطيئة على الإطلاق، الأسطورة الأوغاريتية تظهر أن قصة الخلق لديها خلفية تاريخية. مما يجعل من الصعب قراءة النص في التوراة والإنجيل والقرآن بشكل حرفي، والإصرار على أن العالم قد خُلق في سبعة أيام
ليس من المنطقي أن يكون التشابه صدفة:
في الأسطورة الإغريقية نجد زيوس والذي كان من الممكن أن يكون آدم نفسه، ونجد لاميا وليليث واللتين من الممكن أن تكون أحدهما الأنثى الأولى قبل حواء، ومن الممكن أن تكون الأنثى التي تمت معاقبتها لرفضها الخضوع، أو أن تكون ظلاً لآدم في نفس القصة، وهذا فقط إن تحررنا من كل القيود وحاولنا أن نتفهم، لماذا كل المعتقدات سواء كانت من الأديان التوحيدية والغير توحيدية، قد تشابهت في أغلب النقاط، وفقط الأديان الإبراهيمية هي من تمسكت بقصص إدانة المرأة؟! .. وإن كانت الأديان الإبراهيمية قد جاءت لتنصف النساء .. فماذا مثلا عن حق النساء في الميرات؟!
تلك التي قالت: هيت لك
انتظروا الإجابة التفصيلية عن هذا السؤال بالمقال القادم ..
الكاتب
-
لمياء محمود
كاتب نجم جديد