همتك نعدل الكفة
566   مشاهدة  

“لايف شو” مسلسل يعني مصر بخير وأم الدنيا الكبيرة ولّادة

لايف شو
  • إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة



اعتراف بالذنب، لم أكن أتوقع أن يكون مسلسل لايف شو للمخرج والمؤلف محمود جمال حديني على هذا القدر من الإتقان والحرفية ورغم أنني أتابع الأعمال المسرحية للكاتب والمخرج منذ مسرحية ١٩٨٠ وانت طالع وصرت واحدة من جمهوره إلا أنني وبكل أسف لم أبادر بمشاهدة عمله التلفزيوني الذي تم عرضه في شهر رمضان الماضي عبر اليوتيوب، حدثت نفسي وقلت ربما وقت آخر فعملنا يحتم علينا متابعة كل ما يعرض في شهر رمضان ولم تعد في المرارة استطاعة على تحمل المزيد

ثم إن محمود جمال كاتب ومخرج مسرحي موهوب جدًا فماذا لو أن عمله الدرامي هذا جاء متواضعا سأكتب ذلك وسيحزنه بطبيعة الحال وأكون بما فعلت قد خسرت صداقة موهبة كبيرة أفخر بوجودها

 

حتى رحل شهر رمضان وبمرور الأسابيع كنت قد تخلصت تماما بديتوكس مقاطعة التلفزيون من رواسب التخمة والتلبك المعوي جراء السمن الصناعي وغيره من المهدرجات ثم بدأت في مشاهدة مسلسل لايف شو منذ أيام بشهية مقبل على الوجبة اليومية الوحيدة بعد أكثر من سبعة عشر ساعة من الصيام المتقطع وهو جزء استجد على حياتي مؤخرا ولا علاقة له بموضوع المقال هنا غير الشوق نفسه الذي تقبل فيه على التهام الحلقة تلو الأخرى كالشوق نفسه الذي تنهي به وجبتك الكبيرة برغم أنها عديمة الكربوهيدرات، ولم أكن أتوقع وها أنا أكتبها مرة أخرى رغم روعة الأعمال المسرحية المؤلف والمخرج محمود جمال، إلا أنني لم أكن أتوقع روعة عمله الدرامي

الفكرة العبقرية عن عالم السوشيال ميديا عديم القيمة والذي أصبح الآن هو كل القيمة فعبر شهرتك الافتراضية تنهال عليك العروض من أول الإعلانات وحتى أدوار البطولة والبرامج التلفزيونية ورغم ثبوت فشل النجوم الافتراضيين في الحياة الحقيقية إلا أن كثير من المنتجين اتفقوا أن يكونوا حماة للشيطان ويدعموا الفشل كأنهم يستثمرونه

كيف استطاع المؤلف والمخرج أن يضع هوس السوشيال ميديا واضحا بهذا القبح رغم كونه الكذبة الوحيدة في مسلسله لايف شو وكيف نزع ورقة التوت عن المهوسين بالشهرة يدا بيد مع المهوسين بتحريكهم ففي الحياة الحقيقية مهما بذلت في هذه الأيام الصعبة أن تقنع الجمهور بالجيد والأصيل طالما لم يكن مشهورًا لن يسمعك أحد

عبقرية الفكرة والكتابة والحوار والقوالب الجديدة في الإخراج لم تكن لتقيدني على رغبة مني أمام مسلسل لايف شو حتى أجهزت على باقي حلقاته إلا ببراعة الأداء عمل مهم يضم ممثلين كبار مهمين هم وفق ترتيب موقع السينما، حاتم صلاح، علي حميدة، مصطفى السحت، وليد عبدالغني، سالي سعيد حماد، عاصم رمضان، محمد العتابي، ومحمد جبر ولن أنسى الإشادة بمؤلف الموسيقى رفيق يوسف الذي هدهدنا دون رفق بين الهلع والرعب والترقب فزاد علينا الوجع والمتعة معًا، رغم أن غالبيتهم أو ربما معظمهم ليسوا مشاهير لن تتوقف المواقع الإخبارية أمام قصصهم المنشورة على حساباتهم الخاصة مهما حملت من أخبار وأعمال مهمة فهم ليسوا مشهورين ولو كانوا يشبهون كل معدن أصيل في زماننا يلمع بحق ومهما تكالبت عليه الظروف العصيبة يشتد لمعانه لكن العين القادرة على الفرز ليست مشهور هي الأخرى فلن يصلوا للجمهور الكبير الذي يشاهد إعلانات الطرق الضخمة وعشرات الإعلانات الترويجية الفخمة

 

ربما تقرأ مقالي هذا عبر موقعنا فتذهب إلى اليوتيوب وتبحث عن مسلسل “لايف شو” وتعرف من خلاله أنك لا يجب أن تكون فيما يتعلق بالمحتوى الذي تتعرض له عبر الإنترنت مسيرًا أو عاريًا أو ذليلًا وأن الطريق لتكون حرًا بحق أن تنصف أصحاب الموهبة الحقيقيين

إقرأ أيضا
المحلة منين

شكرًا لايف شو فقد أعدتم صياغة سر مصر العظيم في تجربة معاصرة لتضيئوا لكثير من المحبطين الطريق المظلمة وتعيدوا تأكيد النص لا نقص موارد يعيق المصري المبدع لأنه ببساطة هو كل الأصول وكل الموارد.

شكرًا للقادم بقوة محمود جمال حديني.

الكاتب

  • لايف شو رشا الشامي

    إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة






ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان