لغات تحدث بها العرب قبل الإسلام .. بعضها ما زال حيا
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
أغلبنا يتخيل أن كل العرب في الجاهلية كانوا يتحدثون اللغة العربية، وإن شئنا أن نكون أكثر تحديدا لغة القرآن الكريم، إلا أن العرب الذين تحدثوا عشرات اللهجات الأخرى غير لهجة قريش كانت لديهم لغات أخرى غير العربية أوقعت المؤرخين في مأزق تصنيف المتحدثين بها كعرب، دعونا نستعرض بعض تلك اللغات سويا
اللغة الحميرية
لانستطيع ان نقول بأن اللغة الحميرية هي احدى لهجات اللغة العربية للغة الحميرية حروف خاصة وتعبيرات خاصة تختلف عن العربية وايضاً من يتحدث باالحميرية لايفهم المُتحدث بالعربية والعكس .
كانت الحميرية منتشرة في منطقة: خَيْـوَان، الواقعة بعيداً نحو الشمال من صنعاء إلى ناحية صعدة التي كانت تسود فيها عربية الشمال.
كلمات شائعة بالنقوش الحميرية
هقنى = أقنى، ملّك. ومنها الكلمة المعروفة مقتنيات (ممتلكات). وكلمة أقنى مذكورة بالقرآن [وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى (48)النجم]. ومعنى أن الله أغنى الإنسان : زاد في ماله ووسع له فيه وأشبعه، ومعنى أقنى : أن الله جعل للإنسان ممتلكات يملكها.
ذن = ذا، هذا. وفي الفصحى تظهر هذه النون مع الكاف، مثل: ذانِّك (تَثْنِيةَ ذَلِك). واستبدلت اللام النون مثل : ذلك، تالك، تلك، تيلك. ولم تبق كلمة (ذن) إلا في اللهجة المصرية مثل: (دَوَّن)، أي ذا أو هذا.
بن = مِن (حرف جر). واللسان الحميري يفضل الباء على الميم مثل صرب (صرم). ونجد في القرآن كلمتي (مكة) و(بكة). وبالفصحى الكثير من الكلمات التي لها نفس المعنى واللفظ (تكون عند قوم بالباء وعند آخرين بالميم).
خَمَر = وهب
وكما هو اضح في الكلمات السابقة تنتمي اللغة الحميرية إلى عائلة اللغات السامية وهي لغات تشترك في قاعدة لغوية واحدة فتتبادل فيما بينها المفردة اللغوية مع تعديل على نحو مثلا أن «يحر» في العربية المعاصرة تشكيلها اللغوي في الحميرية «يحرن» في تشابه يشبه ذلك التشابه بين اللغات المشتقة من اللاتينية.
وتعد اللغة الأمهرية التي تتحدث بها أثيوبيا اشتقاقا من اللغة الحميرية التي تعد رافدها الأساسي.
اللغة اللحيانية
وجدت الكتابات اللحيانية في منطقة العلا في شمال غرب المملكة العربية السعودية، حيث أقيمت حضارة مملكة لحيان التي كانت سائدة في تلك المنطقة في المدة من بداية القرن السادس قبل الميلاد إلى نهاية القرن الثاني قبل الميلاد. وقد اشتق القلم اللحياني من القلم المسند، مثله مثل القلم الثمودي والصفوي؛ ذلك لأن القلم المسند متقدم في الوجود على هذه الأقلام، بدليل العثور على كتابات معينية في العلا أقدم عهدًا من الكتابات اللحيانية والثمودية (علي، 1978م: 230-231).
وما يميز الكتابات اللحيانية أن مدونيها لم يتقيدوا بهندسة أشكال الحروف كما هو متبع في المسند الجنوبي؛ مما نتج عنه تعدد أشكال الحروف، ومعظم الكتابات اللحيانية تبدأ من اليمين إلى اليسار ما عدا بعض النقوش القليلة جدًّا، فإنها تبدأ من اليسار وتتجه إلى اليمين، وفي هذه الحالة توجه الحروف باتجاه معاكس لما هو معروف.
والحروف اللحيانية تعدادها سبعة وعشرون حرفًا، وللحرف الواحد أكثر من شكل إلا أنها متقاربة، كما أن الكتابة اللحيانية لا تستعمل حروف اللين إلا نادرًا، وتعنى بذلك بعض النقوش التي تعود إلى الحقبة اللحيانية المتأخرة التي عُثر عليها في موقع أم درج، حيث بدأت تظهر حروف اللين في بعض الأسماء مثل: (ذ غ ب ت) أصبحت تُكتَب: (ذ غ ي ب ت). كما أن الفاصل بين الكلمات له أكثر من شكل في الكتابات اللحيانية؛ ففي بعض النقوش يكتب على شكل خط عمودي، وفي نقوش أخرى يكتب على شكل خطين أفقيين متقابلين، وأحيانًا يكون عبارة عن نقطتين متقابلتين أو نقطة واحدة، وهناك نقوش تخلو من الفواصل بين الكلمات، كما أن بعض الخطوط اللحيانية جاءت دقيقة في كتابتها يظهر عليها العناية والدقة (أبو الحسن، 2002م: 303).
ومعظم النقوش اللحيانية التي عُثر عليها في منطقة العلا تتحدث عن أمور شخصية في الغالب إلا أنها أمدَّتنا بمعلومات ذات فائدة كبيرة عن تاريخ لحيان، فعلى سبيل المثال جاءت النقوش اللحيانية لتلقي مزيدًا من الضوء على النواحي الدينية عند اللحيانيين، فهناك نقوش تتحدث عن تقديم قرابين، وأخرى عن تقديم زكاة، وأخرى تتحدث عن الحج للمعبود ذي غيبة أو المعبود خرج، ومن النقوش اللحيانية ما تتحدث عن أنواع النذور والقرابين التي كان يقدمها اللحيانيون لمعبوداتهم، إضافة إلى أسماء الآلهة والشخصيات التي وردت في النقوش، وجميع النقوش السابقة على الرغم من أنها دينية فإنها إثبات ملكية (أبو الحسن، 1997م: 406)، وما يميز النقوش اللحيانية من باقي النقوش الشمالية أن بعضها مؤرخ بسنوات حكم ملوك لحيان، حيث يذكر النقش أن الحدث وقع في سنة كذا من حكم الملك فلان (سنة خمس برأيهنأوس بن تلمي)؛ مما ساعد على معرفة التسلسل الزمني لمملكة لحيان، وأن الحكم في لحيان كان وراثيًّا، وفي معرفة تطور الكتابة من خلال أشكال الحروف (أبو الحسن، 2002م: 304).
وتتشابه النقوش اللحيانية من ناحية المضمون وبخاصة النقوش الدينية؛ إذ تبدأ جميعها بأسماء أعلام بسيطة أو مركبة، ويلي الأسماء بعض الأفعال التي تدل على العمل الذي قام به صاحب النقش؛ مثل: (أطلل، أطلت، نذر، نذرت) كتقديم زكاة، أو قربان، أو نذر، أو حجّ، أو غير ذلك من الأعمال، ثم يأتي اسم المعبود الذي قدم له العمل، وفي أكثرها يكون المعبود ذا غيبة يليه المعبود خرج، ثم عبارات طلب الرضا والسعادة من المعبود لصاحب النقش وذريته، وفي بعضها يطلب صاحب النقش من المعبود إلحاق الضرر بمن يتلف أو يدمر النقش.
اللغة الثمودية
يعتبرها البعض أحد لهجات العربية لكن بعض العلماء يرونها لغة منفصلة تماما، لكن حتى الأن ما زال هناك الكثير من نقوش تلك اللغة لم يتم حله بشكل كافي للفصل في هذه القضية، وهي تسمية جامعة لنوع من النقوش الجزرية التي كتبت في خط المسند وتختلف هذه النقوش في شكل بعض الحروف وطريقة الكتابة عن خط المسند التقليدي و”النقوش الثمودية” هي تسمية لاحد انواع الكتابة الجزرية الجنوبية ولا يقصد بها لغة محدّدة بل تم الاصطلاح عليها من قبل المختصّين لمجموعة من النقوش المكتوبة بخط محرف من خط المسند ريثما يتم ترجمتها نقوشها، وهي مكتوبة بعدة لهجات من عربية جنوبية قديمة في شبة الجزيرة العربية.
سميت هذه النقوش باسم الثمودية نسبة إلى مدينة ثمود في حضرموت باليمن حيث اكتشفت هناك أول مرة، وليس للتسمية علاقة بقبيلة او قوم ثمود.
توجد على الصخور وكثير من الجبال نقوش وكتابة بحروف مسندية ثمودية متنوعة واكثرها في محافظة شبوة في جنوب اليمن عاصمة مملكة حضرموت والحجاز، وشمال شبة الجزيرة العربية و الحروف الأبجدية الثمودية هي نفس حروف الأبجدية العربية القديمة مع نقص حرف واحد هو حرف الظاء، مع اختلاف في رسم الحروف فبعضها يكتب مقلوباً والبعض الأخر معكوساً، ولا يوجد نمط محدد للكتابة أو النقش فقد تبدأ من أعلى الحجر أو الصخرة أو تبدأ من أسفله، وأيضًا قد تكون من اليمين أو اليسار، وبصفة عامة فإن الخط الثمودي وكما يوضح المتخصصون هي خط اتى من اليمن لا يتفرق كثيرا عن خط المسند .
وللحديث بقية
الكاتب
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
اسمها لهجات وليست لغات ياهذا
اختلفو في كيفية كتابتها لكنها بقية لغة العربية في اساس