همتك نعدل الكفة
311   مشاهدة  

لغز القرية الكازاخستانية التي وقعت في النوم المفرط بدون سبب واضح

النوم
  • ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تخيل النوم لفترات طويلة من الوقت بدون سبب واضح. نوع من الحالات التي تشبه القصص الخيالية كالجميلة والتي لا يمكن أن تكون موجودة في الحقيقة إلا أنها موجودة بالفعل. هناك العديد من الأسباب التي تجعل الناس يعانون من فرط النوم أي النوم أكثر من اللازم. عادةً ما تكون هذه الحالة ناجمة عن أمراض كامنة مثل الاكتئاب والصرع ومرض باركنسون وحتى مرض النوم القهري.

ثم هناك أيضًا متلازمة كلاين ليفين النادرة للغاية والمعروفة أيضًا باسم “متلازمة الجميلة النائمة” وهي اضطراب يتسبب في نوم الناس لمدة تصل إلى 20 ساعة في اليوم. في بعض الأحيان يعيش الناس حياة طبيعية تمامًا حتى تبدأ النوبة ولمدة أيام أو أسابيع سينام الشخص معظم اليوم ويستيقظ لتناول الطعام أو الذهاب إلى الحمام قبل العودة إلى السرير. لا يوجد سبب معروف لمتلازمة كلاين ليفين لذا لا يمكن منعها. بعض الظروف – مثل إصابة في منطقة الدماغ التي تتحكم في النوم والشهية، يمكن أن تضعك في خطر الإصابة بالمتلازمة ولكن الاضطراب نادر جدًا من المستحيل معرفة متى قد يضرب.

لكن لا شيء من هذا يفسر لماذا نام عدد كبير من سكان قرية صغيرة لأيام مرة واحدة. أو لماذا لعدة سنوات، بين عامي 2013 و 2015، لم يتمكن العلماء من تفسير ما كان يحدث أو كيفية مساعدة السكان الذين يعانون.

كيف شهدت إحدى القرى نوبات كبيرة من النوم العميق

كان من المرجح أن تعيش قرية كالاتشي الريفية الصغيرة في منطقة نائية من كازاخستان في الظلام إلى الأبد لولا المرض الغامض الذي ضربها في عام 2012. ومع عدد السكان البالغ نحو 680 نسمة فإن كالاتشي -التي يشار إليها في بعض الأحيان باسم “سليبي هولو”- هي المكان الأول في العالم الذي يصاب بحدث متلازمة النوم على نطاق واسع.

بدأت مشاكل النوم في كالاتشي في ربيع عام 2013 عندما بدأ أكثر من خمس السكان في السقوط في نوم يشبه الموت لأيام وأحيانًا أسبوع متواصل.خلال السنتين التاليتين، أُبلغ عن وقوع عدة حالات تفشي في المدينة، مما أثر أحيانًا على نفس السكان المصابين مرارًا وتكرارًا وأحيانًا على ضحايا جدد.

ويبدو أن المرض يصيب الجميع من الأطفال إلى كبار السن. كما يتسبب في مزيج من الأعراض التي تتضمن التعب الشديد وفقدان الذاكرة الجزئي والدوار وصداع شديد. بعض الضحايا سقطوا في غيبوبة واستيقظوا بعد أيام. البعض أغمي عليهم أثناء القيادة وآخرون ذهبوا للنوم كالمعتاد ولم يمكن إيقاظهم في الصباح التالي.

عند الحديث عن المرض طفله، وصف أب محلي الحالة بالتالي “إذا حاولت إيقاظه، يبدو أنه يريد أن يفتح عينيه ولكنه لا يستطيع.”

حاول الأطباء كل شيء لإيجاد علاج

لسنوات كان العلماء والأطباء في حيرة لما يمكن أن يسبب المرض. في عام 2014، ذكرت وزارة الرعاية الصحية في كازاخستان أن “استبعدنا الأمراض المعدية والبكتيرية.. ولم تكتشف أي زيادة في تركيزات الأملاح أو المعادن الثقيلة “. كما توصلوا إلى أن المرض، أيًا كان، غير معدي. وبحلول نهاية ذلك العام، أجرى العلماء آلاف الاختبارات المتعلقة بالهواء والتربة والمياه وحتى مواد البناء في القرية دون نتائج حاسمة.

يائسين لإيجاد إجابة نظر العلماء في كل شيء بما في ذلك الفودكا المزيفة والهستيريا الجماعية. ادعى بعض المحليين أن شيء خارق للطبيعة كان السبب. ولكن لم يجد العلماء ما يفسر ما يحدث.

بحلول عام 2015، كانت كالاتشي تعاني من الموجة التاسعة من المرض وكانت السلطات تشجع السكان على ترك القرية من خلال برنامج “إعادة التوطين الطوعي”. عندما وصل طاقم وثائقي في يوليو 2015، وجدوا نصف المدينة غادر بينما رفض النصف الآخر مغادرة المكان الذي كانوا يدعونه موطنهم طوال حياتهم. ووجدوا أيضًا تسعة أطفال في المستشفى المحلي جميعهم نائمين في نفس الوقت وكانوا يعانون من الهلوسة. ومع ذلك، بحلول نهاية عام 2015، كان العلماء قد وصلوا أخيرًا لتفسير محتمل.

إقرأ أيضا
حسن مصطفى

وربما كان ذلك التفسير أمامهم طوال الوقت

واتضح أن كالاتشي وغيرها من المدن المحيطة بها كانت ذات يوم منطقة تعدين مزدهرة، ولكن بمجرد إغلاق منجم اليورانيوم في العصر السوفيتي في أوائل التسعينات، انتقل معظم السكان ببساطة. ولكن بالنسبة لأولئك الذين بقوا في القرية، تباطأت الحياة ولم يحدث أي شيء يذكر ــ حتى انتشر مرض النوم الذي لا يمكن تفسيره بكالاتشي. وكان العلماء قد نظروا إلى المنجم في وقت مبكر من تحقيقاتهم، ولكن المذنبين الأكثر ترجيحًا (الإشعاع وغاز الرادون) ما كانا ليسببا الأعراض التي يعاني منها الناس.

عندما عاد المزيد من العلماء في عام 2015 لإلقاء نظرة ثانية، لاحظوا كمية كبيرة من أول أكسيد الكربون خارج من المنجم. وفقًا للعلماء كميات كبيرة من أول أكسيد الكربون يمكن أن تؤثر على الدماغ مما يسبب عدم الوعي وبعض الأعراض الأخرى التي وصفها سكان كالاتشي. خبراء آخرون ليسوا متأكدين من ذلك حيث أن بعض أولئك المصابين كانوا بعيدين عن المنجم، وأحيانًا محبوسين في سياراتهم أو منازلهم في الوقت الذي كانوا فيه نائمين. كما أنه لا يفسر كيف بدأ المنجم فجأة في تخمير أول أكسيد الكربون بعد سنوات من الخمول. ومن الأرجح أن يكون النوم العميق نتيجة لأشياء عديدة، بما في ذلك أول أكسيد الكربون ولكن أيضًا ارتفاع مستويات غاز الرادون وربما انبعاث غاز الميثان من عمق المنجم.

الكاتب

  • النوم ريم الشاذلي

    ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان