لم أحببنا جمال في الصفارة؟
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
وسط كل ما هو قبيح و نشاهده حولنا، والأخبار السيئة التي تحيطنا من كل جانب، أصبح الجمهور يتعطش لمشاهدة المواقف الصادقة التي تجسد المشاعر الإنسانية الدافئة .
علاقة الأب بأبنائه ومشاعر الأم مع أولادها، وعلاقات سوية بين الزوج وزوجته، وبالتأكيد نحن على وعي تام بأن الدراما تحتاج لصراع، وأن الحياة نفسها ليست المدينة الفاضلة، ولكن تبقى هذه المشاهد في سياقها الصحيح ما تحفر في ذاكرة المشاهد وخاصة مع انتشار كل مشهد هام بمواقع التواصل الاجتماعي.
ومن هذه المشاهد التي على الرغم من ندرتها إلا أنها انتشرت انتشارا كبيرا؛ مشاهد الفنان القدير محمود البزاوي بمسلسل الصفارة.
اقرأ أيضا…ماذا لو امتكلنا الصفارة؟
جمال الأب الذي يحاور طفله طوال الوقت ويحترم عقله ويحترم فضوله وأسئلته .
يجيبه على كل الأسئلة التي تراوده ويبسط له المعلومة وكأنه مدرس في الفصل يختار أسهل الطرق كي يقنع تلميذه بالإجابة.
يضرب له الأمثال كي يجعله يستوعب ما يقول، ويأخذ كل الأمور ببساطة على عكس زوجته المتوترة دائمًا والتي اعتادت الأسلوب الحاسم مع أولادها عن الأسلوب الهين، فيعادل هو الكفة بروحه المرحة وأسلوبه الخفيف مع أولاده.
اتبع جمال أسلوب اللين في معاملة أبنائه والتفاهم والحوار دون دراسة التربية الإيجابية، فقط بالحنية وبالصليقة عرف كيف يكسبهم ويحنو عليهم، حتى أنه قرر البقاء في مصر من أجلهم في الفترة التي كان يسافر فيها الكثيرون للخليج.
تصرف جمال بطبيعية لذلك أحبه المشاهدون، وكان يراه شفيق بعقله الباطن “سوبر مان” ربما لأنه أثر بحياته بكلمات لم ينساها.
كان أداء الفنان محمود البزاوي كالسهل الممتنع، فهذه الحوارات تحتاج لمنصب محترف يقولها من قلب أب دون الإفراط في المبالغة حتى لا تظهر وكأنها حوارات وعظ، فيتحول المشهد لمحاضرة سخيفة.
وكلما كنت أشاهد مشهداً لمحمود البزاوي في الصفارة استشعرت أنه كجمال، وأن الحوار يخرج من قلبه بشكل عفوي تماما وكأنه يتحدث لأكرم ابنه.
وبالفعل كتب أكرم البزاوي على صفحته بموقع فيس بوك أن حوارات هذه المشاهد تذكره بحوارات خاصة أثناء الطفولة مع والده.
انتشر حوارات جمال مع طفله شفيق بعد كل حلقة ظهر فيها، وكأن كثيرين تمنوا لو كان والدهم كجمال.
كلنا أحببنا جمال وأحببنا فضول الطفل شفيق، وستظل الأبوة من أفضل النعم التي يمكن أن يحظى بها الإنسان، ولكن عليه أن يكون كجمال في الصفارة حتى يكسب أبنائه ويخرجهم للحياة أسوياء يملأهم الحب.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال