لم يسترح .. التمرد في استعادة الله

لم يسترح الأدب و التمرد إلا إذا كان تكوين كل منهما من الآخر، فربما قرأتَ نصًا أدبيًا؛ روايةً أو قصةً أو شعرًا إلا وكان بين تضاعيفهم تمردًا على الحياة .. الحب .. الواقع ..تمرد على اللاشيء .. ذلك التمرد يحيل الأديب والقارئ إلا عالم ربما افتقده كلاهما في الواقع .

ذلك التمرد كان تيمة أساسية في ديوان ” لم يسترحْ” للشاعر الشاب أحمد راغب، افتقدنا الأدب الجيد وتلك النصوص الشعرية التي تعبر عنّا؛ عن فكرنا.. عن هويتنا.

وكما وعدناك عزيز القارئ أن نكون عينك في معرض القاهرة للكتاب في دورته الـ 53 ، نراجع ونحلل ديوان “لم يسترح ” قبل عرضه لأول مرة هناك .

يتكون ديوان لم يسترحْ من ٦ أبواب تشمل ٢٨ نصًا كلها بالعربية الفصحى ما بين الطويل والقصيرة

الباب الأول بعنوان الـ “لا” ويتحدث الشاعر فيه عن معاناتنا مع الرفض وإشكالية جمع المتناقضين .

هل صرت في مواكب الصامتين 

أم كمموا الأفواه

وقيدوا السمع، وقرروا الوجع 

 واعتقلوا الأصغاء 

هيا اصرخ 

أسمعهم صوتك 

اقرئهم شعرك

الباب الثاني بعنوان “تساؤلات” وهو عبارة عن محاولة ذاتية للسؤال ومحاولة الإجابة عنه ، ورغم ذلك لا يشعر الشاعر براحة بل ينتقل من سؤال لسؤال، وترتفع صوت الحيرة حينما يخفت سؤال الشاعر ويعبر عن تلك الأحداث نص “حكاية روح” .

الباب الثالث بعنوان “مُكابدات” وهو باب ثوري ومباشر في ثوريته، يأخذ لسان تشي جيفارا غطاء، يتكلم عن الثورة.. عن الروح الثورية.. عن إحيائها، كما يعبر الباب الثالث من الديوان الأول لراغب عن النضال وروحه وعن عودة الهُوية الحقيقية للإنسان و التي هي النضال كما وضحها نص “كيف تنسى”.

كما يوجد نص مهم جدا في هذا الباب وهو نص “لم يسترح” وهو المسمى به عنوان الكتاب، هذا النص هو ملخص للداء الأساسي الذي أصاب  الشاعر والتي سبب له المعاناة وألم .

الباب الرابع بعنوان ” الاعتذار”  هذا الباب به نصوص تتناول الاعتذار بأشكال مختلفة وتعابير وتراكيب أيضا مختلفة ولكنها مفهومة وسلسة وليست معقدة، تحت غطاء الرومانسية والمعاناة والمحاولة، ويعبر عن هذا نص بعنوان “ما تبقى من رسائل الخجل”

إقرأ أيضا

حول الفسطاط وأبوابها .. الميزان يحاور المؤرخ ” عبد الرحمن الطويل”

الباب الخامس اسمه “هكذا تكلم الحلاج” وهو صوت الحلاج الذي تسرب بين النصوص ، فعبر عن شقاء المحاولة في استعادة الروح العربية وروح الله في الإنسان وبين شقاء محاولة الإنسان في استعادة الله ويعبر عنه نص “على كف الزمان”

وهناك نص في غاية الأهمية في هذا الباب وهو “كتابة العصر” هذا النص رمزي يشكو التضيق الثقافي الذي نعيشه، يتحدث عن معاناة الكاتب في الكتابة والطباعة والنشر ومعاناته مع التضيق في التعبير عن رأيه.

الباب السادس والأخير بعنوان ” شظايا النفس”  وهو مجموعة من النصوص تلخص كل المحاولة وتنتهي باللجوء، واللجوء نص ديني، وبه يهتدي الشاعر إلى استكمال المحاولة.

ديوان لم يسترح لشاعر أحمد راغب البالغ من العمر 26 عامًا، صادر عن دار فِهرَس للنشر والتوزيع، ومكون من ٢٨ نص مقسمة لـ6 أبواب، ما بين نصوص التفعلة والشعر الحر، وكذلك النصوص النثرية الحداثية.

أما عن غلاف الديوان فبيعبر عن معاناة المحاولة وألم السؤال التي تنتج عنه إصابة الشاعر بالشقاء.