همتك نعدل الكفة
57   مشاهدة  

لماذا أعاد ولاد رزق أهل الكهف إلى سباتهم؟

ولاد رزق وأهل الكهف


خلال الأعوام تتغير خرائط المواسم السينمائية، فربما يتصادف موسم إجازة نصف العام الدراسي مع الأعياد، وربما مثل ما يحدث منذ سنوات يتقاطع موسم إجازة الصيف وهو الموسم الأكبر سينمائيا مع موسم عيد الأضحى، فيصبح الصراع في قاعات السينما محتدم خاصة وأن الأفلام المعروضة تكون أكثر من المعتاد، ولكن هذا الموسم توقع الجميع أن ينافس فيلمان بعضهم البعض، أهل الكهف وولاد رزق 3 القاضية، ولكن كما يحدث في حلبات الملاكمة، كانت قاضية ولاد رزق كاسحة، وأعادت أهل الكهف إلى سباتهم في شباك التذاكر.. فلماذا؟

بين المغامرة والأرضية الصلبة

بوستر فيلمي أهل الكهف وولاد رزق
بوستر فيلمي أهل الكهف وولاد رزق

على مستوى الصورة فالحقيقة أن الفيلمان كان بهما من عناصر الإبهار والإتقان ما يكفل لهما النجاح، فالعناصر بها الكثير من التكامل أسفرت عن صورة جيدة ومبهرة، خاصة في المعارك والخدع والمؤثرات البصرية، وحتى الموسيقى وشريط الصوت، وعلى مستوى الرؤية الإخراجية بشكل عام جاء الفيلمين في متكافئين.

الفيلمان ينتميان لنفس الفئة فهما فيلمي بطولة جماعية ينتميان لنوعية أفلام أكشن ومغامرة، الفارق بينهما زمن الأحداث أحدهم في الماضي والآخر في العصر الحالي، ربما يكون هذا الفارق الواضح بين الفيلمين ولكن الحقيقة أن هناك فارق أكثر أهمية، وربما هو الفارق الذي أحدث كل هذا الفرق بين الفيلمين، الفارق بين مغامرة التجريب، والقدرة على استثمار نجاح سابق.

يأتي أهل الكهف يحمل على كتفيه مغامرة التجريب، والصحيح أن الذوق المصري أصبح الآن منفتحًا على التجارب الجديدة، فأولاد رزق نفسهم تجربة جديدة على السينما المصرية، ولكن تجريب أهل الكهف كان به بعض الخطوات شديدة الجراءة اختيار نجم بعيد عن الساحة السينمائية منذ فترة رغم نجاحه في الدراما التلفزيونية، ولكن السينما لم تعد ساحة خالد النبوي الأفضل.

الخطوة الأخرى النص نفسه الذي اقتبس منه أيمن بهجت قمر فيلمه مسرحية توفيق الحكيم “أهل الكهف” قد يعطي هذا الاقتباس إحساسًا بثقل الفيلم فكريًا، أو كونه فيلمًا نخبويًا لطبقة وشريحة بعينها وهو غير ما حدث ولكن الإيحاء نفسه ربما قد يفسر تراجع بعد شرائح الجمهور من مشاهدة الفيلم.

أزمة الزمكان

أهل الكهف
بوستر أهل الكهف

يحمل أيضًا أهل الكهف على كتفيه جرأة اختيار تاريخ ومكان بعيد جدًا عن الثقافة المصرية الحالية، فصحيح أن أهل الكهف قصة يتشاركها الدين المسيحي والإسلامي، ولكن في الوعي والثقافة المصرية هي قصة بعيدة عن أذهان الكثيرين بعد المكان والزمان، ومعالجة أيمن بهجت قمر لم تفطن لذلك البعد فلم تحاول تقريب المسافات، والقصد هنا ليست المسافات الزمنية ولكن المسافات المكانية والثقافية خاصة وأن العمل مقتبس والاقتباس يتيح للمقبس أن يتحرك بحرية في النص وتغير الشخوص والأحداث والأماكن وحتى الأزمان إن كان هناك ضرورة لذلك دون مسائلة من أحد.

والحقيقة أن أهل الكهف مغامرة سينمائية تستحق التشجيع وإعادة التكرار في قصص وروايات مختلفة، ذلك التكرار هو ما قد يفتح أفق أبعد وجديدة على مستوى السينما المصرية بشكل عام، مثلما ما فعل ولاد رزق في السينما المصرية منذ الفيلم الأول، ليأتي الفيلم الثالث يحمل على كتفيه أرضية جماهيرية صلبة ونجاح سابق وفخ عظيم قد يقودهم للفشل ولكنهم استطاعوا تفاديه.

نجاح الجزئين الأول والثاني مثلما أعطى للفيلم أرضية صلبة عند الجمهور، كان من الممكن أن يكون فخًا يقودهم لفشل كبير في سباق شباك التذاكر إذا جاء مستوى الجزء الثالث أقل من الجزئين السابقين أو جاء الصراع أقل حدة وقوة مما سبق فإن الفيلم لن تقوم له قائمة، ولك الجهيني والعريان استطاعا بساطة أن يتجاوزوا هذا ويستثمران النجاح السابق لتحويل هذا النجاح لكرة ثلج تتضخم في كل خطوة تخطوها.

شباك التذاكر ليس مقياسًا فنيًا بالتأكيد فليس الجيد فنيًا ما ينجح، ولكن ولاد رزق فيلم جماهيري وجيد على المستوى الفني، وكذلك أهل الكهف، ولكن ولاد رزق لما يثق كاهله سوا منافسته لأجزائه السابقة بينما تنافس أهل الكهف مع ولاد رزق بأفلامه الثلاثة، فكان أهل الكهف حرفيًا يقف أمام ثلاثة أفلام.

نظرية المؤامرة

ولاد رزق بأجزاءه الثلاثة
ولاد رزق بأجزاءه الثلاثة

اختيار التوقيت أيضًا ظلم أهل الكهف ظلمًا كبيرًا، بالتأكيد موسم العيد الكبير والصيف هو الموسم الأهم، ولكن ربما كان من الأفضل تحاشي النزول في موسم العيد الكبير والنزول بعده في النصف الثاني من الصيف، مثل عدد من الأفلام، خاصة وأننا في مصر لدينا عادة شديدة السوء في قاعات السينما، وهي إفراد القاعات للفيلم الأكثر جماهيرية لتحقيق المزيد من الأرباح لقاعات العرض، فيرفع فيلم أهل الكهف طالما أن هناك إقبال على فيلم ولاد رزق، وهو أمر ربما دفع البعض للتفكير في الأمر عبر نظرية المؤامرة.

تلك النظرية التي ألصقت تهمة ضلوع أحد الرعاة والمنتجين لفيلم ولاد رزق لدفع مبالغ او استخدام سلطات لرفع فيلم أهل الكهف من القاعات مقابل عرض أولاد رزق، والصراحة أنه اتهام غريب نوعًا ما لمن يعرف كيف تسير الأمور في عالم صناعة السينما، ففعل بهذه الضخامة لن يتم بسهولة أن يدس أحدهم ورقة نقدية في يد عامل في قاعة سينما فيرفع فيلمًا من العرض لحساب الأخر، الموضوع أكثر تعقيدًا وتتشابك فيه العديد من المصالح.

إقرأ أيضا
تيتانيك

وربما تناسي أصحاب هذه النظرية أن فيلم مثل أولاد رزق سبقته حمله ترويجية جيدة للغاية معتمدة على أسماء أبطاله وضيوف الشرف، حركت الفضول داخل الجمهور أو على الأقل لدى عدد من الشرائح الجماهيرية لمشاهدة الفيلم، ولاد رزق دخلوا إلى الجمهور من عالمهم عبر السوشيال ميديا بينما كانت حملة الكهف جيدة بشكل تقليدي معتاد ربما كان بعض التجريب في تلك الحملة كان ليفيد أهل الكهف.

المنافسة في السينما المصرية تشتد عامًا بعد أخر، ومنافسة أهل الكهف وولاد رزق من الأشياء المفيدة للسينما المصرية، المنافسة تدفع الجميع للتطوير والتجريب وتقديم الأفضل وهو ما يصب في صالح السينما المصرية بلا شك والمستفيد الأول هو الجمهور الذي يجد أمامه وجبات سينمائية شهية حتى وإن لم يستطع تذوقها في قاعات العرض فهناك مجالات أخرى لأن تنال تلك التجارب حظها من النجاح والتقدير عند إعادة عرضها عبر الإنترنت والتلفزيون.

اقرأ أيضًا 
أهل الكهف.. سباحة زمنية تستحق الإشادة رغم كل شيء

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان