لماذا الجزء الثاني من لعبة “آخر من تبقى” هي أفضل لعبة في السنوات الأخيرة؟
-
سمعة
كاتب نجم جديد
أثار الجزء الثاني من لعبة ” آخر من تبقى ” الكثير من اللغط حوله قبل صدور اللعبة وبعد صدورها، فالتسريبات التي خرجت حول اللعبة كانت تسريبات لقصة ضعيفة غير معتادة خااصة وأن الجزء الأول من اللعبة كان تحفة فنية بكل المقاييس.
أزمات حول اللعبة
هناك الكثير من الأزمات حول لعبة “آخر من تبقى” أو The Last Of Us Part II، في المجتمع العربي كانت هناك أزمة كبرى في طبيعة العلاقة المثلية الخاصة ببطلة اللعبة إيللي.. حسنا جميع محبي اللعبة يعلمون من الجزء الأول أني إيللي بطلة اللعبة مثلية الجنس، ليست مثلية إيللي هي المشكلة فقط بالنسبة للمتابعين العرب ولكن هناك شخصية أخرى متحولة الجنس موجودة باللعبة.
بالتأكيد هناك أسباب أخرى لأزمات اللاعبين العرب مع اللعبة ولكن المشكلتين السابقتين من وجهة نظر أغلب اللاعبين هي الأزمة.
بالنسبة للاعبين الأجانب لم تكن مثلية إيللي هي المشكلة قط ولا الشخصية متحولة الجنس بل كانت القصة نفسها والتي كانت من التسريبات تبدو وكأنها قصة ضعيفة بخلاف قصة الجزء الأول التي تدور حول التضحية والإيثار.
الأزمة الثانية كانت في مناقشة التسريبات فشركتي سوني ونوتي دوج تعاملا مع كل اللاعبين الذين تكلموا عن التسريبات عبر موقع يوتيوب أو فيسبوك أو غيرها أنهم منتهكين لحقوق الملكية الفردية وصنعوا مشكلة لليوتيوبز وصانعي المحتوى الأجانب، وأغلقوا القنوات.. وهو الأمر الذي أغضب صانعوا المحتوى بشدة.
لمعرفة المزيد عن تسريبات اللعبة يمكنك قراءتها من الرابط التالي..
أهمية الجزء الثاني
حسنا بعد هذه المقدمة الطويلة دعونا نستعرض سويا أسباب أهمية الجزء الثاني ولماذا خالف جميع التوقعات وأصبح واحدا من أفضل الألعاب في السنوات الأخيرة إن لم يكن أفضلها.
الجرافيك
الجرافيك في اللعبة واقعي للغاية ومع الوقت تجد أن التفاصيل دقيقة للغاية هناك اهتمام بأدق التفاصيل والإصابات وغيرها من الأمور التي تساعدك كلاعب في الاندماج مع اللعبة وأن تحب تفاصيلها أكثر فأكثر.
أسلوب اللعب
اللعبة متطورة جدا عن الجزء الأول في أسلوب لعبها فمع استمرار الأمور التي اعتدناها في الجزء الأول، في هذا الجزء، تجد أن الأسلوب تطور وهناك حركات إضافية بخلاف الحركات وطريقة اللعب القديمة وهو ما يضفي على اللعب انتعاشا جديدا.
الموارد التي يتم استخدامها في اللعبة قليلة للغاية الجزء الأول كانت موارده قليلة أيضا ولكنها كانت أكثر من موارد هذا الجزء، وهو أمر منطقي فبعد مرور 4 سنوات من أحداث الجزء الأول و24 عاما منذ انتشار مرض الزومبي فمن الطبيعي أن تقل الموارد الخارجية بشدة، بخاصة خارج إطار المدن الجديدة.
القصة
تحذير إن كنت ترغب بلعب اللعبة أو الاستمتاع بقصتها فيمكنك تجاوز هذه الفقرة
الجزء الأول من لعبة آخر من تبقى كان يدور حول التضحية فجول الذي يضحي بكل شيء تقريبا من أجل إنقاذ فتاة لا يعلم عنها شيء وهي إيللي، بل إنه يضحي بمستقبل البشرية كلها من أجل إنقاذ حياتها، في هذا الجزء وبعد لعبه بأكمله نكتشف أن هذا الجزء يدور حول الانتقام، والانتقام هنا هو المحرك الرئيسي والدافع لأغلب إن لم يكن جميع الشخصيات.
آبي ابنة الطبيب الذي يقتله جول في الجزء الأول تبحث عنه في كل مكان لتنتقم لمقتل والدها، آبي التي تعيش في مجتمع منظم وبه حياة كاملة وأطفال يدخلون المدارس ويتعلمون، سمحت لنفسها أن تقتل جول انتقاما لأبيها، وهو الأمر نفسه الذي يجعل إيللي تغضب وتبحث عنها في كل مكان لتقتلها، وفي سبيل هذا تحطم الكثيرون وتقتل العديد من البشر سواء كانوا أبرياء أم لا.
استعراض اللعب بالشخصيتين إيللي وآبي مهم للغاية لتعرض لوجهتي النظر وتكون تعاطفا معها فبعد أن يملؤك الغضب لمقتل جول خاصة بعد عودة العلاقات لطبيعتها مرة أخرى مع إيللي ومع تطور الأحداث تكتشف ان بعد غضبتها الشديدة عليه ومقاطعته بعد معرفتها بما فعله في سبيل إنقاذها، لتكتشف أنها بدأت في مسامحته وحاجتها لوجوده كأب في حياتها، خاصة مع معانتها كمراهقة، وفجأة يقتل أمام عينيها ولا تستطيع فعل شيء لإنقاذه.
الغضب والانتقام هما المحركان الرئيسان وبسبب الانتقام تحترق أجزاء كثيرة متبقية من العالم، وتنتهي مدنا جديدة مستقرة، اللعبة جعلتك ترى العالم من منظورين مختلفين، فبدلا من أن يحارب البشر الزومبي في محاولة التخلص منهم يقفون جميعا لمشاهدة العالم ينتهي بل ويحاربون بعضهم البعض ولا يدعون الماضي بك مآسيه يعبر ويمضي، بل يسمحون له بالتأثير عليهم وعلى قرارتهم.
النهاية
نهاية اللعبة واحدة من أعظم النهايات في ألعاب البلايستيشن التي عاصرتها واللعبة نفسها مختلفة في بنائها وطريقة لعبها وهو الأمر الذي أكده نيل دراكمان مخرج اللعبة ومؤلفها حينما خرج ليعلق على التسريبات قائلا، إن كل ما تشاهدونه ففي التسريبات قليل ولا يضاهي متعة اللعب، وبالتأكيد في كل الأحوال أضمن لك أنك ستخوض تجربة ممتعة على جميع المقاييس فاللعبة مختلفة وقوية ومن أفضل الالعاب لذا فربما هذا السبب الذي يجعلها تحظى بتقييم 94% على موقع ميتا كريتك الخاص بتقييم الألعاب.
الكاتب
-
سمعة
كاتب نجم جديد