همتك نعدل الكفة
752   مشاهدة  

لماذا بكيت حين مشاهدة فيلم محاكمة شيكاغو ؟

محاكمة شيكاغو
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



شيئا ما سيبكيك عند مشاهدة فيلم محاكمة شيكاغو ، خاصة لو كنت أحد المشاركين في ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١،يبدأ الفيلم بمشاهد متتالية يختلط فيها الوثائقي بالدرامي، يقدم لنا من خلال أرون سوركين كاتب الفيلم الأحداث السياسية التي شكلت خلفية مظاهرات ١٩٦٨ في أمريكا، اغتيال مارتن لوثر كينج، اغتيال كينيدي، تورط الولايات المتحدة في حرب فيتنام.

المعترضون على الحرب قرروا الدعوة لمظاهرات حاشدة خلال المؤتمر الديمقراطي الوطني الذي سيعقد في شيكاغو خلال صيف ١٩٦٨، المؤتمر الذي يجري كل أربعة أعوام ويختار من خلاله أعضاء الحزب الديموقراطي مرشح الحزب للرئاسة.

في تتابع البداية نتعرف على أبطال الحكاية، أبي هوفمان وجيري روبن قادة «حزب الشباب العالمي» أو ما يعرف باسم «ييبيز – Yibbies»، المعادين للنظام بشكل مكتمل، غير مهادنين في رؤياهم، غير معتذرين عن أسلوبهم أو ملابسهم، وغير متحرجين من الظهور بسيجارة ماريجوانا وشعر أشعث.

يكشف الفيلم في هدوء الموقف في الولايات المتحدة في نهاية السبعينيات، وداخل ولاية شيكاغو حيث جرت المواجهة بين معارضي حرب فيتنام وشرطة الولاية ومحاولة النظام الجمهوري بقيادة نيكسون إدانة المهارضين من أجل انتصار سياسي ما بمساعدة قاضي موالي.

وعُقدت المحاكمة في لحظة مضطربة من تاريخ أميركا، حيث أحدثت حرب فيتنام انقساما شديدا، استعر باتساع الاغتيالات السياسية وتوغل العنصرية، وتمزق البلاد بسبب الخلافات العميقة بين اليسار واليمين. لنكتشف ما حدث ولماذا حدث، من خلال ربطنا بسلسلة من ذكريات الماضي. كان سوركين بارعا في توظيف لقطاتها الوثائقية للتذكير بوحشية الشرطة آنذاك.

ثم يقدم لنا أبطاله بدءا من ويليام كونستلر (مارك ريلانس) محامي الدفاع الذي حقق حضورا في قاعة المحكمة أكبر مما قد يحققه محام في الواقع، فبدا مثقفا ماكرا يتظاهر بالبساطة لحصد التعاطف، قبل الانقضاض لتقويض السلطة بنفس القدر من الدهاء.

وممثل السلطة القاضي يوليوس هوفمان (فرانك لانجيلا)، هذا المتنمر المغرور الذي أظهر ازدرائه للمتهمين وكشف منذ البداية عن نيته المبيتة للتنكيل بهم وحبسهم نيابة عن حكومة الرئيس نيكسون.. واستخدم منصبه الرفيع لفرض آرائه المتعصبة، وتوزيع أوامر ازدراء المحكمة كأنها أوراق مجانية في مترو الأنفاق.

وجوزيف جوردان ليفيت ممثل الإدعاء والذي لعب دور إدوارد سنودن وقدم دورا رائعا في هذا الفيلم

إلى جانب الطريقة الرائعة التي أدار بها سوركين العلاقة بين الناشط السياسي المعتدل توم هايدن (إدي ريدماين)، والناشط اليساري الراديكالي آبي هوفمان (ساشا بارون كوهين).

وصولا إلى النمر الأسود بوبي سيل (يحيى عبد المتين الثاني) المتهم الثامن من حزب الفهود السود، والذي ظهر في واحدة من أكثر اللحظات المروعة في مشهد تصعب مشاهدته، ليُؤكد أن الشبان السود مستمرون في تحمل سوء المعاملة بسبب لون بشرتهم حتى اليوم.

إقرأ أيضا
بركياروق والحشاشين

يذكر أن سوركين  متخصص في أفلام المحاكمات بدأها عام ١٩٩٢ بكتابة سيناريو فيلم “قليل من الرجال الطيبين” (A Few Good Men) الذي لعب دور البطولة فيه جاك نيكلسون وتوم كروز وأخرجه روب راينر، ورُشح إلى 4٤جوائز أوسكار، وأطلق فيه صرخة “لا يمكنك التعامل مع الحقيقة”.

الفيلم يستحق الترشح وينصح بمشاهدته

تقييمي ٨ من ١٠

الكاتب

  • محاكمة شيكاغو أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان