لماذا تحول مسلسل القاهرة كابول إلى مكلمة؟

انبهرت للغاية بما فعله المخرج حسام علي في الحلقة الثانية من مسلسل القاهرة كابول، الرجل حول حلقة كتبها السيناريست عبد الرحيم كمال من مشهد واحد بين الأصدقاء الأربعة في جلسة أصدقاء في بيت المذيع طارق كساب مع خروج لبعض الفلاش باك إلى لوحة فنية، وكتبت يومها مقال بعنوان الحلقة الثانية من القاهرة كابول .. سيناريو صعب صنع ابهاره مخرج عبقري وممثلون مدهشون ثم شاهدت الحلقة الثالثة ولم أعلق لتؤكد الحلقة الرابعة صدمتي، تحول المسلسل لمكلمة ثنائية فقط دون أحداث حقيقية وخلال هذه المكلمة يتم توجيه مجموعة من النصائح المباشرة التي تشبه تلك النصائح على ظهر كراسة الوزارة التي كانت أجيال السبعينيات والثمانينيات تسلمها من المدرسة : أغسل يديك قبل الأكل وبعده.

دعونا نستعرض الحلقة سويا

• الحلقة زمنها ٣٨ دقيقة و٣٣ ثانية، ينتهي تتر المقدمة بعد ٤ دقائق و٣٠ ثانية
• حوار ثنائي بلا أي حركة بين الضابط الذي يلعب دوره خالد الصاوي وأخاه من الدقيقة ٥ و٥ ثواني يستمر حتى الدقيقة ٦ و٥ ثواني
• ننتقل بعدها لحوار بين الخال حسن الذي يلعب دوره الفنان الكبير نبيل الحلفاوي وابنته حنان مطاوع جلوسا أيضا كالحوار الذي سبقهما يبدأ من الدقيقة ٦ و ٦ ثواني وينتهي في الدقيقة ١٠ و٥٥ ثانية
• نعود بعدها لحوار خالد الصاوي وأخيه الذي يعاود البدأ في الدقيقة ١٠ و٥٦ ثانية ومازالا جالسين لا يتحركان، حتى الدقيقة ١٣ و ٤٣ ثانية، يحاول المخرج تحريك الكادرات بين اللقطات الكلوز والميديوم والواسعة بلا جدى، ويواصل الممثلين إلقاء النصائح والخطب.
• الحمدلله يتحرك أحدهم أخيرا فنرى طارق لطفي يمشي من الدقيقة ١٣ و ٤٤ ثانية وحتى الدقيقة ١٤ و٥ ثواني ليطرق على باب أحد زوجاته، لكنه يدخل معها أيضا في مكلمة ثنائية مرة أخرى تبدأ من الدقيقة ١٤ و٦ ثواني حتى الدقيقة ١٦ و٣٧ ثانية – الراجل مشي ٢٠ ثانية برضو – وكالعادة ينتقل المخرج بين الوجوه بل تغيير حتى في الكادرات هذه المرة.
• مكلمة جديدة على المقهى هذه المرة بين الفنان الذي يلعب دور أخ خالد الصاوي والمتشدد الذي يلعب دوره الفنان خالد كمال، تبدأ في الدقيقة ١٦ و ٣٩ ثانية وتنتهي في الدقيقة ١٨ و ٣٩ ثانية
• لننتقل بعدها إلى مكلمة جالسة جديدة بين الفنان خالد الصاوي وزوجته التي تلعب دورها الفنانة سامية أسعد، والتي تبدأ في الدقيقة ١٨ و٤٠ ثانية وانتهت في الدقيقة ١٩ و ٤٥ ثانية
• ينزل السبت ليلتقط عم حسن أو الفنان نبيل الحلفاوي أخ خالد الصاوي في مشهد قصير يقنعه فيه الحمد لله أخير بتناول الأرز باللبن، ثم يصطحبه مرة أخرى في مكلمة ثنائية جديدة لمدة ثواني قبل أن يحاول حسام علي صناعة أي فارق لينتقل مرة أخرى لحوار خالد الصاوي مع زوجته من الدقيقة ٢١ و ١٥ ثانية والذي ينتهي عند الدقيقة ٢٤ و١٠ ثواني.
• نعود بعدها لمكلمة جالسة عاد فيها الاستاذ حسن أو نبيل الحلفاوي وأخ خالد الصاوي لتبدأ في الدقيقة ٢٤ و١١ ثانية نتلقى فيها درسا عن الفارق بين الفرق والفصائل في الإسلام وتنتهي في الدقيقة ٢٦ و ٣٣ ثانية.
• يطير بنا المخرج والسيناريست إلى كهوف أفغانستان لمكلمة كلوز وميديوم جديدة بين  طارق لطفي وزوجته الأولى التي قتل أخاها والتي تبدأ في الدقيقة ٢٦ و ٣٤ ثانية وتنتهي في الدقيقة ٢٨ و ١٤ ثانية.
• نعود بعدها للمكلمة السابقة للفنان نبيل الحلفاوي والفنان الذي يلعب دور أخ خالد الصاوي الأصغر والتي تبدأ في الدقيقة ٢٨ و ١٥ ثانية لتنتهي في الدقيقة ٢٩ و١٥ ثانية.
• يعود بعدها المخرج في محاولة بائسة للتقطيع للقضاء على ملل المكلمة المستمرة لجلسة طارق لطفي مع زوجته الأولى ليكمل المكلمة من الدقيقة ٢٩ و ١٦ ثانية وتنتهي في الدقيقة ٢٩ و ٢٤ ثانية، ثمانية ثوان حاول فيها بالأداء العظيم للفنان الكبير نبيل الحلفاوي كسر الملل.
• نعود مرة أخرى لمكلمة الفنان طارق لطفي مع زوجته من الدقيقة ٢٩ و ٢٥ ثانية والتي تنتهي في الدقيقة ٣٠ و ١١ ثانية
• ينتقل بعدها السيناريو لمرحلة جديدة من المكلمات في تلك الحلقة العجيبة وهذه المرة مكلمة ثلاثية على القهوة بين س وص وأخ خالد الصاوي والتي تبدأ في الدقيقة ٣٠ و١٢ ثانية وتنتهي في الدقيقة ٣٢ و ٢٥ ثانية – حاولوا أن تكون خفيفة الدم لكنها كانت الأثقل ظلا في المسلسل.
• يستعين السيناريو الأن بشخصية لم تشاركنا المكلمات السابقة، يحتاج إلى مكلمة جديدة فيصنعها بين خالد الصاوي وفتحي عبد الوهاب من الدقيقة ٣٢ و ٢٦ ثانية، جالسين وكأنه مسلسل للقاعدين لتنتهي في الدقيقة ٣٤ و ٣٧ ثانية لتنتهي الحلقة ويبدأ التتر الأخير.

بؤس شديد للحلقة الرابعة من مسلسل القاهرة كابول بلا أحداث تنتقل الكاميرا فيها بين المتحدثين وكأننا في برنامج حياتي للراحلة فايزة واصف، بلا حركة ديناميكية ولا حدث يمنح الحلقة الحياة، مكلمة طويلة يعلمنا فيها الأستاذ عبد الرحيم كمال بعض المعلومات العامة مباشرة من فم مدرس التاريخ والجغرافيا.

المسلسل الذي بدأ مشرقا يتجه لمنطقة مخيفة.. أتمنى أن يعتدلوا

إقرأ أيضا

“رضوى”.. أصغر ميكانيكي في مصر