همتك نعدل الكفة
435   مشاهدة  

لماذا توقف المصريون عن الحرص من كورونا؟

كورونا
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



منذ شهر وأكثر ، وحينما بدأ ظهور فيروس كورونا المستجد في مصر،  لم يكن الأمر يحتاج لمدقق أو باحث حتى يكتشف، وبكل سهولة، مدى التخوف والترقب والحرص الذي بدأ يتسرب إلى المصريين ، في المترو، في الشارع، في القطار، في أماكن العمل .. منذ إسبوعين فقط كانت شكاوى الناس حول اختفاء الكحول من صيدلية ما ، أو ندرة الكمامات وجشع التجار في أسعار المنظفات، لو صح أن نقول ، في بداية الأزمة كان الاستنفار الشعبي عن آخره ، وحشد الجهود الذهنية والإبلاغ عن مخالفات الحظر سواء أكان بشكل مباشر من خلال الاتصال بالشرطة أو بتصوير تلك المخالفات ونشرها على السوشيال ميديا .. والحديث هنا عن الكتلة الأكبر التي أعطت الحكاية اهتمامًا من بدايتها ، ليس للكتلة المهملة من البداية !

توقع الكثيرين أن مع ارتفاع أعداد الحالات سيزيد حرص المصريين من التزام بالإجراءات الاحترازية، لزيادة الانتباة للأوضاع التي آلت إليها الدول التي ألقى شعبها بالفيروس عرض الحائط  لبضعة أيام فلقنهم الفيروس درسًا لن ينسوه عبر تاريخهم هذا إذا قُدّر لهم وخرجوا من هذه الأزمة الحالكة الكاحلة ! .. لكن ما حدث بشكل مفاجئ وغير متوقع وظاهرًا كوضح الشمس ، ولا يحتاج لأيًا من المحللين ، أن وعي الشعب المصري فجأة قرر أن يتراجع عن فكرة الالتزام ، واحترام الفيروس ، ورمي الحمول على الله ، وكل هذا الكلام الجميل في مضمونه ، لكن الفيروس لا يفهمه بالتأكيد ويمشي في طريقه لحصد مزيد من الإصابات ! .. ما الذي حدث ؟

كورونا
كورونا كانت تخيفهم

في مقال لموقع “هيلث لاين” المهتم بالصحة  يشير إلى انخفاض معدلات، وفقدان البعض لكثير من اهتمامه وحرصه الخاص بالأمراض والحفاظ على الصحة الشخصية والعامة، وذكر المقال شرحًا مفصلًا لتلك الحالة التي أسماها بـ “اللامبالاة القاتلة”

واشترط المقال أن المصابون بهذا المرض ، يشترط أن تجتمع بهم أربعة خطوط رئيسية وهي ”

  • انخفاض الدافع ، الذي يعد مثل البنزين داخل السيارة ، وهو ما يفقد السيارة القدرة على الحركة أو على الأقل يحد من سرعتها وتحفزها
  • تغيير السلوك بشكل كامل، وإبعاد نقطة الاهتمام عن الأحداث المهمة من أخبار ومتابعات وتفكير عميق في النقطة الرئيسية والتوجه بشكل كامل للحنين إلى الحياة ما قبل هذه الأزمة
  • فقدان الاهتمام بالنصائح ، حتى إن كانت من الدائرة المقربة من الشخص
  • عدم التفرقة بين الشعور الجيد والشعور السئ ، يتساوى الشعور بين العاصفة ونسيم الربيع

أعتقد أن الشعور العام لم يخلو من الشروط الأربعة البارزة التي أشار إليها المقال ، يُرجع المقال الإصابة بـ “اللامبالاة القاتلة” لفقدان ثقة شخص أو مجموعة في تحقيق أهدافهم ، وهو الأمر الذي لم يحدص في مصر ، فنسبة التفاؤل كانت عالية للغاية ببداية الأزمة ، وحتى الآن ،   لكن الأسباب وراء انخفاض الحماس الحالي غير واضحة على الإطلاق ، كيف لشعب في ذروة منحنى المرض أن يقل حماسه في المواجهة ، أسئلة كثيرة تطرح نفسها على طاولة التعجب ، هل هذا شعور طبيعي نتيجة لزيادة الضغط العصبي ؟ هل هذا الأمر فقط يخص الشعب المصري أم كل شعوب الأرض؟ هل ما حدث فقط كان بدافع الملل ؟ أم أن الجرعة الإعلامية قلّت وتيرتها فارتخى الوعي العام ؟

كورونا

على كل ، لابد أن يعيد الإعلام شحن الهمم بطريقة مختلفة ، لابد أن يتوقف من يتمتعون بطرح النظريات الخزعبلية بتآمر العالم لصناعة فيروس كورونا ، لأن هذه التصريحات من شأنها التشويش على عمل الحكومة، وإبعاد الناس عن الخطر الحقيقي، وحرق طاقتهم في النظريات بعيدًا عن العمل الحقيقي ضد انتشار الفيروس .

كورونا

إقرأ أيضا
زيت الزيتون

الفيروس لا يعرف الملل ، لا يحرم حالة الزهق والضجر الذي نعيشه داخل بيوتنا ، للأسف هي حرب النفس الطويل ، الصمود لأطول فترة ممكنة هو الحل الوحيد للخروج من هذه الدوامة التي حلّت على العالم ، لابد أن يعود الكحول رفيقًا للأيادي ، وتعود الكمامة على الأنوف ، ويصبح الخروج فقط للضرورة ، وتموت نظرية اللامبالاة ، وتُشحن الهمم ، ويصلب الوعي طوله من جديد، ربما يصيبنا الملل ، لكن اعلم جيدًا أن بديل الملل هو الموت !

 

الكاتب

  • كورونا محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
2
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (3)
  • توقفوا عن الحرص لما لقوا انهم هيموتوا من الجوع والحكومه بتقولهم لازم نشتغل ونقعد فالبيت فنفس الوقت فخلاص هننزل عشان اكل العيش

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان