همتك نعدل الكفة
320   مشاهدة  

لماذا رفض علي عزت بيجوفيتش الأحزاب الإسلامية في بناء الدولة الحديثة؟

علي عزت بيجوفيتش والاعلان السياسي
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



سيطر على فكر جيلنا المعاصر أو ربما أجيالا قد سبقتنا فكرتان شائعتان عن الدين الإسلامي، جعلت منا في صراع مجتمعي وأيضا صراع داخلي كبير .

وكانت الفكرة الاولى هي أن الدين الإسلامي دين أصولي متشدد، دين يرفض معظم مظاهر الحياة فهذا حرام وذاك حلال دون النظر إلى التغيرات المجتمعية والتطور الذي نحن بصدده، أما عن الفكرة الثانية فهي الفكرة التي تدعوا إلى الحداثة فكرة ترفض الأديان عموما والدين الإسلامي على وجه الخصوص.

هذه الفكرة التي تدعونا إلى التجرد من أي صلة دينية، بل تأصل فكرة أننا إذا ابتعدنا عن هذه الأديان سيصبح الإنسان أكثر حرية وأكثر تطورا، لذلك كان سقوطنا تلك الأفكار كان سقوط مدويا، فاحتارنا بين هذا وذاك.

كتاب الإعلان السياسي 
ربما وقعت عزيزي القارئ أيضا في الفكرتين ، لكن حينما تقرأ كتاب الإعلان الإسلامي للفيلسوف علي عزت بيجوفيتش، ربما سيكون هناك ضوءا اخضرا تنفذ من خلاله إلى الفكرة الصائبة عن الإسلام.

أولا وقبل كل شيء يرفض كاتب الكتاب «بيجوڤيتش» الفكرتين السابقتين، ويرى أن كلا الفريقين نظروا إلى الدين الإسلامي من زاوية واحدة فقط، لم يكن لديهم الإبداع الكافي للموازنة بين الدين والحياة.

كتاب الإعلان الإسلامي، ليس كتابا دينيا، وليس كتابا يدعوا إلى الأفكار وسطية، أراد الكاتب أن يصل بنا إلى حقه في أن يعيش في مجتمع مسلم حقيقةً وليس مجتمع مسلم صوري .

 

لماذا رفض بيجوفيتش الأحزاب الإسلامية 

ومن الأفكار المدهشة التي ناقشها علي عزت بيجوفيتش أيضا، هي فكرة رفضه للأحزاب الدينية، ويرى أنها فكرة أساءت للدين الإسلامي، ويرى أن إنشاء دولة إسلامية بأفكارهم، إنما هي نكبة للدين الإسلامي عموما، فهم ينشرون أفكارا فارغة، افكار جوهرها المظاهر في حين أن الدين الإسلامي بعيد كل البعد عن هذا .

ولبناء مجتمع ودولة إسلامية حقيقية لابد من المرور اولا باكثر من مرحلة، فالمرحلة الاولى كونك فرد مسلم لابد أن تقتنع بدينك وان تؤمن بمدى قوته، وان تطبق كل أحكام الدين على ذاتك، والمقصود بالاحكام هنا الأحكام الحقيقية اي الأمانة والصدق والقوة.. الخ.

تنتقل بعدها للمرحلة الثانية، وهي بناء أسرة قائمة على الراقبة الذاتية رقابة الله والضمير، رقابة تجعلك تنفذ القوانين والتعاليم الإسلامية ليس لكونك خايف من عقاب حكومي أو دولة مثلا بل لكونك مسلم.

وعن المرحلة الثالثة هي مرحلة وضع القوانين يقصد بتلك القوانين قوانين الدولة الإسلامية وليس معناها هنا ايضا تطبيق العقوبات التي اقراها الاسلام فعلى سبيل المثال مثلا يطبق حد قطع اليد على السارق ، لكن في حياتنا المعاصرة يصعب ذلك، هنا يجب وضع قانون يتماشى مع الدين والمجتمع .

مع تلك الأفكار الثلاثة سينشيء فرد قادر على مراعاة ضميرة وإعمال الرقيب الذاتي، ومع وعي الأفراد والمجتمعات نستطيع أن نحترم حقوق الأقليات في المجتمع، سيقل حدة العصبية القبلية، ستنعدم فكرة الشعارات الرانانة كـ«الإسلام هو الحل وغيرها» .

علاقة المسلمين بالديانات الأخرى 

وتحدث علي عزت بيجوفيتش في كتابة الإعلان الإسلامي، عن علاقة المسلمين بأصحاب الديانات الأخرى، كما تحدث عن الحياة الاقتصادية للدين الإسلامي،فمثلا لو قمنا بإنشاء دولة مسلمة، فهل ياتُرى سيكون نظامها الاقتصادي رأس مالي أم اشتراكي؟!.. الإجابة الجمع بين كل الأفكار للوصول إلى عناصر متكاملة قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية المهمة .

الخلاصة أن كتاب الاعلان الاسلامي و الاسلام بين الشرق والغرب هما كتابات يكملنان بعضهم البعض ومهمين للغاية، لمؤلف غير عادي، لابد لك عزيزي القارئ من الاطلاع عليهما.

من هو علي عزت بيچوڤتش

ولد علي عزت بيجوفيتش تحديدا في مملكة يوغسلافيا، ينحدر “بيجوفيتش” من عائلة مسلمة يمتد أصولها للوجود التركي في البوسنة، ولذلك انحدر اسمه بيجوفيتش اي علي عزت بك.

وفي الفترة التي ولد فيها علي عزت بيجوفيتش في المملكه اليوغسلافيا كانت تحت الحكم ليبرالي، ولم تكن مهتمة بتدريس أي دين، تحديدا الدين الاسلامي.

إنشاء جمعية للنشر الدين الإسلامي
علي عزت بيجوفيتش كان شابا واعيا وكان يملك قدرة فكرية عالية على التفكير المختلف، فقرر هو ومجموعة من أصدقائه أن يقوموا بإنشاء جمعية يتعرفوا فيه عن الدين الاسلامي ويناقشوه.

إقرأ أيضا
كاليفورنيا

تطور النادي أو الجمعية ولم تكن مقتصرة على الأفكار الدينية بل أصبح لها نشاط مجتمعي وخيري .

كما استطاعت هذه الجمعية خلال الحرب العالمية الثانية توفير أماكن للاجئين، كما أنها كانت مهتمة بتطوير شخصية الإنسان وأيضا كان للجمعية دور مهم في مجال توعية المرأة وإبراز دورها في المجتمع .

درس علي عزت بيجوفيتش القانون واهتم بالقراءة والكتابة والفلسفة لذلك لم يكن “بيجوفيتش” ناشط سياسي بل أيضا فيلسوف ومفكرا.

ومن أهم الأمور في سيرة علي عزت بيجوفيتش أنه كان أول رئيس لجمهورية البوسنة والهرسك منذ 1999 وحتى 1979.

حاول خلال حكمه أن يجمع أطراف البلاد؛ الصرب والكروات والمسلمين حتى يخفف من الصراعات والحروب بين الطوائف هناك.

سيرة علي عزت بيجوفيتش مليئة بالأحداث ومليئة بالمواقف التاريخية، التي تجعله من أبرز الساسة والمفكرون في حياتنا المعاصرة.

قام “بيجوفيتش ” بتأليف كتب عديدة أهمها وأشهرها كتاب الإسلام بين الشرق والغرب والكتاب الذي نحن بصدده كتاب “الإعلان الإسلامي” .

الكاتب

  • علي عزت بيجوفيتش مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان