همتك نعدل الكفة
907   مشاهدة  

لماذا نحب أحمد عدوية أكثر من هاني شاكر

أحمد عدوية .....................................................................
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



نقيضان تمامًا يعزف كل واحد منهما لحنًا مختلفًا عن الأخر،  الأول رسمى جميل الشكل والهيئة تطل من وجهه ضحكة باردة، لامع براق يشبه الهدايا المغلفة بعلب قطيفه ناعمة لكن محتواها فارغ ، الثانى يشبهنا أكثر تحسبه فرد من العائلة كأخ أكبر شهدنا على يديه أولى إمارات التمردوالخروج عن النص تعلمنا على أيديه فنون الملاغية والعشق الحقيقي،  يغني أغنيات بلون الشوارع والزحام المغطاة برائحه الناس والأماكن، بأختصار واحد منشى يغنى لنفسه وعن عذابه وآلامه يشبه مراهق أغلق الباب على نفسه ليختلي بروحه مستسلمًا لعذاباته، وأخر يغنى لنا يحكى حواديت تشبهنا أكثر ويرقص فوق جراحه ويسهر للصباح الباكر رافضًا الاستسلام .

YouTube player

هكذا يظهر الفارق الشاسع بين هانى شاكر وبين عدويه رغم أنهما ابناء نفس الجيل ونفس الإحباطات, هانى قرر أن يتبنى الصورة الرسمية التى زرعت فى ذاكرة الجمهور عن المطربين العاطفيين ببدلة أنيقة وصوت متهدج يبث منه لوعته وشوقه المحترق لكى يصبح فى النهاية امتدادًا لاّخرون ويعطينا فى النهاية منتج يشبه الطبيخ المسلوق صحى لكن لا يشبع النهم .

YouTube player

أما أحمد عدوية فأختار أن يكون نفسه وأن يبنى مملكة كبيرة وعظيمة بصوته تساع المحبين , ينحاز بصوته لطبقات المهمشين وشوارع المدينة المزدحمة بالخلايق يغنى كلامهم ويسخر من زحامهم يغنى لعشاق الليل اللى مابيناموش يجمعنا بصوته ويشاركنا فى ألاُمه يرصد فى أغنياته تاريخ الشارع المصرى بعبثه وتلقائيته يحى أفراد فرقته ليكمل الصورة الجماعية التى أعتاد أن يصدرها لنا فى أجواء حميمة تشبه جلسات السمر الليلية فى البيوت وفي المقاهي والبارات .

YouTube player

هانى شاكر استفاد من قربه من فنانين كبار , وصدر لنا فى البداية صورة المضطهد الذى يطارد مستقبله مطربين كبار كمنافس لهم وخرج ليصنع لنا تجربة ذاتية مملة دارت فى فلك الغناء العاطفى المستهلك حتى فى أغنياته الوطنية صدر لنا مشهدًا بعيدًا كل البعد عن أرض الواقع تشعر بأنها كانت ستارًا أخفى به تسلقه واندفاعه أكثر لكى يقترب أكثر من دوائر الأنظمة التي تكفل له البقاء تحت الأضواء فى مشهد براجماتي قمئ .

YouTube player

عدوية اتهمته الجهات الرسمية بإفساد الذوق العام واصطدم مع الرقابة كثيرًا رغم أن أغنياته كانت تشبه الواقع كثيرًا ولم يقترب من الدوائر التى تكفل له صيغة رسمية , أكثر المطربين مبيعًا ومع ذلك أغنياته ممنوعة من العرض , أجبر فنانين عظام على التعامل معه كونه أصبح ظاهرة فنية لا يمكن إنكارها وانتزع إعجاب موسيقار الأجيال الذى تخوف من التعامل معه حتى لا يكون هناك اعتراف رسمي بفنه بعد أن رفضت نقابة المهن الموسيقية إعطائه عضويتها .

رغم أختفاء أحمد عدوية من الساحة لمدة كبيرة لكن تظل أغنياته أصلية صامدة بمرور الزمن يحتفى بها الجميع ولاينصبه الجميع سلطان الليل والموال وأخر مطرب يقف عند حدوده الغناء الشعبى أما هانى شاكر فأمير العذاب والضنى فأنتهى من الوجود الفنى منذ التسعينات رغم أنه مستمر فى الغناء لكن هناك فرق شاسع ما بين من كان يغنى لنا ومن يغنى علينا .

إقرأ أيضا
العتاولة

الكاتب

  • أحمد عدوية محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
7
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
3
هاهاها
1
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان