همتك نعدل الكفة
809   مشاهدة  

لماذا نفقد قدرتنا على العفو أحيانا؟

العفو


العفو والتسامح من الفضائل النادرة بين البشر، وذلك لصعوبة التغلب على الشعور بالغضب، وعدم القدرة على كبح جماح النفس.

ليس معنى ذلك أن الذي يصعب عليه العفو شخص سيئ، فحتى أصحاب تلك الفضيلة يتعرضون أحيانا لمواقف لا يتمكنون فيها من التسامح مع من اقترف الإساءة.

وفي بعض الأحيان يصبح العفو مستحيلا بالفعل، كونه قد يتسبب في ضرر نفسي كبير للشخص المتسامح.

فلماذا يصبح العفو مستحيلا أحيانا؟

ومتى يحدث ذلك؟

وهل من الممكن التغلب على الأمر، أم يفضل عدم التسامح بالفعل؟

هذا ما سنعرفه معا في السطور التالية.

  • لماذا يصبح العفو مستحيلا أحيانا؟

كلنا نرتكب أخطاء، إنه جزء من الطبيعة البشرية، والجميع يعلم أنه لا يوجد في الحياة أحد مثالي، فلماذا يصعب على بعضنا مسامحة شخص والعفو عنه؟

–         عدم القدرة على النسيان

غالبا ما يكون العفو عن شخص ما أمرا صعبا جدا، خصوصا عندما نتأذى منه بشدة، ولا نتمكن من نسيان الأمر، وكلما حاولنا مسامحته يتردد في ذهننا سؤال غاضب “كيف يمكن لأي شخص أن ينسى ذلك؟”.

ففي بعض الأحيان عندما نختار أن نسامح، نجد أننا لا ننسى الجريمة، ثم نعتقد أننا فشلنا في العفو.

لدينا جميعا الكثير من الذكريات، وربما لحمايتنا نميل إلى تذكر الأشياء المؤذية حتى لا تحدث معنا مرة أخرى.

وهذا يعني أن التذكر لا يعني بالضرورة أنك تحمل ضغينة، قد يعني هذا فقط أن ذاكرتك تتدخل في بعض الأحيان لتحذيرك من الخطر، أو لحمايتك من المزيد من وجع الإحباطات.

–         الغضب

عندما تكون غاضبا، يمكن أن تكون المشاعر السلبية قوية جدا، وتعميك عن الكثير من الحقائق، لدرجة أن العفو سيكون آخر ما يدور في ذهنك.

لذلك، لا تأخذ قرارا بعقاب من أساء إليك أو الانتقام منه، أو حتى تجنبه نهائيا، إلا بعد أن تهدأ وتفكر جيدا، وتضع الحقائق جميعها أمامك، لتقرر ما إذا كنت ستعفو عنه أم لا؟

–         الرغبة في الانتقام

يشعر بعض الناس أنه عندما يتأذون يصبحون أقل مما كانوا عليه في السابق في نظر الآخرين، وبالتالي من المفترض أن يستعيدوا مكانتهم كما كانت، ويردون كرامتهم أمام من شهد الإساءة إليهم.

 لذلك يسعون بشتى الطرق إلى رد اعتبارهم، ليصبحون في صورة جيدة بأعينهم وفي عيون أصدقائهم وعائلاتهم.

ببساطة، يريد الناس الانتقام حتى يشعرون بالرضا عن أنفسهم مرة أخرى، لكن الحصول على الانتقام في كل مرة يؤذيك فيها شخص ما من أجل صورتك أمام الناس، يجعلك تستعبد لأهواء الآخرين وسلوكهم السيئ.

هناك العديد من الطرق القوية للشعور بالرضا عن نفسك، والتي لا تعتمد على إيذاء الآخرين الذين وجهوا الإساءة إليك أبدا.

–         الاعتقاد بضرورة الحصول على اعتذار

في كثير من الأحيان ننتظر أن يعتذر من أساء إلينا عن فعلته حتى نعفو عنه، ولسوء الحظ، هناك الكثير من الأشخاص الذين يجدون صعوبة في الاعتذار.

لذلك فإذا كنت تنتظر من المسيئ إليك أن يظهر الندم والاعتذار عن الجريمة، فقد لا يأتي هذا الاعتذار أبدا، وحتى إذا حدث ذلك، فلن يكون الشخص قادرا أبدا على التراجع عن الأذى الذي سببه لك.

لذا إن كان اعتذار الشخص ضروريا حتى تسامح، فلن تتمكن أبدا من العفو عن شخص مات قبل أن يعتذر عن فعلته تجاهك.

–         ضغط الآخرين

يقولون في الأمثال الشعبية “الزن على الودان أمر من السحر”، وهذا ما قد يحدث بالفعل، ويفقدنا القدرة على العفو عن شخص ما.

فقد نكون اقتربنا من مسامحة شخص ما بالفعل، لكن الأصدقاء أو العائلة يضغطون علينا باستمرار كي لا نفعل ذلك، فنجدهم يذكروننا مرارا وتكرارا بفعلته تجاهنا، وكلما خمدت نار الغضب داخلنا ألقوا بحطبهم لتستعر من جديد.

تذكر أن العفو ليس قرار صديقك أو أي فرد من عائلتك، وإنما قرارك أنت وحدك، فما يترتب عليه ستجني أنت ثماره إن كان تصرفا جيدا، أو ستتحمل نتيجته إن كان في غير محله.

–         خشية التعامل مع من أساء لنا مرة أخرى

إن العفو عن شخص ما لا يعني أنك تقول “يمكننا أن نكون أصدقاء مرة أخرى”، أو “دعنا نتقابل ونرى ما إذا كان بإمكاننا استعادة العلاقة”.

هذا لا يعني أيضا أنك تمنح شخصا الإذن بإيذائك مرة أخرى، ففي الواقع، ليس عليك حتى الموافقة على مقابلة شخص ما من أجل مسامحته.

يحدث الصفح في قلبك عندما تعفو عن شخص آخر، دون توقع أنه سيكون قادرا على تصحيح الأذى الذي سببه لك.

–         الرغبة في عدم الاستمرار

 منذ متى وأنت تتحمل ظروف غير مرغوب فيها أو غير مقبولة؟ يواصل معظمنا تكرار نفس الأنماط مرارا وتكرارا لسنوات حتى ينفجر في النهاية.

حدد ما لا تريده، ربما لم تعد تريد أن تتعرض للخداع أو الإساءة اللفظية، أو الاستفادة من الناحية المالية.

ربما لم تعد تريد العمل لدى رئيس لا يحترمك، أو تستمر في صداقة شخص لا يقدرك، أو ينتمي إلى مجتمع لا تُقدّر فيه مشاعرك وحياتك.

يجب أن تدرك أن معرفة ما لا تريده من الأمور الهامة في أن تصبح عدم القدرة على العفو إيجابية بالفعل.

لذا، إذا حدث شيء ما يسمح لك بأن تشعر بقوة أنك مستعد لإجراء تغيير في حياتك، والتوقف عن العفو عن من لا فائدة منه فيها، فافعل على الفور، إنها اللحظة المناسبة.

 

 

المصادر

إقرأ أيضاً

عمرو مصطفى ومحمد يحيى .. كفاية رخص بقا

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان