لماذا وصف سعد زغلول في مذكراته شقيقه فتحي بأنه حقود غيور خائن ؟
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
التزم سعد زغلول في مذكراته خط الصراحة منذ أول كراسة ليومياته وحتى توقفه عن كتابة تلك اليوميات وخواطره، ولم يسلم من رأيه أحد بما في ذلك نفسه.
سعد زغلول في مذكراته وموقفه من شقيقه فتحي
لم يترك سعد زغلول في مذكراته أحدًا من رموز عصره رحل عن الحياة دون أن يتكلم عنه، باستثناء شخص واحد هو شقيقه فتحي عام 1914م.
يفسر زكريا الشِّلْق موقف سعد زغلول من شقيقه فتحي فيقول «لم يكن فتحي على علاقة طيبة به على الإطلاق، كما كانت بينهما غيرة ومنافسة شديدتين، خاصة بعد أن وشى فتحى بأخيه لدى الخديوي عباس حلمي الثاني، وهي مسألة أفاض سعد في ذكرها في مذكراته متألمًا، فذكر أن فتحى أراد أن يؤثر على الخديوى بجميع الطرق، وأنه لم يبال بأخيه ولا بإخوانه في ذلك إلا قليلاً، وانتهيت معه بأن قلت له أن كثيرًا من الناس يقولون عليك أقوالاً كثيرة، يقولون إنك دساس تسيء إلى إخوانك إذا تمكنت ولا تبالى إلا بفائدتك، فإن كنت تعلم من ذلك عنه ، وإلا فاستمر على ما أنت فيه فأنت أعلم بحالك». [1]
تلك الدسيسة التي قام بها فتحي زغلول لم يغفلها سعد في مذكراته إذ قال «أسكت على هذه الدسيسة، وربما فيها ضرر، أو أدافع عن نفسى بالحقيقة وأضر أخي، مركز حرج ولكننى أفضل السكوت وأفوض أمرى إلى الله لأنني مهما دافعت فلن يجدى ذلك نفعًا، وإنما يثبت الشبهة فينا ويوجب زيادة سقوطنا».
حكى سعد زغلول عن شخصية فتحي واصفًا إياه بقوله «هذا الشخص لديه غيرة شديدة مني، يرى أن وجودى مانع له من التقدم من جهة، ومن الاسترسال مع شهواته من جهة أخرى، فهو يعمل على الدوام على إسقاطي لتزول من أمامه عقبة، ولكي يفعل ما يشاء تطمع نفسه للوزارة، ويرى أنه أحق بها لأنه أقدر منى على القيام بأعبائها، وأكفأ مني لأعمالها، ويرى أن وجودي فيه مانع من ترقيه إليها، فمما ذكرت أمامه عملا عـملته بصفتي وزيرًا إلا ذكر لنفسه عملا يشابهه بصفة وكيل».[2]
سبب حقد فتحي على أخيه بسبب توليه الوزارة، وكان يعتقد بالفعل في قرارة نفسه أنه أكفأ منه لتوليها، لكنه لم يقدر الاعتبارات الأخرى التى على أساسها تتألف الوزارات، وكان سعد بطبيعة الحال أقدر على فهم توازنات القوى واتجاهات رياح السياسة.
[1] أحمد زكريا الشِّلق، أحمد فتحي زغلول وآثاره، ط/1، مطبعة دار الكتب والوثائق القومية، القاهرة، 1440هـ / 2018م، ص ص26-27.
[2] سعد زغلول، مذكراته الشخصية، تحقيق: عبدالعظيم رمضان، ط/1، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1987م، ص ص312.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال