لماذا يغضبهم الخطيب؟
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
محمود الخطيب أسطورة النادي الأهلي الكروية والمرشح لتولي رئاسة النادي الأهلي منذ اعتزاله عام ١٩٨٨ والتحاقه كعضو بمجلس الإدارة في نهاية التسعينيات، لم يكن ينتظر سوى تلك الحرب الإعلامية الرهيبة ضده بعدما وصل متأخرا للمقعد الذي أعده صالح سليم شخصيا من أجله.
يقول الخطيب متذكرا ظهوره الأول مع الأهلي: “قبل أول مباراة رسمية لي بقميص الأهلي، تحدث معي كابتن مصطفى حسين”.
” قال لي، الأهلي فريق مختلف بجمهور مختلف يجب عليك معرفة قيمة النادي وجمهوره وتحترمهما”.
اللاعب الذي لم يحصد سوى انذارين فقط خلال ما يزيد عن ٢٠ عاما من اللعب في الدوري الممتاز ليس محتاجا لشرح أمور كثيرة، الشخص الذي يدرك قيمة النادي الأهلي ويقدر جمهوره كأحد العوامل المهمة لم يكن على علم بما يدبر له في الخفاء، فقط بعد انتصاره ومحاولة اجباره لمشاركة المستشار الخليجي في إدارة النادي أدهش الجميع رفضه، قبله رئيسا شرفيا لا رئيسا لنادي الأهلي، تحمل مثل الكثيرين رغبة الدولة المصرية في توثيق علاقاتها مع الدولة الشقيقة لكنه لم يقبل التفريط في الأهلي.
ومن لا يقبل التفريط عليه أن يتحمل.
يحكي الخطيب :
“في إحدى المباريات نزل فرد من الجماهير أرضية الملعب وجاء لتحيتي وبادلته ذلك”.
“بعدما خرج من الملعب وجدت أن أحد أفراد الأمن ذهب له، لذلك تركت الملعب وذهبت له واستأذنته ألا يفعل معه أي شيء لأنه في النهاية لم يرتكب أي ذنب. ووافق فرد الأمن وعاد المشجع إلى المدرج”.
“بعدها العديد والعديد من السنوات، كنت مع أولادي في الطريق إلى نوبيع ووقفنا بالسيارة في كمين نفق الشهيد أحمد حمدي”.
“أحد الضباط جاء لي وطلب مني النزول من السيارة، ففعلت ذلك. ثم قال لي: هل تسمح لي باحتضانك؟ ففعلت ذلك”.
“بعدها قال لي: أنا المشجع الذي أنقذته في يوم من الأيام من يد الأمن :
كان صالح سليم رمزا وكان حسن حمدي كذلك بينما لم يكن محمود طاهر رمزا للنادي رغم أداءه الجيد فكانت عودة رمز لقيادة النادي الأهلي مزعجة لكل الخصوم بل مزعجة لمن يحاولون استغلال الكيان، لا ينتظر محمود الخطيب نفعا من الأهلي ولا ينتظر محمود الخطيب أمرا يجب تنفيذه للنادي الأهلي، فقط تحرص الأسطورة على قيادة الكيان نحو الأفضل والأفضل، يبدأ بإعلان المباديء، يكرم طاهر ويبدأ في تنفيذ مشروعات مستقبلية بلا فساد أو حسابات سوى صناعة مستقبل نادي ائتمنه عليه صالح سليم يوما ما، يطرد المستشار الخليجي ويبعده عن الأمور لأنه لا يعرف حجمه، يقول “لا” في زمن “حاضر”.
يزعج الكثيرون أن يكون هناك رمزا يعمل لأجل ناديه، سيجعلون خسران نادي في موسم الانتقالات هزيمة وإصابة لاعب مصيبة، سيبكون دما لخسارة مباراة لأن هذا فقط ما يملكونه للتشكيك في إدارة تعمل فقط من أجل مصلحة ناديها، بلا سمسرة أو عمولات أو أخطاء كارثية تستوجب المحاكمة
كان لا بد أن يحاربه الجميع، لأن الأساطير يزعجون الأقزام، تمام كما يزعج أبو تريكة بعضهم حتى الأن وكأنه ورث هذا من الخطيب.
يحكي الخطيب: “شعرت بالمرض الشديد خلال مران سابق للأهلي وتم نقلي إلى المستشفى. عندما علم الجمهور ذلك وعقب نهاية المران حضر الجميع إلى المستشفى”.
“ما يقرب من 4 ألاف شخصا يطالبون بالدخول إلى المستشفى للاطمئنان علي. وقتها طلب مني مدير المستشفى الخروج لهم من أجل أن يرحلوا”.
“كنت مع والدي وزوج أختي. الثنائي خرج قبل خروجي وعندما خرجت وجدت الثنائي يبكي بشدة”.
“لم أفهم في البداية السبب ولكنني نظرت بعدها إلى الشارع لأجد أعدادا مهولة من الجماهير. لم أصدق العدد الذي أراه”.
“وقفت صامتا لم أقدر على قول كلمة واحدة. بكيت من المنظر”.
يؤكد الخطيب “الجمهور هو ما يصنع الموهوب وهو ما يصنع اللاعب وهو صاحب الفضل على الجميع. عندما رأيت مشهد الجماهير أمامي انهارت باكيا. شكرا لهم”.
من بكى لأجل الجماهير لن يخونها أبدا.. إنه بيبو يا سادة .. وأعرفوا الفارق.
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال