لماذا يكذب الجميع؟ .. ياسمين صبري وبيتر ميمي وخالد منتصر وعمرو أديب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في زمن منصات التواصل الاجتماعي نغار من حساباتنا عليها، تبدو جميلة مثالية أو شجاعة قوية، هي في النهاية لا تشبهنا إطلاقا، أعرف شخصيا أشخاصا في غاية القوة على السوشيال ميديا تقطر خجلا عن لقاءها في الحياة الحقيقية، أنا شخصيا قلمي أكثر حدة بكثير من شخصي في الحياة العامة.
لكن كل هذا يبدو عاديا أمام الموضة الجديدة على شبكات التواصل وهي الكذب المتواصل بحثا عن التريند وجذب التعاطف، وهو ما انساقت إليه بعض الشخصيات العامة مثل ياسمين صبري، التي كذبت في جلسة سبيس على تويتر وتحدثت عن معاناتها أثناء الدراسة في مدرسة حكومية وتمرين السباحة الذي كانت تذهب إليه مشيا على الأقدام لتحلم بالثراء والحقائب واللبس الفخم ليخرج والدها دكتور أشرف ليكشف لنا أنها خريجة مدارس دولية لأبناء الصفوة في الأسكندرية بل ويعرض علينا صورها وشهادتها المليئة بالكحك الأحمر الذي يشير إلى فشل دراسي شديد.
كذبت ياسمين صبري وأطلقت العنان لخيالها من أجل اقناع المستمعين بأنها عميقة صاحبة قصة كفاح، اخترعت قصة غير حقيقية فقط لتكسب اعجاب زائف لقصة زائفة بحثا عن نجاح ما لم تحققه أبدا في التمثيل.
لننتقل بعدها إلى كذب من نوع آخر، ليس كذب على السوشيال ميديا مثل ياسمين صبري بل كذب في العمل، ما زال الدكتور بيتر ميمي مصرا على الكذب على الجمهور ونقل الأفلام الأجنبية بالكادر دون خجلا أو ضمير وكأنه صاحب وصلة الإنترنت وطبق الدش الوحيد في مصر، فالأخ بيتر سرق قصة ومشاهد فيلم little miss sunshine الذي تم انتاجه عام ٢٠٠٦ ليقدم لنا فيلم من أجل زيكو
لاحظ تطابق المشاهد حتى الميكروباص
الصور من صفحة الأستاذ خالد صالح
يفعل بيتر هذا منذ عمله الأول، ينقش افلامه نقشا وكأنه ينقل الديكوباج ليعيد انتاج أفلام أجنبية باللغة العربية بلا أي اضافة أو موهبة على الإطلاق، مجرد ببغاء يعيد ترديد ما يسمعه دون فهم أو لمسة تغيير.
يكذب بيتر ميمي لأنه وجد من يصدقه ومن يسمح له بالعمل رغم انعدام موهبته، ليطل علينا نوعا أخر من الكذب وهو ما يفعله الدكتور خالد منتصر الذي أثار حربا شعواء منذ وفاة الإعلامي وائل الأبراشي على طبيب يدعي منتصر أنه قتل الرجل.
المضحك في الأمر أن زوجة الإعلامي الراحل والتي عاصرت علاجه لفترة تزيد عن العام لم تشكو الطبيب يوما واحد طيلة العلاج وانفجرت فجأة بعد الوفاة، وكذلك الدكتور خالد منتصر.
هل تغاضى الجميع عن حالة الراحل المتدهورة ولم يستشيروا طبيبا أخرا وتركوه يموت على مهل دون تحسن، على الرغم من أن أبسط البسطاء يغير طبيبه إذا لم يتحسن على علاجه، لماذا صمت الجميع وخرجوا فجأة ليأخذوا بثأر وائل.
لماذ يكذبون علينا ولا يقولون الحقيقة، لا أعتقد أن الدكتور خالد يبحث عن التريند لأنه ليس من هذا النوع، هو فقط وجد حالة تمثل تحقيق أحلامه في محاربة الكباريهات الطبية ويقاتل من أجل نظريته ولو على جثة أحدهم.
يأخذنا هذا إلى الخطاب البليغ الكاذب الذي خرج علينا به عمرو أديب عقب عودته للشاشة بعد اصابة كورونا – التي يدعي البعض أنها كانت مزعومة – يطلب فيها أن نحمي جثته من نهش البعض وأن نقف بجواره.
وهذا في حد ذاته طلب كاذب، متى وقفت يا عمرو معنا، متى حميت مواطنا أو دافعت عن حقه، أنت بوقا للسلطة وملكا للتضليل، كان الأولى أن تتذكر حساب الله بعد وفاة زميلك وتتوقف عما تفعله كي يحمي الله جسدك من النار.
لسنا حماة من حساب الله ولن يتوقف رب العالمين على منشورات السوشيال ميديا لحظة الحساب.
الكلام مزيج من الصدق والكذب، أما السكوت فصدق لا غش فيه .. فاصمتوا قليلا كي تصدقون
يرحمنا ويرحمكم الله
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال