لهذه الأسباب دار الإفتاء لم تخطئ عندما قالت من حسن الخاتمة موت الزوج أثناء الجِمَاع مع زوجته
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
لقيت فتوى صادرة عن الشيخ أحمد ممدوح “أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية” سخرية من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، لأنه قال “الموت أثناء العلاقة الزوجية أو في حالة الجماع مع الزوجة ليس علامة على سوء الخاتمة وإنما هو علامة على حسن الخاتمة كون أن الزوج مات وهو في حالة طاعة لله”.
نظرة الإسلام لحكم العلاقة الحميمة بين الزوجين
هناك حديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه أبي ذر الغفاري الذي قال أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، قال: أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر”.
اقرأ أيضًا
“هل جاءت في الهايفة وتصدرت ؟” ما بين دار الإفتاء المصرية وجمهور لعبة ببجي
في نهاية هذا الحديث على وجه التحديد إشارة إلى مسألة مهمة وهي أن العلاقة الحميمة عليها ثواب فالصحابة سألوا “أيأتي أحدنا شهوته، ويكون له فيها أجر” فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟) والمقصود بالسؤال أرأيتم لو أن الرجل زنى ووضع الشهوة في الحرام؛ هل يكون عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر.
اقرأ أيضًا
فض الاشتباك بين السلفيين ودار الإفتاء حول ختان الإناث “تفاصيل الخلاف وأين الصواب”
زخرت كتب التراث الإسلامي الحقيقية بآراء متعددة وموسعة في مسألة العلاقة الحميمة وأن لها احترامها وقدسيتها، فالإمام بن القيم في كتاب زاد المعاد قال “وأما الجماع، فكان هديه فيه – صلى الله عليه و سلم – أكمل هدي ، يحفظ به الصحة ، وتتم به اللذة وسرور النفس ، ويحصل به مقاصده التي وضع لأجلها ، فإن الجماع وضع في الأصل لثلاثة أمور هي مقاصده الأصلية : أحدها : حفظ النسل ، ودوام النوع إلى أن تتكامل العدة التي قدر الله بروزها إلى هذا العالم، الثاني : إخراج الماء الذي يضر احتباسه واحتقانه بجملة البدن، الثالث : قضاء الوطر ، ونيل اللذة ، والتمتع بالنعمة ، وهذه وحدها هي الفائدة التي في الجنة ، إذ لا تناسل هناك ، ولا احتقان يستفرغه الإنزال”.
كذلك فإن فتوى دار الإفتاء تشير إلى شيء آخر في الإسلام وهو أن الجماع بما أن له طاعة فله نية، وهو أمر لا يعرفه الكثيرين، فمن آداب العلاقة الحميمة أن تكون النية لله ثم ينتوي الزوج/ة بالجماع حفظ النفس عن الحرام والإدراك بأن له أجر عملاً بالحديث السابق الذي استعرضناه.
دليل آخر يؤكد أن العلاقة الحميمة طاعة أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بأن تكون البسملة حاضرة قبل بدء العلاقة فعن بن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتني فإن كان بينهما ولد لم يضره الشيطان ولم يسلط عليه”.
الكاتب
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال