همتك نعدل الكفة
249   مشاهدة  

ليالي الأولمبياد (2) مايكل فيلبس .. أنا الطفل المريض الذي سيصبح أشهر سمكة قرش في العالم

مايكل فيلبس
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



لم تكن حياته سوى طريقًا ممهدًا لأن يصبح مدمنًا للمخدرات ، أو ربيب لطاولة القُمار ، أو شابًا بائسًا بلا حلم أو حتى محاولة تغيير واقع أكثر بؤسًا .. لم تكن أيامه سوى جحيم على شكل زمن يتحرك إلى الأمام فتتقلص إمكانية بزوغ شمس مستقبل باهر كالذي حدث فيما بعد .. أم هو درب من الجنون أن يصبح طفلًا لديه بعض الشذوذ في حجم غالبية حجم الأعضاء الجسدية ، بطلًا أولمبيًا لم ولن يتكرر مثله بطل ، رجل إذا سُمع اسمه في سباقات السباحة تحركت الميدالية الذهبية تلقائيًا إلى صدره ، أم هو سر من أسرار المقاتل مايكل .. مايكل فيلبس .

 

أسرة ممزقة انفصل فيها الزوج عن زوجته بمنزل في مدينة بالتيمور بأمريكا .. كان مايكل فيلبس يعود يوميًا من حصص الدراسة متأففًا من جحيم المدرسة الذي كان يتلقاه يوميًا في جرعات من الأسى والتنمر .. المعلمات يشتكين دائمًا من فرط حركته الذي لم يكن ليتوقف للحظات ، كما أن تشتت الانتباه الواضح بين عينيه كان أحد بنود الشكوى المتكررة من هذا الطفل (الغبي) ، الذين يتوقعون له الفشل الدائم في مستقبله . زملائه جعلوا من حجم أذنيه الكبير مادة يومية من مواد السخرية .. فكانت طفولته ما هي إلا طوبة في سور من الفشل لطفل بائس مثل هذا .

 

في سن العاشرة أو أقل قليلًا ، كان الطفل (الغبي) مايكل ، على موعد مع تغيير حياته ، حيث تجربة جديدة في التدرب بلعبة السباحة ، بعد أن فشل في الحصول على درجات عالية في المواد الدراسية ، فاصطحبته أمه للكشف عليه عند الأطباء ، فتأكد إصابته ببعض الأمراض الجسدية والنفسية معًا ، وكانت نصيحة الأطباء للأم أن اجعليه يمارس الرياضة بشكل دوري ، ربما يكون هذا سببًا في الشفاء .. وبالفعل نفذت الأم الروشته بحذافيرها . وكانت السباحة هي الشط الذي أرسى فيه مايكل مركبُه .

 

نظر كابتن السباحة للطفل مايكل للأداء العضلي الخاص به ، فانبهر بشدة قائلًا في نفسه ، هذه هي الجوهرة التي تبحث عنها أمريكا منذ عقود ! .. هذا الولد يشبه سمكة القرش كثيرًا ، يشق الماء شقًا ، لابد وأننا أمام حالة استثنائية سوف تصبح – بلا شك – هي الأهم في تاريخ الأولمبياد . وقال للمحيطين ، هذا الولد سيكون مرشحًا وبقوة لدورة الألعاب الأولمبية 2000 ، وسيدخلها عام 2004 ، وسيفوز بالميدالية الذهبية ويكسر الأرقام القياسية عام 2008 ، لكن فيلبس كسر كل التوقعات ، وكانت مشكاركته عام 2000 ، وحصد الميداليات الذهبية  وكسر الأرقام القياسية عام 2004 ، ومنذ تلك اللحظة وأصبح فيلبس ملكًا متوجًا ، أو بالأحرى حوتًا أزرقًا متوجًا على الدوام ، ومتربعًا على عرش السباحة طيلة ما يقرب من عشرين عام بـ 25 ميدالية ذهبية وثلاثة فضيات وبرونزيتين . 

 

إقرأ أيضا
قطاع الملابس

فحص العديد من العلماء الوضع التشريحي لجسد مايكل فيلبس ، فوجدوا أن بعض من التشوهات (المستحبة) جعلت منه عملاقًا في الماء ، من ضمنها مثلًا أن مسافة طويلة نسبيًا تظهر عند وضعية تمدد زراعية ، كما أن كاحله يلتوي بنسبة 15 درجة عن الوضع الطبيعي ما يعطية نسبة عالية من التفوق عند الارتداد في حائط المسبح ، وبالتالي انطلاقه أسرع عن المتسابقين ، كما أنه يمتلك مرونة نسبيًا أعلى من أقرانه في عضلاته ، وتضخم قليل في حجم قدميه ، ما يساعده – بالإصافة إلى عبقريته- عن تجاوز المنافسين ،  ويجعل هزيمته أمرًا شديد الصعوبة ، أو قل أمرًا شبه مستحيل .. فأنت أمام طفل مريض لكنه تحول لأشهر سمكة قرش في العالم !

 

الكاتب

  • مايكل فيلبس محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان