ما هو دور الدراما التاريخية في رمضان 2024 كما رآه يحيى العلمي؟

ينتظر الجمهورين المصري والعربي بشغف إجابة عن سؤال: ماذا ستقول الدراما المصرية هذا العام؟ ..  ونحن على بعد أيام قليلة من رمضان 2024 ، الموسم الذي يتلئلئ فيه الإبداع المصري، من الكتابة حتى التصوير والإخراج إلى الموسيقى التصويرية وأغاني التترات، وغيرها كثيرًا .. وينتظر الجمهور هذا العام تحديدًا مسلسل حاز على اهتمام كثيرين، وعَبّر كثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي عن نواياه المتّقدة في مشاهدة هذا العمل الضخم .. وهو مسلسل الحشاشين، والذي يلعب فيه النجم كريم عبد العزيز دور حسن الصباح، تلك الشخصية التاريخية المعقدة بين ما هو حربي وما هو ديني وما هو غامض، ويعتبر مسلسل الحشاشين أحد أهم الأعمال الضخمة من إنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والتي تنتظرها عيون المشاهدين وأقلام النُقّاد .. ولمثل هذه الأنواع من المسلسلات أهميات كبرى في ذهنية الجماهير .. نوّه عنها واسترسل مخرج الروائع، الأستاذ الكبير يحيى العلمي، مخرج الأعمال الدرامية العظيمة: رأفت الهجان .. دموع في عيون وقحة .. نصف ربيع الآخر .. الزيني بركات، وذلك كان في حوار خاص لجريدة الأخبار، وقد نُشر بقلم الصفي عماد عبد الرحمن في عام 1988 .

يعرض التليفزيون المصري على جميع قنواته 12 مسلسلًا دراميًا واستعراضيًا خلال شهر رمضان، وهو أعلى رقم في الأعمال تقدمه الشاشة في وقت واحد منذ بدء البث التليفزيوني، ولقد اختلفت الآراء حول هذه الأعمال التي تُعرض .. ولأنها من إنتاج قطاع الإنتاج باستثناء مسلسل “جمهورية زفتى” و “الشارع الجديد” لصوت القاهرة .. لقد كان اللقاء مع المخرج يحيى العلمي رئيس قطاع الإنتاج للإجابة عن جميع التساؤلات التي طرحها المشاهدين والنقاد حولها، وفي القلب منها السؤال الأبرز حول أهمية كثافة الأعمال التاريخية التي ينتجها قطاع الإنتاج.. وفي بداية الحوار أخرج “العلمي” من ردج مكتبه حافظة بها توصيات الحلقة النقاشية التي عقدت في فبراير 1997 تحت عنوان “آفاق جديدة للدراما التليفزيونية” .. وقال : حرصا على أن أبدأ عملي في قطاع الإنتاج بأسلوب علمي متخصص للتعرف على كافة الاتجاهات المختلفة لأهل الفكر والثقافة.

 ولذلك كانت هذه الجلسات التي حضرها أكثر من 300 كاتب وفنان وناقد وأستاذ في مجال الإعلام والفنون، ولقد كانت أهم توصيات المناقشة عديدة ولكني أطرح منها القليل للرد على الذين يقولون بأن الأعمال التاريخية كثيرة، ولقد جاءت التوصيات تؤكد بأنه لابد من الاهتمام بالتاريخ المصري ابتداء من الفرعوني وحتى عصرنا الحديث لتأكيد الهوية والتفاصيل التي مرت بها البلاد في ذهن المواطن وتسويق هذه الأعمال عربيًا وعالميًا حيث أن العالم كله مولع بالحضارة المصرية .. مع ضرورة تنوعها لإبراز دور العلماء ورجال الدين والسياسة والفلاسفة مثل الإمام محمد عبده، والزعيم سعد زغلول، ومصطفى النحاس، وأحمد عرابي، وقاسم أمين.

ضِف إذا هذا تحويل المادة التاريخية والتراثية والدينية التي تتناولها الكتب إلى مسلسلات درامية وأخيرًا أوصت اللجنة بضرورة النظر إلى تاريخ مصر رؤية واسعة الأفق بدون تعصب .. وبما إن التليفزيون هو المرآة التي تعكس صورة الحياة التي نعيشها بكل أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فإن التاريخ المصري في القلب من هذه الأولويات، ولذلك كانت شخصية الزعيم جمال عبد الناصر، والرئيس السادات، والخديوي اسماعيل .. ولابد أن يُذّكر التليفزيون المشاهد الكريم طوال الوقت بأن من لا ماضي له لا حاضر له ولا مستقبل .. ولذلك أتصور بأن الكُتّاب عندما استشعروا تلك الانفراجة في الانتاج الدرامي الرمضاني التاريخي انفتحت شهيتهم لكتابة الموضوعات الدرامية التاريخية.

إقرأ أيضا

مروان في امبراطورية ميم..معرفة الحقوق لا تعني قلة الأدب