همتك نعدل الكفة
5٬320   مشاهدة  

ماتا هاري .. الجاسوسة التي أعدمتها فرنسا لرفضها التجسس عليها

ماتا هاري
  • ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



ماتا هاري وقصة حياتها هم المواضيع الرئيسية لأخر كتب الكاتب “باولو كويلو” الذي سماه “الجاسوسة” وليست هذه المرة الأولى التي ألهمت فيها ماتا هاري وحياتها المليئة بالأحداث كاتب فهناك العديد من الأفلام والمسرحيات التي تتحدث عنها، بل هناك أيضًا عرض رقص باليه قامت به دار الأوبرا الهولندي عنها لكن من هي أشهر جاسوسة في التاريخ الحديث؟

ماتا هاري هي راقصة ولدت عام 1876 باسم مارجاريتا جِرترودا زيلي في هولندا لوالدين هولنديين؛ كان والدها صانع قبعات ومستثمر في صناعة النفط مما جعلهم عائلة غنية وتمتعت هي وأخواتها بطفولة سخية للغاية لكن سنة 1889 عندما كانت في عمر الـ13 أعلن والدها إفلاسه مما أدى إلى طلاق والديها وموت والدتها في 1891.

بعد زواج والدها للمرة الثانية، ذهبت ماتا هاري للعيش مع والدها الروحي في سنيك وذهبت للايدن بعدها لتدرس وتصبح معلمة حضانة لكن في أثناء دراستها أعجب بها المدير وبدأ معاها علاقة عندما كانت في سن الـ16 مما أدى إلى فصلها من المدرسة في نفس الحين الذي لم يتأذى المدير في واقعة إذا حدثت في يومنا هذا سوف يتم حبسه بتهمة اغتصاب قاصر.

بعدها بعامين كانت ماتا هاري متزوجة من الضابط رودولف ماكلويد وتعيش في الهند الشرقية الهولندية التي تعرف آلان بإندونيسيا وحصلت على طفلين نورمان-جون في عام 1897، ثم لويز في عام 1898 لكن علاقتها الزوجية كانت سيئة فزوجها كان مدمن كحول ودائمًا ما يضربها ويلومها على عدم تلقيه لترقيات وكان يخونها بشكل مستمر.

ماتا هاري
أطفال ماتا هاري وزوجها

تركت ماتا هاري زوجها مؤقتًا وانتقلت للعيش مع ضابط أخر يسمى فان ريدس وفي ذلك الوقت بدأت بدراسة تقاليد الإندونيسية بشكل مكثف لعدة أشهر وانضمت إلى شركة رقص محلية خلال ذلك الوقت، بعدها عادت إلى زوجها الذي لم تتغير تصرفاته على الإطلاق وفي ذلك الوقت مرض طفليها بسبب المضاعفات المتعلقة بعلاج مرض الزهري الذي انتقل لهم من أمهم بعد ما نقلت لها العدوى من زوجها، قدرت بنتها أن تنجو لكن توفى ابنها.

ماتا هاري
ماتا هاري عام 1900

بعد ما عادت لهولندا مع بنتها وزوجها، طلقت منه وحصلت على حضانة بنتها كان رودولف مطالب قانونيًا بدفع نفقة لكنه لم يفعل وفي زيارة لويز لوالدها قام بخطفها وبسبب عدم امتلاكها المال الكافي قبلت بالوضع، ماتت لويز في سن الـ21 بسبب مضاعفات مرض الزهري.

انتقلت ماتا هاري لباريس في 1903 وواجهت صعوبة في كسب المال، لكن بحلول 1905 بدأت في كسب الشهرة كراقصة تعري بعد عرضها في متحف جيميه الذي تميز بأدائها الغزلي وتباهيها بجسدها بدون خجل مما جعل الجمهور مهووس بها، وصف أسلوبها بكونه مثير، لكن في نفس الوقت مرح ويوجد به الكثير من الاعتزاز مما حاذ على إعجاب معظم الناس.

ماتا هاري
ماتا هاري ترقص في 1905

كان أشهر قسم من عرضها هو الذي كانت تتجرد فيه من ملابسها تدريجيًا لتكن عارية بالكامل باستثناء حمالة صدر مرصعة بالجواهر التي لم تخلعها بسبب عدم ثقتها حيال حجم ثاديها وبعض الحلي على ذراعيها ورأسها؛ في الحقيقة لم تكن ماتا هاري عارية كما ظن الجميع فهي كانت ترتدي بدلة بلون جسمها في جميع عروضها.

كمعظم راقصات وعارضين هذه الفترة كذبت ماتا هاري حول أصولها وقالت أنها أميرة من جاوة ولدت في أجواء هندوسية وتعلمت الرقص منذ طفولتها ولعدم معرفة الأوروبيين بالحضارة الجنوب آسيوية حينها صدقوا ذلك ونجحت قصتها في تغيير فكرة الناس عن رقص التعري واعتباره فن مما جعلها امرأة محبوبة للغاية وتخطلت في الدوائر الثرية في المجتمع الفرنسي حينها.

ماتا هاري
ماتا هاري في قمة شهرتها

بحلول 1910، عرف الجميع أن قصة أصلها مجرد كذبة وتلقت الكثير من المهاجمة لكن هذا لم يعطل مشوارها على الإطلاق واستمرت في الرقص في جميع أنحاء أوروبا وصاتت شهرتها في جميع أنحاء العالم.

بداية من 1912 انحدر ماتا هاري فكانت في الـ36 من عمرها وبدأ وزنها في الزيادة ورقصت لأخر مرة يم 13 مارس من سنة 1915 في ألمانيا لكن لم يهم الأمر حينها فكانت ماتا  على علاقة بالكثير من رجال الطبقة العلية في فرنسا الذين كانوا مصدر دخلها حينها.

مع بداية الحرب العالمية الأولى، بدأت ألمانيا في روئيتها كسلاح وبالفعل جندوها كجاسوسة على فرنسا مقابل قدر كبير من المال وهذا ما لم تنكره ماتا هاري أبدًا؛ في نفس الوقت جندتها فرنسا هي الأخرى كجاسوسة لتجلب لهم معلومات عن ألمانيا مما نجحت في فعله في نفس الوقت الذي كانت تعطي ألمانيا أخبار عن حياة السياسين الفرنسيين الشخصية مما أدى إلى غضب الألمان وكشفها كجاسوسة.

في يوم 13 فبراير سنة 1917 تم القبض على ماتا  ومحاكمتها بتهمة الجاسوسية والتسبب في مقتل 50 ألف جندي فرنسي على الأقل وبرغم من شكوك المخابرات الفرنسية والبريطانية في كونها جاسوسة ومحاولات ألمانيا لكشقها لهم لم يكن هناك دليل واحد على إدانة ماتا أو نقلها لأي معلومات هامة إلى ألمانيا.

إقرأ أيضا
شيرين عبد الوهاب
ماتا هاري
ماتا هاري يوم القبض عليها

كان المحقق الرئيسي في القضية هو الكابتن بيار بوشاردون الذي استخدم كذبها عن أصلها وشخصيتها كدليل على براعتها في الكذب والخداع، في نفس الوقت كان الكابتن جورج لادوكس الذي جندها كجاسوسة يعمل على إدانتها ففسر جميع أفعالها بشكل خاطيء وحتى وصل لأن يعبث في أدلة برائتها؛ “عاهرة؟ نعم لكن خائنة؟ أبدًا!” تنسب هذه الجملة قالتها ماتا هاري في الدفاع عن نفسها في المحاكمة.

اُعدمت ماتا  ضربًا بالرصاص قبل فجر 15 أكتوبر 1917، حسب قول الشاهد على إعدامها، هنري وايلز فإن ماتا هاري رفضت أن تغمي عينيها وأرسلت قبلة في الهواء لفريق إعدامها قبل أن يطلقوا النار وبعد أن ضربت بالنار استقرت على ركبتيها ببطئ برأس مرفوعة ونظرة شامخة لم تتغير حتى سقوط جزئها العلوي أرضًا وموتها.

أتى إعدامها في نفس الوقت الذي كانت تخسر فيه فرنسا الحرب مما جعل كثيرين يوصفون إعدامها بكونه مجرد حيلة استخدامتها فرنسا لتلهي شعبها عن فشلها في الحرب، خاصةً أن محاميها منع من جميع حقوقه مثل استجواب شهود الإدعاء وبعد عدة سنوات اعترف كابتن بيار بوشاردون أن لم يكن هناك أدلى كافية لإعدام ماتا هاري.

المصادر: كتاب “Femme Fatale: Love, Lies, and the Unknown Life of Mata Hari”

الكاتب

  • ماتا هاري ريم الشاذلي

    ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
5
أعجبني
7
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
6


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان