ماذا تعرف عن الأدب المصري القديم؟..عن قصة الثعبان الذهبي

برع المصري القديم في العديد من المجالات كالطب والفلك والكيمياء ولكن لا يعرف الكثيرون أنهم برعوا في الأدب أيضًا، حيث وجدت بعض القصص الأدبية على برديات مصرية قديمة.

ومن هذه القصص ما كان مكتملًا ومنها ما لم يكن مكتملًا حسب حالة البرديات التي تم العثور عليها إذا ما كانت مكتملة وحالتها تسمح بقراءة نهاية هذه القصص أم لا.

وتعتبر قصة الثعبان الذهبي من أشهر القصص التي وصلتنا من عصر المصريون القدماء، فهي أصل قصص الأطفال الخرافية التي تحث على الشجاعة والصبر على الشدائد وتوضح حب الصري القديم لبلده وتعلقه بها.

واسم القصة الأصلية “الملاح الغريق” وقد كُتبت على أوراق البردي.

الثعبان الذهبي أو الملاح الغريق

منذ زمن بعيد وفي عصر المصري القديم وفي وقت سبق عصر الناقلات البحرية والسفن التجارية الضخة بآلاف السنين، عاش قائد مصري اسه إيبي، وقد أمره فرعون مصر بالإبحار جنوبًا لجلب الأحجار الكريمة النادرة والعادن النفيسة اللازمة لصناعة الحلي الفرعونية لأسرته وأصدقائه.

ومع الأسف فقد عاد أبي ن رحلته بخفي حنين وخاف ثورة وغضب الفرعون عليه حتى قابل أحد أتباع الفرعون وأراد هذا الرجل إدحال الشجاعة عليه حتى يصارح الفرعون بما حدث، فقص عليه قصته الشخصية التي حدث له أمر مماثل فيها.

وقال له أنه رحل بمركب رائعة وضخمة وبحارتها 120 رجلا يتسون بالشجاعة ، ولكن هبت عاصفة شديدة بهذه الرحلة جعلت الرجال يتأرجحون بين الأمواج العالية، وغرقت المركب بالنهاية.

أقرأ أيضًا ..هل رمسيس الثاني هو فرعون موسى؟.

ونجا الرجل وحده التابع للملك وصاحب الرحلة، ومضى ثلاثة أيام ليس معه سوى قلبه. عاش في الرجل في الجزيرة التي وجد نفسه فيها وحده، وتضور جوعا حتى وجد الكثير ن الفاكهة والخضروات الشهية كالتين والبلح والفاكهة ثم وجد حيوانات للصيد فصادها وشبع، وأشعل النيران ليحرق قربانا للآلهة ، وفي هذه الأثناء ظهر شيئًا لم يخطر أبدا ببال الرجل الطيب.

ظهر ثعبانا طوله 60 مترا وكان جسمه يتلألأ في ضوء الشمس وتغطيه قشور من الذهب ، وكانت عيناه من أحجار اللازورد.

وسأله الثعبان:

ماذا الذي جاء بك إلى هنا إيها الإنسان الضعيف؟…إذا لم تجبني في الحال فسأحولك إلى رماد فتصبح عدما.

ارتبك الرجل ومن الذعر لم ينطق بكلمة، فحلمه الصعبان برقة عكس توقعه وذهب به إلى بيته، وسأله نفس السؤال مرة أخرى: ما الذي أتى بك إلى جزيرة تحيطها الأمواج من كل جانب؟

حكى له الرجل قصته كاملة مع رحلته لجلب الأحجار للفرعون حتى غرق السفينة. فوعده الثعبان أن هناك سفينة بعد 4 أشهر ستأتي من مصر لتعيده إليها، وأن القوة الإلهية هي ما أنقذته وجاءت به إلى هذه الجزيرة.

أخذ الثعبان يحكي هو الآخر قصته للرجل وأصبحا أصدقاء ووعده الرجل أن يحكي للفرعون عن شجاعته وعن هذه الجزيرة المسحورة، وأن يأخذ من البخور والزيوت من الجزيرة هدية للفرعون.

أقرأ أيضا..أهم قطع متحف الحضارة..أنا شاب ولكن عمري 35 ألف عام

وبالفعل بعد 4 أشهر تسلق الرجل شجرة عالية ورأى بحارة يعرفهم قد أتوا بسفينة ليأخذونه إلى بلده، وحمل على السفينة هدية الثعبان لفرعون مصر من عاج وبخور وزيوت وكلاب وقرود.

إقرأ أيضا

سيرة بيرلو (2).. حين طردت من حديقتي!

ووصل الرجل بعد شهرين بالضبط إلى مصر، كما قال له الثعبان الذهبي. ورحب الفرعون بالرجل وشكره على شجاعته وكرمه بأن رفعه لرتبة ملازم بالجيش ووضع تحت قيادته 200 من الرجال.

أنهى الرجل قصته ونظر للقائد أيبي وقال له: هذه حكايتي، تشجع وأدخل إلى الملك بلا خوف وتحدث إليه، فعلينا أن نحتفل بعودتك ورجالك سالمين، وتحدث بحديث رجل واثق من نفسه.

فقال له القائد أن حكايتك بها جزيرة مسحورة وثعبان ذهبي، أما أنا فلم تكن حكايتي بها أي نصيب من الحظ أو هدايا أقدمها للملك، كل ما أمتلكه هم نفس البحارة الذين جائوا بك إلى مصر، وليس لدي شيء آخر أقدمه للملك.

هكذا انتهت القصة التي وصلتنا من عصر المصري القديم على ورق البردي منذ حوالي 4 آلاف سنة، وبالتحديد بالعصور الوسطى، ولعل الحكمة من النهاية أن  الأصدقاء في حد ذاتهم كنز ونجاتهم أهم من هدايا الجزيرة المسحورة.

من المصادر

كتاب الثعبان الذهبي لبيري فاي وترجمة الأستاذة وفاء صديق