ماذا سيحدث إذا توقفت الشمس عن العمل لمدة أسبوع؟
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
من بين جميع سيناريوهات نهاية العالم، أحد أكثر السيناريوهات المخيفة هو نوع من الكوارث التي ترجع إلى الشمس. من انبعاث الكتلة الإكليلية اإلى أن تصبح الشمس ساطعة لدرجة تحرق كل شيء على سطح الأرض، هناك الكثير مما يمكن أن يحدث
تبعد الأرض حوالي 93 مليون ميل عن الشمس، وفي حين أن هذه مسافة لا يمكن فهمها فإن كلّما يحدث على الشمس يستغرق بعض الوقت للوصول إلى الأرض. على سبيل المثال، من المحتمل أن يستغرق الأمر بضعة أيام للشعور بآثار العاصفة الشمسية. لكن ماذا سيحدث إذا قررت الشمس أخذ استراحة لمدة أسبوع؟ ابتداءًا سيستغرق الأمر حوالي ثماني دقائق لندرك أن أي هناك مشكلة لأن ضوء الشمس يستغرق وقتًا طويلاً حتى يصل إلى الأرض. بعد ذلك، ستبدأ التغييرات بسرعة.
ظلام كاحل
الأرض لن تظلم تمامًا بعد تلك الدقائق الثماني الأولى. ستكون السماء مظلمة بالتأكيد لكن سيكون بإمكاننا رؤية ضوء شاحب ينعكس من كواكب أخرى في السماء. سيستمر هذا التوهج الخافت لمدة ساعة تقريبًا. بعد ذلك، ستظلم السماء. لن نرى القمر بعد الآن لأنه يعكس ضوء الشمس. لكننا سنرى نجومًا بعيدة في السماء، لذلك لن تكون السماء سوداء اللون.
لكن هذا لا يعني أن الأمور لن تتجه نحو الأزمة. ربما تكون أكبر صعوبة نواجهها مع الظلام الأبدي هي نقص التركيب الضوئي. ستبدأ معظم النباتات – خاصة النباتات الأصغر – في الموت خلال تلك الأيام القليلة الأولى من عدم وجود الشمس. المثير للدهشة أن بعض الأشجار الكبيرة على الأرض يمكن أن تعيش لعقود دون ضوء الشمس لأنها تحتوي على عمليات استقلاب أبطأ وتمتلك احتياطيات كبيرة من الطاقة.
ستبرد الأرض
إذا أصبحت الشمس باردة ومظلمة، ستنخفض درجات الحرارة على الأرض. لكنها لن تنخفض على الفور. سيستغرق الأمر حوالي أسبوع حتى تنخفض درجة حرارة الأرض إلى حوالي 0 درجة. وبالنظر إلى المدى الطويل، فإنه سينخفض إلى حوالي 100 درجة تحت الصفر في غضون عام.
ستكافح النباتات التي يمكن أن تعيش دون ضوء الشمس للبقاء على قيد الحياة في درجات الحرارة هذه لكن ستكون هناك أشياء أخرى تدعو للقلق في تلك المرحلة. لسبب واحد ستتجمد مصادر المياه. تتجمد مصادر المياه العذبة عند 0 درجة، وتتجمد المحيطات عند درجتين تحت الصفر. قد تبدأ الأنهار والبحيرات الصغيرة في التجمد في غضون سبعة أيام، لكن بسبب اللب الساخن للأرض، سيستغرق الأمر آلاف السنين حتى تتجمد المحيطات تمامًا.
طاقة من الوقود الأحفوري
سنظل قادرين على استخدام الطاقة من الوقود الأحفوري بدون الشمس. حيث سيظل الفحم والنفط والغاز الطبيعي متاحين. يتكون الفحم من بقايا النباتات والحيوانات المتحللة، ويأتي الزيت من الرواسب الموجودة بين الطبقات الصخرية. يوجد الغاز الطبيعي عادة فوق رواسب النفط. قد تكون الأرض مظلمة وباردة بدون شمس، لكن البشرية سيكون لديها الوقود والكهرباء – على الأقل لبعض الوقت.
تمتلك الأرض احتياطيات كافية من الفحم لتستمر حوالي 107 سنوات وما يكفي من النفط والغاز الطبيعي لمدة 25 و 37 عامًا على التوالي. لذلك، لمدة أسبوع، قد تكون البشرية على ما يرام. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أننا قد نستنفذ هذه الاحتياطيات بشكل أسرع في محاولة للبقاء دافئين في درجات حرارة أقل من المعتاد. وغني عن القول أن نفاد الوقود الأحفوري سيكون بداية النهاية.
أي وقت أطول بدون الشمس سيكون كارثيًا
من المحتمل أن تتعافى البشرية من عدم وجود الشمس لمدة أسبوع. على المدى الطويل، قد يعيش الجنس البشري بدون شمس، لكن الأمر سيستغرق الكثير من البصيرة والتخطيط. ستبقى الكائنات الصغيرة في القشرة الأرضية على قيد الحياة لفترة أطول لأنها أقرب إلى قلبها الذي من الناحية النظرية سيظل ساخنًا حتى لو أصبحت الشمس باردة. في الواقع، يقترح الخبراء أن نواة الأرض تبلغ حرارتها حوالي 11000 درجة فهرنهايت، مما يجعلها أكثر سخونة من الشمس.
بناءً على تلك المعلومات والتكنولوجيا التي تستخدمها أيسلندا لتدفئة المنازل، قد يكون لدى البشر فرصة للبقاء على قيد الحياة بواسطة تسخير قوة قلب الأرض من طريق الطاقة الحرارية الأرضية أو النووية. أو ربما يمكن للبشر العيش في غواصات قريبة من قاع المحيط. بالطبع، ستكون هناك مشاكل أخرى يجب معالجتها، مثل الأكسجين والمياه العذبة والطعام.
الأرض قد تفقد مكانها في النظام الشمسي
تقدم الشمس التي لا تعمل – حتى لبضعة أيام فقط – عددًا من الاحتمالات المحفوفة بالمخاطر. إذا توقفت ببساطة عن إنتاج الحرارة والضوء، فستكون الأشياء في نظامنا الشمسي على ما يرام (نوعًا ما). ومع ذلك، إذا توقفت الشمس عن العمل تمامًا وفقدت كتلتها (وهو أمر مستحيل)، فستزداد الأمور سوءًا على الأرض. هذا بسبب صديقنا الجيد، الجاذبية.
إذا فقدت الشمس كتلتها، ستبدأ الكواكب في التحرك بشكل فوضوي، وعلى الأرجح، ستصبح الأمور وعرة. في الواقع، لن تكون مفاجأة إذا اصطدمت الكواكب ببعضها البعض، مما يأدى إلى إنشاء كواكب جديدة أكبر. إذا تمكنت الأرض من تجنب الاصطدام بكوكب آخر، فمن المحتمل أن تنجذب إلى قوة الجاذبية للأجسام السماوية الأكبر القريبة. تتضمن نظرية أخرى انجراف الأرض عبر الفضاء، وإذا كانت محظوظة بما يكفي لتفادي الكواكب والكويكبات والمذنبات الأخرى، فإنها ستشق طريقها في النهاية إلى أقرب نجم، ألفا سنتوري، في حوالي 43000 عام.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال