ماذا فعل عبد الناصر حينما شاهد صورة الملك فاروق في منزل أحد موظفي الرئاسة؟
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يروي كبير أمناء رئاسة الجمهورية ما حدث بنفسه :
فوجئت قبل حضور الرئيس عبد الناصر بكبار رجال الحرس الخاص به ، ومعهم خبراء المفرقعات لتأمين المكان .. وسألني الحرس عن المكان الذي سوف يجلس فيه الرئيس .. فأشرت إلى أحد المقاعد .. فذهب إليه ، وما أن جلس فوق المقعد حتى هب مفزوعًا وهو يصيح :
- اخلع هذه الصورة فورًا !
- لماذا؟
- إنها صورة الملك فاروق .. سوف تجعل الرئيس عبد الناصر يغضب ويترك المكان فورًا !!
- أنا أعرف الرئيس عبد الناصر أكثر منك .. لا تخف !
- أنا المسئول عما يغضب الرئيس أو يسعده !
- وأنا مسئول عما في بيتي !!!
(2)
كان الزعيم جمال عبد الناصر جالسًا إلى مكتبة برئاسة الجمهورية ، حينما سأله كبير الأمناء أن يأذن له بجائزة يوم 10 مارس .. وفجأة تغير وجه عبد الناصر وطرق بيده فوق زجاج المكتب بعنف .. فأصابت الدهشة وجه كبير الأمناء .. هل أخطأ لأنه سيزوج ابنته ؟ أم أخطأ لأنه طلب اعفاءه من العمل ليلة عرسها ليكون إلى جوارها ؟
ويسترد كبير الأمناء أنفاسه حينما تحدث جمال عبد الناصر، وكشف عن سر غضبه :
- كيف تختار 10 مارس وسوف أعلن في هذا اليوم الميثاق ؟ مناسبة كتلك لابد أن أحضرها بنفسي
- لم تقل لي يا سيادة الرئيس عن موعد إعلان الميثاق إلا بعد تحديد موعد الفرح !
- هل أرسلت كروت الدعوة ؟
- نعم .. لكن يمكنني أن أؤجل الحفل !
- ويرد عبد الناصر بنظرات حانية .. وأحاسيس أب :
- والبنت ذنبها ايه ؟ .. زمانها عزمت زميلاتها وصديقاتها وتأجيل الحفل “فال” مش كويس.. اسمع عاوزني في البيت الساعة كام ؟
- اللي تشوفه يا فندم .. خمسة أو ستة !
- اتفقنا !
(3)
كان كبير أمناء الرئاسة جالسًا في حيرة .. ماذا سيفعل الزعيم عبد الناصر حينما يرى هذه الصورة .. هل كان لابد أن أتمسك برأيي أكثر من ذلك .. كنت في غنى عن هذه المشكلة .. كان يمكنني أن أوافق ضابط الحرس وأخفي هذه الصورة تحت أحد الكراسي حتى ينتهي الفرح ويمشي الزعيم من المنزل .. كان من الممكن وكان من الممكن .. قطع حبل أفكاره دخول الزعيم عبد الناصر إلى بيته ومن قبله الكاريزما الخاصة به وبعض المساعدين ..
(4)
بعد لحظات من وصول الرئيس .. لمحه كبير أمناء الرئاسة يحاول أن يخفي ضحكته .. ويبعد بصره عن الصورة المعلقة أمامه .. وناداه بهدوء وبخبث شديد سأله همسًا :
- إيه الصور دي كلها يا صلاح .. دول أكتر من تلاتين صورة ملك ورئيس .. أنا في بيتي 8 صور فقط ؟
- ما هو أنا يا ريس باشتغل في الديوان الملكي من قبل الثورة .. واتعرفت على رؤساء وملوك كتير .. وهذه الصور أهدوني إياها .
- وانت بقى محتفظ بصورة فاروق – الملك- عشان موقع لك عليها بخطه ؟
- يا فندم الحرس لما حضروا طلبوا مني إني ….
قاطعه عبد الناصر قائلًا : عارف لو كنت خلعت صورة فاروق .. كان هييجي اليوم اللي تخلع فيه صورتي .. إوعى تفكر إني زعلت !!
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال