ماذا لو عاش خالد الجندي في القرن السابع الهجري ؟ كان ركب الحمار بالمقلوب

ما ورد في العنوان حقيقة فلو أن الشيخ خالد الجندي عاش في القرن السابع الهجري كان سيركب الحمار بالمقلوب!! (تعالى أحكيلك إزاي):

اقرأ أيضًا 
خالد الجندي .. مسيرة من عقوق الأزهر بدأت بالطيب ووصلت إلى الطلاق الشفوي

في الأزمنة السابقة كان المجتمع  يحترم  التخصص جدًا .. في زماننا مثلاً لو أن أحدهم تخرج من كلية الطب وأخذ دكتوراه في الجراحة وقرأ مئات الأبحاث العلمية لا يجوز له أن يمارس مهنة الجراحة إلا بتصريح، ولو أن شخص تخرج من كلية الطب بتقدير ممتاز وقرأ مئات الأبحاث العلمية لا يجوز له فتح عيادة، بالإضافة إلى أن الناس لن تثق فيه غير ملاحقة السطات له لأن ممارسة مهنة الطب بدون ترخيص يوقع صاحبه تحت طائلة القانون.

اقرأ أيضًا 
رسالة إلى خالد الجندي “ليس كل مباح متاح”

زمان في القرن السابع الهجري إلى أوئل القرن التاسع الهجري كان الأمر في علم الدين يسير بنفس الطريقة فلا يستطيع أحد أن يُفتي بدون أن يكون مؤهلاً علميا للفتوى وحاصل على شهادة معتمدة من علماء عصره بأنه يستحق أن يُفتي أو يقوم بالتدريس.

في المدارس العلمية في البلاد الإسلامية والتي منها الأزهر في مصر كان الطالب يدخل الأزهر فيظل يدرس مدة تتراوح ما بين  20 ل 30 سنة وأوقات تصل ل 40 سنة في بعض الأحيان.

الطالب بعد مدة زمنية معينة في الدراسة بيقدم طلب إنه يمتحن العالمية (دكتوراه حاليًا) فيدخل يمتحن على ما يقارب من 12 عالم في 12 علم وهم (الحديث ،أصول الحديث ، والفقه، وأصول الفقه، وعلم المنطق ، والنحو والصرف والبلاغة والعقيدة والتصوف والسيرة النبوية ، والتاريخ والحساب ..الخ)

فالعلماء يبدأوا يسألوه وبعد ما ينتهوا من الأسئلة يكون قرار اللجنة إما أن الطالب راسب فيكمل دراسة كما ما هو ويقوم بإعادة  الإمتحان مرة أخرى بعد سنة أو سنتين على حسب ما يستعد أو إن الطالب ناجح ويأخذ العالمية إما من الدرجة الأولي وهذه الدرجة يكون عالم متخصص في كل العلوم التي امتحن فيها ويصبح له الحق بتدريس أي علم فيهم أو يأخذ العالمية من الدرجة الثانية ويكون متخصص في علمين أو أكثر ، وأخيرًا العالمية من الدرجة الثالثة فيتخصص في علم واحد لا يتعداه لغيره .

وكانت عقوبة من يقوم بالتدريس أو الافتاء من غير اجتياز الإمتحان أو اجتازه وتخصص في علم واحد فقط وقام بتدريس علم آخر كانت العقوبة هي التحذير مرتين ثم يعاقبونه بعقوبة اسمها “التجريس” فيحمله الشرطي ـ بعد حكم القاضي ـ على حمار بالمقلوب ويلفون به في البلد وفي يد الشرطي الذي يمسك لجام الحمار جرس فيضرب الجرس وينطق باسم الشخص الراكب على الحمار ويقول بأعلى صوته فلان بن فلان قد تعدى على العلم الشريف فاحذروه !.

حصلت هذه الواقعة مع ثلاثة من علماء المسلمين الكبار وفي مقدمتهم بن تيمية وتلميذه بن القيم وتلميذه بن كثير صاحب التفسير بسبب فتواهم في مسألة الطلاق وفتواهم في مسألة شد الرحال لزيارة قبر النبي.

إقرأ أيضا

هل تفادينا السيناريو اللبناني بإسقاط الجماعة؟

ذكر تقي الدين السبكي في كتاب السيف الصقيل أن ابن القيم كان في القدس الشريف وصعد على المنبر ووعظ الناس وقال وها أنا أرجع ولا أزور قبر الخليل إبراهيم ثم ذهب إلى نابلس ووعظ الناس أيضا وذكر لهم حرمة زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقام إليه الناس وأرادوا ضربه فحماه منهم والي نابلس ولما صعد إلى مدينة الصالحية وقابل القاضي شمس الدين بن مسلم الحنبلي تاب ورجع عن فتواه ثم لما عاد مرة أخرى لفتواه السابقة حكم عليه القاضي شمس الدين المالكي بالحبس وبالضرب وركب الحمار بالمقلوب وطيف به في البلد وردوه إلى الحبس وكذا فعلوا بابن كثير لفتواه في مسألة الطلاق”؛ ويذكر أن بن كثير كان متأثراً في شبابه بابن تيمية ورجع عن كثير من آرائه الذي كان يعتنقها عندما تقدم في العلم وفي السن.

هذا ما حدث مع علماء شهد لهم كثير من العلماء المختلفين معهم قبل الموافقين لهم بالعلم والتفقه فما بالنا بخالد الجندي ! وهو داعية متواضع ليس بعالم ولم يأخذ العلم بسنده من المشايخ والعلماء بالطريقة القديمة المعروفة عند الأزهريين القدامى هو فقط تخرج كما يتخرج آلاف من الشباب من إحدى كليات الأزهر ولحسن حظه ظهر إعلاميا وانتشر ولا أخفيكم سراً كثيراً ممن يتخرج من الأزهر ويحمل شهادة الليسانس لا يحفظون القرآن ومنهم خطباء مساجد يخطئون في قراءة القرآن.