همتك نعدل الكفة
402   مشاهدة  

ماريا أوكتيابرسكايا..الأرملة التي انضمت لجيش الاتحاد السوفيتي لتنتقم من قتلة زوجها

الاتحاد السوفيتي
  • ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



إن الأوقات اليائسة تدعو إلى اتخاذ تدابير يائسة. لذلك عندما قام النازيون بخيانة الاتحاد السوفيتي في عام 1941 بعد التوقيع على ميثاق عدم الاعتداء، كان كل مواطن روسي مطالبًا بالقيام بدوره في “الحرب الوطنية العظمى“. وكان هذا يشمل سيدة تدعى ماريا أوكتيابرسكايا.

النساء في الجيش الأحمر

تشير التقديرات إلى أن حوالي 800 ألف امرأة من الاتحاد السوفيتي خدمن في الجيش الأحمر خلال الحرب العالمية الثانية، والعديد منهن في كتائب مضادة للطائرات حيث كن في الخطوط الأمامية، ولكن إلى حد ما محميات من أكثر المعارك وحشية. بينما خدمت نساء أخريات في مناصب أكثر خطورة مثلًا في الطيران بمهام قتالية أو في قيادة الدبابات إلى المعركة. على الرغم من أن الاتحاد السوفيتي كان في حاجة ماسة إلى أكبر عدد ممكن من الجنود، حتى في أكثر الأوقات يائسة لم يكن كل الجنود الذكور سعداء بانضمام النساء لهم في ساحة المعركة.

كانت ماريا أوكتيابرسكايا واحدة من النساء الروسيات اللواتي لم يرغبن في مشاهدة الحرب من على مقاعد البدلاء. كما إنها كانت واحدة من النساء التي أثبتت أن كلام الرجال المتشككين في قدرات النساء كان خاطئ.

ولدت ماريا في أسرة ريفية فقيرة في القرم، كانت ماريا داعمة كبيرة للأفكار التي اعتنقها قادة الثورة الروسية حيث كانت شيوعية بحدة. تقول بعض الروايات أنها أصبحت مهتمة بالأمور العسكرية لأول مرة بعد الزواج من الضابط في الجيش يدعى إيليا أوكتيابرسكايا، معلنة أن “الزواج من رجل عسكر يعني الخدمة في الجيش”.

ماريا أوكتيابرسكايا تشتري دبابة

بالفعل خدمت ماريا في الجيش بالمعنى المعنوي التي كانت تقصده بل وبالمعنى الحرفي أيضًا. فعندما قُتل زوجها إيليا أثناء الهجوم الألماني في كييف، باعت كل ممتلكاتها واشترت دبابة من طراز T-34، التي أطلقت عليها اسم “الصديقة المحاربة”. بدلًا من التبرع بالدبابة للجيش راسلت ماريا جوزيف ستالين شخصيًا. تقول الروايات أن في رسالة إلى رئيس الاتحاد السوفيتي طلبت ماريا الإذن للقتال من أجل بلدها. حيث كتبت: “زوجي قُتل وهو يدافع عن الوطن الأم. أريد الانتقام من الكلاب الفاشية لموته ولموت السوفييت الذين عذبهم هؤلاء البرابرة الفاشيون”.

وسرعان ما منح ستالين موافقته لماريا. ربما لأنه أدرك القيمة الدعائية للزوجة الشيوعية المخلصة الراغبة في القتال حتى الموت للانتقام من قتلة زوجها ولحماية وطنها. خضعت ماريا لبرنامج تدريبي مدته خمسة أشهر قبل إرساله إلى الجبهة.

التعميد (والموت) بالنار

عندما انضمت ماريا و”الصديقة المقاتلة” إلى فرقة دبابات الحرس السادسة عشرة في 1943، نظر إليها رفاقها الذكور على أنها مزحة. لكن هذه النظرة سريعًا ما تحولت في ساحة القتال. خلال أول معاركها في أكتوبر من عام 1943 ، كانت “الصديقة المقاتلة” أول دبابة تخترق خطوط العدو لتدمر المدفعية وتسب الخراب العام للألمان. كان الجنود الذكور الذين يقاتلون إلى جانب ماريا معجبين بما فيه الكفاية لكن زاد هذا الإعجاب عندما أظهرت شجاعتها في المعركة مرة أخرى بعد شهر عندما قفزت لإصلاح دبابتها في وسط نيران العدو الثقيلة.

حماس ماريا للانتقام تفوق على دموية للقتال الفعلي حيث يقال أن ماريا كتبت لأختها موضحة: “لقد تم تعميدي بالنار. لقد هزمت الأوغاد. أحيانًا أكون غاضبة جدًا لا أستطيع حتى التنفس “. على الرغم من أنها بالتأكيد حصلت على انتقامها من العدو الذي قتل زوجها الحبيب، إلا أن معركة ماريا ضد النازيين قد انتهت بشكل مفاجئ في يناير من عام 1944.

إقرأ أيضا
صول

في أثناء المحاولة لإخراج موقع محصن للعدو، حصلت “الصديقة المقاتلة” على ضربة مباشرة. عصت ماريا الأمر بالبقاء داخل الدبابة وخرجت لإصلاح الضرر كما فعلت قبل ذلك. لكن هذه المرة لم تكن قادرة على تفادي نيران العدو وأصيبت بالشظايا الطائرة. بقيت قبطان الدبابة في غيبوبة لمدة شهرين قبل أن تستسلم لإصاباتها وتتوفى في عام 1944. ماريا أوكتايابرسكايا أصبحت “بطل الاتحاد السوفياتي” وهذا كان أعلى وسام في الاتحاد السوفيتي.

الكاتب

  • الاتحاد السوفيتي ريم الشاذلي

    ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان