همتك نعدل الكفة
9٬557   مشاهدة  

ماصحبش الفرافير حتى لو راكبين فيراري .. ” اخواتي ” توليفة حققت العلامة الكاملة

اخواتي
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



اخواتي  ..  اخواتي 

يمكنك أن تسمع هذه الكلمات في كل مكان ، سيارات تمر على الطريق ، مكبر صوت على المقاهي ، اثنين من الأصدقاء بمختلف أعمارهم قد اقتربا من هاتف أحدهما لمشاهدته على يوتيوب ، يمكنك أن تسميه “مهرجان” أو “أغنية” أو “راب” .. لكن في الحقيقة هو ليس كل ذلك , هو نفحة من كل ذلك ، مهرجان “اخواتي” لبعض الأشقياء الجدد أشهرهم بحكم الأقدمية شحتة كاريكا .

كيف حقق مهرجان اخواتي كل هذا النجاح؟

حقق المهرجان قرابة الـ 10 ملايين مشاهدة حتى الآن ، من الممكن أن تقول لي : إنه رقم عادي بالنسبة للأرقام التي تحققها المهرجانات هذه الأيام ، عندك مثلًا مهرجانات حمو بيكا التي تتجاوز أحيانًا الخمسين مليون مشاهدة وأحيانًا ما تقترب من المائة مليون مشاهدة في بضعة أيام ، ما قيمة الـ 10 ملايين مشاهدة إذا كان العمل الفني يستهدف الشريحة الأكبر من الناس .. الشريحة الشعبية وتمثل الملايين الجارفة لا عدد يحصى ؟

يكمن الاختلاف هذه المرة في جذور أزمة الجمهور والنقاد والفنانين مع المهرجانات ، عفريت العلبة الذي ظهر للموسيقيين بلا سابق إنذار والتهم المشاهدات واستوحش حتى تآكلت شعبية كثير من النجوم بسبب وجودة في سباق المنافسة ، يكمن الخلاف الكبير الذي دفع الكثيرين للمطالبة بالقبض على هؤلاء في نوعية كلمات الأغاني ، وهي العقبة الكبرى الذي تجاوزها مهرجان “اخواتي” حيث ظهر خاليًا من الألفاظ الوقحة التي يدعي صناع المهرجانات عادة أنها ألفاظ شعبية من قعر الشارع إلى المايكروفون مباشرةً لكنهم في العادة يكذبون حتى تمر موجة الانتقاد بسلام ذلك لشعورهم دائمًا أنهم دخلاء على المجال الفني ، لكني أعتقد أن مهرجان “اخواتي” حقق التوازن بين الألفاظ (الحرشة) (المشطشطة) ، الألفاظ التي تجدها على النواصي، وداخل البلايستيشن وصالون الحلاقة، الرجالي بين الشباب ، حقق هذا التوازن بامتياز دون إقحام ألفاظ غير سوية ، فقوبل هذا المهرجان بالترحيب بين الفئات التي لم تكن تحب أن تستمع للمهرجانات ، أو تستمع إليها مرغمة بسبب كثافة تشغيلها في جميع الأماكن ، وأعتقد أن نجاح الرقم 10 ملايين جاء لأن هذا الرقم نجح في استقطاب فئة لم تكن تحب المهرجان من أساسه ، وأعتقد أن صناع المهرجانات إذا تأسّوا بما فعله صناع هذا المهرجان سيمثل هذا مصالة بينهم وبين الموجة التي تنتقدهم ، ذلك لأنه حقق المعادلة كاملة .. الكلمات الذكية ، واللحن الراقص غير المزعج والذي لا يسبب صداعًا في الرأس بعد سماعه كأغلب المهرجانات وتحتاج بعده إلى بانادول ، وبعض من الراب الذي أضفى روحًا جديدة على المهرجان .. توليفة شديدة الاتقان .

YouTube player

فكرة الكليب أحد الأبطال

إقرأ أيضا
نادية فكري

كانت فكرة الكليب بسيطة متسقة تمامًا مع الكلمات وأداء صناع المهرجان ، مجموعة من المصابيح المعلقة في مكان يشبه الجراج ، ليشبه مكان العُصبة الأشقياء الذين يغنون هذه الكلمات الشعبية ، بلا فجاجة في استعراض سيارات من كل نوع ، ذلك لأن المهرجان ليس مكانًا للاستعراض بقدر ما هو مكان للاحتكاك المباشر مع محبي الفن الشعبي … ضف على ذلك المقطع الذي نال إعجاب كثير ممن سمعوا المهرجان : ماصحبش فرافير حتى لو هركب فيراري .. أنا اصاحب التقدير حتى لو هركب أتاري … و (الأتاري) لمن لا يعرف هي اسم دارج يطلق على سيارات الشرطة الصغيرة التي تضئ طريقها باللون الأزرق .. وهو في الحقيقة مقطع ذا مغذى وهو (التضحية) في مقابل الصداقات الجيدة ، سواء قصد صناع المهرجان ذلك العمق البسيط  الذي نال إعجاب الكثيرين أو لم يقصدوه ، فإنهم في النهاية صنعوا توليفة بين الرقص ، والبساطة، والمعاني الشعبية المتداولة ، جعلت المهرجان يحقق العلامة الكاملة !

الكاتب

  • اخواتي محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
27
أحزنني
7
أعجبني
28
أغضبني
9
هاهاها
9
واااو
10


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان